مطار مام جلال.. اسمٌ يليق بالمكان والذاكرة

الآراء 01:24 PM - 2025-10-01
فرست عبدالرحمن مصطفى PUKMEDIA

فرست عبدالرحمن مصطفى

الرئيس مام جلال

قد يظن البعض أن إطلاق اسم مام جلال طالباني على مطار السليمانية الدولي مجرد نزعة عاطفية، أو خطوة رمزية تتجاوز حدود الإنصاف. لكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير، إنها ليست مجاملة لزعيمٍ راحل، بل إعادة تسمية للتاريخ نفسه.
فالمطارات ليست مجرد بوابات للسفر، إنها مرايا للهوية. وحين يدخل الزائر إلى كوردستان عبر مطار السليمانية، فليقرأ في الاسم سيرة رجلٍ حمل روحه على كفّه من أجل أن تكون هذه الأرض جزءاً من العالم لا معزولة عنه.
مام جلال لم يكن سياسيا عابرا، بل كان حاضرا في فكرة تأسيس المطار منذ البداية، فحين كانت السليمانية تختنق بالعزلة والحصار، كان هو من دافع أمام العواصم الكبرى، وطرق أبواب بغداد، ليُثبت أن كوردستان بحاجة إلى نافذة تطل منها على العالم.
لقد آمن أن وجود مطار دولي في السليمانية ليس رفاهية، بل ضرورة سياسية واقتصادية وثقافية، فكان من أبرز المساندين للمشروع، يُسهّل العقبات، ويستثمر علاقاته لإقناع الأطراف بأن المطار سيكون رمز انفتاح لا تهديد.
إن تسمية المطار باسمه ليست تجاوزاً، بل وفاء لرمزية رجل جمع بين كوردستان والعراق في قلبه، وسعى أن تكون السليمانية مدينة الانفتاح والفكر والثقافة. مطار مام جلال ليس فقط محطة للسفر، بل نصب حيّ لفكرة التواصل التي ناضل من أجلها تواصل القوميات والمذاهب والأديان والبلدان.
من يتساءل: “أليس في التسمية تجاوز؟” نجيبه التجاوز هو أن يُمحى أثر الكبار من ذاكرة الأمكنة. التجاوز هو أن يظل المطار بلا روح، بينما روح مام جلال كانت دائما جسرا يعبر به الجميع بأمان.
أما أن نحمل اسمه، فذلك أقل ما يُقال في حق رجلٍ صار وطناً كاملاً في شخص واحد.

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket