مركز متخصص في كركوك يقدم العلاج لمتعاطي ومدمني المواد المخدرة

من الصباح

مركز متخصص لعلاج مدمني المخدرات في كركوك

تعتبر المواد المخدّرة من المواد التي تسبب الأذى لمتعاطيها وللمحيطين بها، إذ تدفع الشخص المدمن إلى الابتعاد عن القيم الاجتماعية وتفكك علاقته بأسرته ومجتمعه، كما تُسبب خسائر اقتصادية، وتعرّض المتعاطي للمساءلة القانونية.

ففي مدينة كركوك، يوجد مركز خاص لمعالجة مدمني المواد المخدّرة، حيث يُنقل بعض المصابين بالإدمان من قِبل ذويهم إلى هذا المركز للعلاج، فيما يرسل آخرون من السجون بعد إلقاء القبض عليهم، وذلك لتلقي العلاج.

إدمان أحد الأشخاص

شيرزاد، وهو اسم مستعار لمدمن مادة مخدّرة في كركوك، يتلقى العلاج في مركز معالجة الإدمان بعد اعتقاله، ويقول عن بداية إدمانه: "قبل عامين تعرفت على مجموعة من الأشخاص والأصدقاء، كنا نخرج معا ليلا ونجتمع في أحد الأسواق أو البيوت، كنا ندخن النرجيلة ونقضي الوقت. وبعد فترة أصبحت أشعر بالضعف والتعب، وفي بعض الليالي لم أعد أعود إلى المنزل وبقيت خارج البيت، ولاحقا اكتشفت أنني أصبحت مدمنا على المادة المخدرة من خلال تدخين النرجيلة الممزوجة بها".

كان شيرزاد متزوج ولديه طفلان، وكان يعيش حياة طبيعية مع أسرته قبل الإدمان، لكنه الآن في السجن بانتظار انتهاء مدة محكوميته، ويتلقى العلاج في الوقت نفسه، يقول شيرزاد: "كنت أتعاطى نوعا من المواد المخدّرة يُسمى (الكريستال). بعد إدماني ابتعد أصدقائي عني وخسرت عملي، حياتي كلها انهارت، ولم أعد أستطيع التوقف عن التعاطي. وفي إحدى الليالي اعتُقلت مع مجموعة من الأشخاص من قبل قوات الأمن الوطني وأُرسلنا إلى السجن. رغم وجودي في السجن، ما زلت أتلقى العلاج في مركز معالجة الإدمان، وأنتظر انتهاء محكوميتي".

إحصائيات عن معالجة المدمنين

وفق إحصائيات مركز معالجة مدمني المواد المخدرة في كركوك، فقد سُجل خلال الأشهر الثمانية الماضية نحو 100 شخص لتلقي العلاج، وقد تم علاج 40 منهم وعادوا إلى حياتهم الطبيعية.

كيفية علاج المدمنين

وحول آلية العلاج، قال سامان يابەعلي، المتحدث باسم دائرة صحة كركوك: "هذا المركز هو أحد أفضل المراكز في العراق، وحصل على المرتبة الأولى في تقديم العلاج الطبي للمدمنين".

وأضاف: "يخصص برنامج علاجي لمدة ثلاثة أشهر للمدمن، وبعدها تقوم لجنة طبية بتقييم حالته، إذا كان قد استفاد من العلاج، يُعاد إلى منزله، وإذا لم تُوافق اللجنة يُمدد البرنامج لمدة ستة أشهر أخرى".

الوقاية من الإدمان

وبحسب المادة 40 من قانون مكافحة المواد المخدرة، فإن الشخص الذي يتوجه للمركز طوعا لتلقي العلاج لا يُعاقَب وتمنح له الحماية القانونية، وهذا يشمل فقط من هم مدمنون.

وأوضح المتحدث باسم صحة كركوك: "الكثير من الشباب يُعتقلون بسبب الإدمان، ويرفضون الذهاب إلى المركز من السجن خوفا من الفضيحة أمام ذويهم، ولهذا تضطر اللجنة الطبية إلى زيارتهم في السجن لتقديم العلاج والإرشاد".

وأضاف: "خلال الفترة الماضية، تلقّى عدد من المدمنين العلاج في المركز في كركوك وعادوا إلى حياتهم الطبيعية".

التوعية والوقاية

هذا وتتطلب مكافحة الإدمان نشر الوعي بشكل مستمر، ولذلك تعمل صحة كركوك على عقد ندوات ومؤتمرات حول مخاطر المواد المخدّرة لمختلف الفئات، كما طُلب من الوعاظ والخطباء تناول موضوع الإدمان في خطبهم للحد من انتشاره.

PUKMEDIAكوردستاني نوى