ذكرى لصاحبي مظفر النواب

في الحقيقة ان المناضلين الذين وهبوا حياتهم لخدمة الشعب والوطن يستحقون منا التقدير والبقاء في ذاكرتنا ابدا.
اود وكرفيق للشاعر الكبير مظفر النواب، والذي جمعتنا الرفقة معا منذ السبعينات في الحزب الشيوعي القيادة المركزية، اود وعبر هذه الاسطر ان اتحدث عن ذلك الرفيق المناضل.
واضح انه قبل التعرف عليه، تعرض للاعتقال لمرات عدة ورفاقه يشهدون له بذلك، ولقد كان اكبر مني سناً وهو شخصية عراقية بارزة نظرا لاشعاره التي كانت في جلها دفاعا عن الفقراء والعمال والفلاحين.
اتحدث عن العام 1970 الى 1971، حين توجهت ولاول مرة رفقة سكرتير الحزب الشيوعي القيادة المركزية المرحوم ابراهيم علاوي ولأول مرة من منطقة "گەڵاڵە" (العراق) وصولا الى دمشق خلال عشرة ايام، حيث كان هناك مجموعة من الاصدقاء الحزبيين من بينهم الشاعر مظفر النواب، ثم كنتُ التقي به طيلة مكثوي هناك مرتين في الاسبوع، لاني كنتُ اسكن في ذات الشقة مع ابو ليلى ابراهيم علاوي، كنا نلتقي بالرفاق الذين كانوا يأتون لزيارتنا امثال عادل عبدالجليل ونزار عبدالجليل وخليل ابراهيم وطارق الدليمي الذي كان يدرس هناك، كنا نقضي الليل متى ماسنحت الفرصة بالتعلولة والغناء، ناهيك عن العمل الحزبي.
اريد ان اعود ثانية للحديث عن صديقي المرحوم مظفر النواب، فهو بالاضافة الى كونه شاعرا فذا يكتب للفقراء، يملك صوتا جميلا وعذبا، ويغني لنا اغنية (ريل وحمد)، وامور اخرى كثيرة، كان طيب الكلام محبا للفكاهة، بل كان يثمل بين الحين والاخر ويتحدث لنا عن حياة معتقل نوقرة السلمان.
لقد بعثنا سكرتير الحزب ابو ليلى خلال المدة نفسها، بعثنا انا ومظفر النواب في مهام حزبية الى الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف الحواتمة في عمان، والى امين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش لتنظيم امور حزبية، وطلب المساعدة منهما للنضال ضد نظام صدام حسين. لقد قضينا يومين معا، كان صديقا وفيا، لم يتخل عن رفاقه في يوم ما، ترك الوطن ومات بعيدا عنه.
لقد مرّ مظفر النواب بكوردستان ذات مرة وحضر الى مقرنا في “ناو كیلەكان” بمنطقة “گەڵاڵە” وبقي هناك مدة، عندما كان السيد فاروق ملا مصطفى متواجدا هناك، كذلك قضينا معا مدة من الزمن في دمشق، كان صديقا مخلصا.
تحية لروح هذا الشاعر الفذ ومناضل الفقراء هذا.


مصطفى جاورَش