الرئيس الذي غلب الهم الوطني على الهم الشخصي

الآراء 08:57 AM - 2025-10-05
 محمد شيخ عثمان PUKMEDIA

محمد شيخ عثمان

الرئيس مام جلال

أوصى الاطباء الالمان الرئيس مام جلال طالباني بالبقاء في مستشفاهم حتى يستعيد عافيته تماما، غير أن الرسائل القادمة من العراق كانت أشد إلحاحا من نصائح الطب. فقد أكد الامريكيون أن الوضع هناك يمر بمرحلة حرجة، وقالوا له بصراحة: ”عد إلى العراق، فمجرد وجودك حتى في السليمانية بصورة مؤقتة كفيل بأن يمنح الجميع في العراق الاطمئنان.“
تجاوز مام جلال وصايا الاطباء، وعاد إلى السليمانية. وهناك، لم يتوقف الالحاح؛ إذ ناشده القادة السياسيون العراقيون العرب أن يشد الرحال إلى بغداد، فوجوده في العاصمة ــ كما كانوا يقولون ــ يعزز الامن والوئام، ويشكل صمام أمان للبلاد.
وبإحساسه العميق بالمسؤولية الوطنية، غلب الرئيس طالباني هم الوطن على همه الشخصي والصحي، وغادر السليمانية متجها إلى بغداد ليواصل لقاءاته مع الفرقاء، وليطمئن أبناء شعبه بأن العراق سيعبر أزماته بخطوات واثقة نحو الاستقرار.
لكن القدر كان أسرع ّ من رجاءاته؛ ففي ذروة حواراته مع القوى السياسية، باغتته الوعكة الاليمة التي غيبت حضوره الفعال، لتدخل البلاد بعد غيابه في دوامة أزمات متلاحقة. وحتى اليوم، لايزال العراقيون يرددون بمرارة: ”لو كان مام جلال حاضرا، لما وصلنا إلى مانحن فيه.“
ولهذا، كل عام وفي ذكرى رحيله، نستذكر مآثره بفخر واعتزاز، ونؤكد أهمية الالتزام بنهجه الحكيم في إدارة وحكم العراق الاتحادي، بوصفه الطريق الاقصر نحو الاستقرار والازدهار والوحدة الوطنية والشراكة الحقيقية.

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket