رئيس الجمهورية: العدالة الاجتماعية ضرورة وجودية لضمان الأمن والاستقرار

العراق 01:11 PM - 2025-11-04
رئيس الجمهورية الدائرة الإعلامية لرئاسة الجمهورية

رئيس الجمهورية

رئيس الجمهورية

شارك فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الثلاثاء 4 تشرين الثاني 2025 في أعمال مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة.
وألقى السيد الرئيس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمة أكد فيها توسيع قاعدة المستفيدين من برامج الحماية الاجتماعية، وارتفاع عدد الأسر المشمولة بها بنسبة 140% مع ارتفاع مستوى الإنفاق على الحماية الاجتماعية من تريليون دينار إلى أكثر من 5 تريليون دينار، مشيرا إلى إطلاق برامج تمكين اقتصادي طموحة، استفاد منها عشرات الآلاف من الأشخاص، مع صرف مبالغ لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، التي أسهمت في انخفاض معدلات البطالة، كما استفادت آلاف النساء من برامج تمكين المرأة الاقتصادي.
وأضاف فخامة الرئيس أن العراق اعتمد الخطة الوطنية للتنمية 2024-2028، واستراتيجية التخفيف من الفقر الثالثة، ورؤية العراق للتنمية المستدامة 2030، ورؤية العراق 2050، كما تم إقرار سياسة التشغيل الوطنية 2025-2029 لضمان فرص عمل كريمة وآمنة للجميع.
 وفيما يلي كلمة فخامة رئيس الجمهورية:
" بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي 
معالي السيد أنطونيو غوتيريش .. أمين عام الأمم المتحدة
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بداية نتقدم بالشكر الجزيل إلى دولة قطر الشقيقة على استضافتها الكريمة لهذه القمة، التي تأتي في توقيت بالغ الأهمية، نقف فيه على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب تجديد الالتزام الدولي بالعدالة الاجتماعية، وتعزيز العمل اللائق، وبناء مجتمعات أكثر شمولاً وإنصافا. 
كما نتوجه بالشكر إلى منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة؛ على دعمها المستمر للدول الأعضاء، في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة لعام 2030، وعلى شراكتها الفاعلة مع العراق في مسيرته التنموية. 
والشكر موصول إلى الدول المشاركة، والجهات المعنية، على ما بذلته من جهود كبيرة في إعداد وتقديم إعلان الدوحة؛ الذي يمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز التنمية الاجتماعية، الشاملة والمستدامة على مستوى العالم.
السيدات والسادة ..
إن اجتماعنا اليوم في القمة الثانية، يأتي بعد ثلاثين عاماً على قمة كوبنهاغن التاريخية عام 1995، ويمثل فرصةً متجددة لتقييم ما تحقق، واستشراف آفاق جديدة للعمل الجماعي، في مواجهة التحديات المتسارعة التي يشهدها عالمنا، من أزمات اقتصادية ومناخية واجتماعية متشابكة، تتطلب مقاربات أكثر عدلاً وإنسانية.
يؤمن العراق بأن الاستثمار في الإنسان هو الطريق الأضمن لبناء السلام والاستقرار والتنمية المستدامة، وأن العدالة الاجتماعية ضرورة وجودية؛ لضمان الأمن والاستقرار والعيش الكريم.
فالتفاوت في الفرص والضغوط الاقتصادية، والتغيرات المناخية وأزمات الجفاف والفقر، تضع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية مضاعفة؛ لتجديد الالتزام بالمبادئ التي قامت عليها التنمية الاجتماعية: العدالة، والمشاركة، وكرامة الإنسان.
إن العراق، وبعد عقود من الحروب والإرهاب والتحديات الاقتصادية، يسير نحو التعافي والتنمية، بالاعتماد على عدد من الخطط والاستراتيجيات الوطنية لتحقيق التنمية الاجتماعية؛ التي تعمل على تقليل الفقر، وتحسين التعليم والرعاية الصحية، وتمكين المرأة والشباب، وتعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن في الحياة العامة.
وقد حقق العراق خلال السنوات الأخيرة، تقدماً مهماً في إصلاح منظومة الحماية الاجتماعية، فانتقل تدريجياً من نموذج تقليدي قائم على المساعدات الإنسانية في أوقات الأزمات، إلى نظامٍ أكثر استدامة وعدالة، يرتكز على مبادئ حقوق الإنسان والتأمينات الاجتماعية.
السيدات والسادة..
لقد صادق العراق عام 2023 على اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم (102) بشأن الحد الأدنى للضمان الاجتماعي، تأكيداً لالتزامه بالمعايير الدولية، وأحرز تقدماً ملموساً في مجال الحماية الاجتماعية خلال السنوات الأربع الأخيرة، فقد انخفضت معدلات الفقر ما يعكس فعالية الإصلاحات الهيكلية في مجال الحماية الاجتماعية والتنمية المستدامة.
كما قمنا بتوسيع قاعدة المستفيدين من برامج الحماية الاجتماعية بشكل ملحوظ؛ فقد ارتفع عدد الأسر المشمولة بالحماية الاجتماعية بنسبة 140%. وبالتوازي مع ذلك، ارتفع الإنفاق على الحماية الاجتماعية من تريليون دينار إلى أكثر من 5 تريليون دينار.
وفـــي إطار الانتقال من الإعانة إلى الإنتاج، تم إطلاق برامج تمكين اقتصادي طموحة، استفاد منها عشرات الآلاف من الأشخاص، مع صرف مبالغ لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وقد أسهمت هذه البرامج في انخفاض معدلات البطالة، كما استفادت آلاف النساء من برامج تمكين المرأة الاقتصادي.
إن التنمية الاجتماعية مسؤولية جماعية، تشمل القطاع الخاص والمجتمع المدني والشباب، سيما بعد دخول العراق الهيئة الديمغرافية سنة 2024، حيث تجاوزت نسبة الفئة العمرية بين 15 عاما و64 عاما نسبة 60% من مجموع السكان.
من هنا، سعى العراق إلى شراكات وطنية وإقليمية ودولية؛ لتعزيز فرص العمل ، وتطوير المهارات، وتحفيز ريادة الأعمال، خاصة بين الشباب والنساء؛ باعتبارهم الثروة الحقيقية لمستقبل بلادنا.
يولي العراق أهمية خاصة لقضية التغير المناخي، وتأثيره المباشر على التنمية الاجتماعية؛ فالعراق يعاني من تحديات بيئية حادة منها شحة المياه والتصحر، وقد أطلقنا مبادرة العراق الأخضر؛ التي تهدف إلى مواجهة هذه التحديات؛ من خلال مشاريع التشجير والطاقة النظيفة.
وفي إطار رؤيتنا المناخية بين 2024-2030، نعمل على زيادة إنتاج الطاقة المتجددة، وتركيب منظومات الطاقة الشمسية في المئات من المباني الحكومية، فضلا عن التوجه المتزايد للقطاع الخاص والمواطنين لاعتماد الطاقة المتجددة، والاهتمام بالزراعة، لتحسين جودة الهواء، والتكيف مع التغير المناخي. 
وفي مجال الأمن الغذائي، اعتمدنا استراتيجية متكاملة تركز على تطوير البنية التحتية الزراعية وتحسين جودة وتنوع الأغذية، سعيا نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية. 
ونعمل على ربط الحماية الاجتماعية بقطاع الزراعة؛ من خلال دعم المشاريع الزراعية الصغيرة والمتوسطة وتمويل المزارعين بقروض ميسرة؛ من اجل تحديث منظومات الري وتطوير البنية التحتية الزراعية في الأرياف.
نؤمن بأن التنمية الاجتماعية لا تتحقق بمعزل عن التنمية الاقتصادية والسياسية والثقافية، لذا فإننا نعمل على تعزيز الحكم الرشيد، وتعزيز المشاركة الديمقراطية، ومحاربة الفساد، باعتبارها أسساً ضرورية لأي مجتمع يسعى إلى تحقيق الرفاه والعدالة.
وقد أحرزنا تقدماً مهماً في مجال الحوكمة والشفافية؛ من خلال تطبيق برامج التحول الرقمي، وأطلقنا السجل الوطني الموحد للحماية الاجتماعية؛ لتوحيد قواعد البيانات، وتحسين دقة الاستهداف، والقضاء على حالات التكرار والتزوير، لضمان وصول الدعم للمستحقين فقط. 
 نعمل على تعزيز التعاون مع بلدان الجنوب، وتبادل الخبرات الناجحة في مجالات التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، بما ينسجم مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق، نشير إلى أن العراق اعتمد الخطة الوطنية للتنمية 2024-2028، واستراتيجية التخفيف من الفقر الثالثة، ورؤية العراق للتنمية المستدامة 2030، ورؤية العراق 2050، كما تم إقرار سياسة التشغيل الوطنية 2025-2029 لضمان فرص عمل كريمة وآمنة للجميع.
إن التحديات التي تواجه التنمية الاجتماعية عميقة، وتتطلب جهوداً مستمرة ؛ فالنزوح والهجرة والأزمات الإنسانية والتغير المناخي، تتطلب جميعها استجابة شاملة ومتكاملة، وقد أنشأنا صناديق إعمار متخصصة لمعالجة هذه التحديات؛ لدعم التنمية في المحافظات الفقيرة.
ختاما ..
إن تحقيق العدالة الاجتماعية، ومحاربة الفقر والفساد، والقضاء على الظواهر الشاذة في المجتمعات؛ كالفساد والمخدرات والتجارة غير الشرعية، وغير ذلك من السلبيات، ستسهم بشكل مباشر وفعال في محاربة الفقر، وترفع المستوى المعيشي لمواطنينا في بلداننا كافة. 
نؤكد وقوف العراق إلى جانب المجتمع الدولي، في السعي نحو بناء عالم أكثر إنصافاً وتكافؤاً، حيث تصان كرامة الإنسان، وتحترم حقوقه دون تمييز، معربين عن ثقتنا بأن نتائج هذه القمة، ستسهم في تعزيز رؤية عالمية جديدة لتنمية اجتماعية، أكثر شمولاً واستدامة.
نجدد شكرنا إلى دولة قطر الشقيقة، على حسن الاستضافة، وللأمم المتحدة على جهودها المتواصلة، وللمجتمع الدولي على التعاون المستمر، آملين أن تعود نتائج هذا الحدث المهم بالفائدة على شعوبنا جميعا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته" ..

ويلقي كلمة نيابة عن مجموعة الـ (77) والصين

أكد فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد أن مجموعة الـ (77) والصين تؤكد الحاجة المُلِحّة إلى مواجهة التحديات المستمرة التي تعرقل مسار التنمية الاجتماعية، وذلك عبر الحد من مظاهر التفاوت وانعدام الأمان، وبما يضمن صون كرامة الإنسان واحترام حقوقه وحرياته الأساسية.
وأشار فخامة الرئيس، خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، نيابة عن المجموعة الـ(77) والصين التي يترأس العراق دورتها الحالية، إلى أن المجموعة ترحب بالتدابير التي اتخذتها الدول الأعضاء لتعزيز تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، وتُجدّد التزامها الكامل بتمكين جميع الأفراد من المشاركة الكاملة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وفيما يلي نص كلمة فخامة الرئيس نيابة عن مجموعة الـ (77) والصين:
"أصحاب الفخامة،
السيدات والسادة المندوبون المحترمون،
يشرفني أن أتوجّه إليكم بهذه الكلمة نيابةً عن مجموعة الـ (77) والصين.
في المقام الأول، تُعرب المجموعة عن أسمى عبارات الشكر والتقدير للرئيسين المشاركين في العملية الحكومية الدولية، الممثلين الدائمين لكلٍّ من المملكة المغربية وبلجيكا، تقديراً لقيادتهما الحكيمة وجهودهما الدؤوبة وتوجيهاتهما الرشيدة طوال هذه العملية.
كما تُعرب المجموعة عن عميق تقديرها لدولة قطر، قيادةً وشعباً، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال والترتيبات المتميّزة التي أضفت على أعمال هذه القمة التاريخية طابعاً خاصاً وأثرت مداولاتنا.
نجتمع اليوم في الدوحة ونحن نستحضر أملاً كبيراً بأن تكون هذه القمة خطوةً ملموسة نحو تعزيز رفاه الإنسان وصون كرامته. ومع اقتراب عام 2030، يقف المجتمع الدولي عند لحظة مفصلية تستدعي إرادةً جماعية صادقة لتحويل التزاماتنا إلى نتائج ملموسة تُحدث أثراً حقيقياً في حياة شعوبنا كافة.
ورغم اختلاف مساراتنا وإنجازاتنا، فإن طموحنا المشترك لبناء عالمٍ أكثر عدلاً وأمناً يوحّدنا. فلتكن هذه القمة منطلقاً لتعميق التعاون وتعزيز التضامن بين الأمم سعياً لتحقيق رؤيتنا المشتركة.
وفي هذا السياق، تؤكد المجموعة النقاط التالية:
أولاً: ينبغي علينا مضاعفة جهودنا الجماعية وإيلاء اهتمام متوازن للأركان الثلاثة للتنمية الاجتماعية، وفاءً بالتعهدات التي قطعناها قبل ثلاثين عاماً. ولا تزال معالجة الفجوات وقصور وسائل التنفيذ تمثل تحدياً قائماً. ويجب أن يظل مبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة في صميم عملنا، إذ إن التعاون والتضامن الدوليين ركيزتان لا غنى عنهما لمواجهة هذه التحديات.
ثانياً: تؤكد المجموعة الحاجة المُلِحّة إلى مواجهة التحديات المستمرة التي تعرقل مسار التنمية الاجتماعية، وذلك عبر الحد من مظاهر عدم اليقين والتفاوت وانعدام الأمان، وبما يضمن صون كرامة الإنسان واحترام حقوقه وحرياته الأساسية لكل فرد دون أي شكل من أشكال التمييز.
ثالثاً: ترحب المجموعة بالتدابير التي اتخذتها الدول الأعضاء لتعزيز تكافؤ الفرص والشمول والعدالة الاجتماعية، وتُجدّد التزامها الكامل بتمكين جميع الأفراد من المشاركة الكاملة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
رابعاً: تُرحّب المجموعة بإدراج قضية مكافحة العنصرية كموضوع شامل في الوثيقة الختامية، لما يعكسه ذلك من وعيٍ متزايد بأهمية مضاعفة الجهود لمكافحة جميع أشكال العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بها من تعصّب. ومع ذلك، تأسف المجموعة لأن التقدم المحرز في معالجة هذه الآفة المستمرة لا يزال دون مستوى التطلعات.
خامساً: تؤكد المجموعة أن الهجرة تُعدّ عنصراً محفزاً للتنمية، وتُثمن الإسهامات الإيجابية للمهاجرين في تحقيق النمو الشامل والتنمية المستدامة في بلدان المنشأ والعبور والمقصد، مع التأكيد على أهمية معالجة العلاقة بين الهجرة الدولية والتنمية الاجتماعية معالجةً شاملةً ومتوازنة.
سادساً: وإذ تُقرّ المجموعة بأن التكنولوجيا تمثّل أداةً جوهرية لتحقيق أهداف التنمية، فإنها تُبدي قلقها إزاء استمرار التفاوت في الاستفادة من منافعها، وتُشدّد على الحاجة العاجلة إلى عملٍ جماعيٍ منسّق لرأب الفجوة الرقمية الآخذة في الاتساع.
سابعاً: تُشدّد المجموعة على أن التنمية الاجتماعية لا يمكن أن تتقدّم في ظل استمرار معاناة العديد من الدول النامية من التدابير القسرية الأحادية الجانب، لما لها من آثار مباشرة وسلبية على رفاه شعوبها. وتؤكد المجموعة مجدداً أن هذه التدابير تُعيق مسارات التقدم الاقتصادي والاجتماعي، وتدعو إلى إلغائها بالكامل.
وفي الختام، تُجدّد مجموعة الـ (77) والصين التزامها المشترك بجعل الإنسان محور التنمية. ولتكن الدوحة علامةً على عزمٍ متجدّدٍ للعمل بوحدةٍ وتعاطفٍ وإصرار، كي تتحوّل الوعود التي نقطعها اليوم إلى واقعٍ حيٍّ يلمسه الجميع، دون أن يُترك أحد خلف الركب.
وشكراً لكم".

PUKMEDIA

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket