تقرير عن مشاركة رئيس الجمهورية في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة

الدائرة الإعلامية لرئاسة الجمهورية

رئيس الجمهورية مع الامين العام للامم المتحدة

عاد فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الأحد 28 أيلول 2025 إلى البلاد، بعد مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين.
وكان فخامة الرئيس قد وصل إلى مدينة نيويورك الأمريكية يوم الأحد الماضي 21 أيلول 2025، على رأس وفد حكومي ضم السادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، ونائب رئيس وزراء إقليم كوردستان قوباد طالباني، ووزير الصحة الدكتور صالح الحسناوي، ووزير الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ورئيس هيئة المستشارين والخبراء في رئاسة الجمهورية الدكتور علي الشكري، ومستشار رئيس مجلس الوزراء الدكتور خالد اليعقوبي، وممثلا عن مجلس القضاء الأعلى، إضافة إلى عدد المسؤولين.
وعلى هامش حضور فخامته احتفالية الأمم المتحدة بذكرى تأسيسها الـ(80)، استقبل رئيس الجمهورية، بمقر إقامته في نيويورك، الرئيس الأرميني السيد فاهاكان خاتاشوريان، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك، فضلا عن مناقشة التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي، وضرورة احترام القانون الدولي وتعزيز مبدأ الحوار لحل النزاعات والحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
كما التقى فخامته، في مقر الأمم المتحدة، رئيس جمهورية أذربيجان السيد إلهام علييف، حيث تبادل الرئيسان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وأهمية تنسيق المواقف تجاه القضايا المطروحة على جدول أعمال الأمم المتحدة.
وفي نفس اليوم التقى السيد الرئيس بنظيره البرتغالي السيد مارسيلو ريبيلو دي سوزا، وبحث معه تطورات الأوضاع العامة على المستوى الدولي، فضلًا عن العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد فخامته أن سياسة العراق تقوم على الانفتاح وتوطيد أواصر التعاون مع مختلف دول العالم بما يضمن تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.
كما شارك رئيس الجمهورية في اجتماع رفيع المستوى لمبادرة التنمية العالمية ضمن أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيرش، وألقى فخامته كلمة أكد خلالها أن التوترات والحروب الإقليمية والدولية تقوّض التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يستوجب العمل بجدية لإنهاء الأعمال العدائية لتفادي سقوط المزيد من الضحايا أو ظهور أزمات جديدة تعقّد طريق السلام الدائم والازدهار المشترك، مضيفا أن العراق يمثل اليوم بيئة استثمارية واعدة بمختلف القطاعات الإنتاجية، وهو يتطلع إلى دعم أكبر من المجتمع الدولي.
كما ألقى السيد رئيس الجمهورية كلمة العراق أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة بدورتها الـ (٨٠) في نيويورك، أشار فيها إلى استعادة العراق لوضعه الطبيعي في المجتمع الدولي، مشيراً إلى ترأسه أعمال القمة العربية ومجموعة الـ (٧٧) والصين، ودوره الفعّال في المنظمات الدولية والإقليمية، لافتا إلى أن البلد يستعد لانتخابات نيابية بنسختها السادسة، ترسيخاً لعملية التداول السلمي للسلطة في حالة مضيئة في المنطقة، مبينا أن العراق تمكّن وبدعم الأصدقاء من الانتصار على أخطر تهديد إرهابي شهده العالم.
ونوه رئيس الجمهورية إلى جهود العراق في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية عبر تفعيل واستثمار الإمكانات الهائلة للبلد، مشيراً إلى الفرص الاستثمارية المهمة الموجودة في مشاريع المياه والكهرباء والبنى التحتية، مضيفاً أن العراق يبذل الجهود على طريق تطوير مشاريع الطاقة المتجددة وتحسين إدارة المياه وتقليص الانبعاثات الكربونية لمواجهة تحديات التغيرات المناخية.
وقد التقى فخامته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش أعمال القمة، حيث تم بحث أواصر العلاقة بين العراق والولايات المتحدة وسبل تعميقها لتشمل العديد من المجالات وبما يحقق المصالح المشتركة.
كما شارك رئيس الجمهورية في القمة الثنائية الأولى حول الاقتصاد العالمي المستدام والشامل والمرن: تنفيذ الالتزامات المتعلقة بتمويل أهداف التنمية المستدامة، حيث ألقى فخامته كلمة المجموعة الـ77 والصين التي يترأس العراق دورتها الحالية، وأشار إلى أن هذه القمة تعد منصة مهمة لتعزيز ديمقراطية الحوكمة الاقتصادية العالمية، وتسريع تنفيذ الالتزامات المتعلقة بتمويل التنمية، موضحا ضرورة تعبئة الموارد وتوجيهها نحو تحقيق التنمية المستدامة فضلا عن تعزيز التعاون بين المؤسسات متعددة الأطراف وجميع الدول وبناء نظام مالي دولي أكثر عدلاً ومرونة.
واستقبل السيد الرئيس رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية السيد لوونغ كوونغ الذي وجه لفخامته دعوة لزيارة فيتنام، وجرى التأكيد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتوسيع حجم التعاون في مختلف المجالات خاصة الزراعية وبما يحقق المصالح المتبادلة.
وأستقبل رئيس الجمهورية رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد محمد العليمي، وجرى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
وفي مقابلة أجرتها مع فخامته قناة ال BBC أوضح السيد رئيس الجمهورية أن موقف العراق من القضية الفلسطينية موقف مبدئي ثابت لا يقبل التغيير أو التأويل بدعم كامل حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة، مضيفا: "رسالتنا واضحة وحاسمة، وهي أن وقف العدوان على غزة وعلى الشعب الفلسطيني يمثل الخطوة الأولى والضرورية نحو أي مسار سياسي جاد.
كما أجرت قناة الغد الفضائية مقابلة مع السيد الرئيس أشار خلالها إلى أن العراق يؤكد دائما انه لا حل للأوضاع في المنطقة بدون حل جذري للقضية الفلسطينية متمثلا بإعطاء الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المشروعة، موضحا أن المطلوب من الدول العربية والإسلامية موقف موحد مؤيد لحل القضية الفلسطينية بشكل نهائي وجذري، وفي ما يخص العراق، سلط  فخامته الضوء على ما عاناه الشعب العراقي من جرائم داعش والإرهاب لفترة زمنية طويلة، والآن يتمتع العراق بشكل عام بالأمن والاستقرار ويركز حاليا على الخدمات وتحسين الواقع البيئي والبنى التحتية.
وبخصوص الوضع في سوريا، أشار رئيس الجمهورية إلى اهتمام العراق بالوضع السوري والعلاقة معهم جيدة، مضيفا أنه التقى بالرئيس أحمد الشرع وجرى الحديث فيما يخص مصلحة الشعب السوري، مؤكدا في نفس الوقت التركيز على أن يكون النظام الجديد في سوريا نظاما ديمقراطيا ويهتم بكل مكونات الشعب السوري.
كما استقبل السيد رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور كامل الطيب إدريس، وجرى بحث العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين العراق والسودان، حيث أكد السيد الرئيس ضرورة استقرار السودان، وإنهاء القتال وبما يرسخ السلّم والأمان للشعب السوداني ويحقق تطلعاته في التقدم والازدهار.
واستقبل فخامته الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، وشهد اللقاء بحث تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والدولية، وفي مقدمتها الجهود المبذولة لتعزيز استقرار المنطقة في ظل التحديات السياسية والأمنية الراهنة، وأكد رئيس الجمهورية ضرورة تكثيف التنسيق بين الدول العربية وتوحيد المواقف لمواجهة الأزمات الإقليمية وفي مقدمتها العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.
 وأشار فخامته إلى أهمية تعزيز العمل العربي المشترك وتفعيل دور الجامعة العربية في معالجة القضايا المحورية ودعم مسارات الحوار والحلول السلمية.
كما التقى رئيس الجمهورية الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش، حيث جرى بحث التطورات الإقليمية والدولية، ودور الأمم المتحدة في دعم جهود تحقيق السلم والأمن، فضلًا عن بحث مخرجات اجتماع الجمعية العامة، وعبر فخامته عن شكره لدور الأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتيريش في دعم العراق، وكذلك دوره في معالجة قضايا منطقة الشرق الأوسط، مثمنا مساعي الأمم المتحدة ودعمها المتواصل للعراق في تعزيز وحماية الديمقراطية وتنفيذ العديد من المشاريع المشتركة، مشيرا إلى أهمية مواصلة العمل المشترك لمواجهة تداعيات التغير المناخي والتدهور البيئي.
كما التقى فخامته ولي العهد الكويتي سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الذي نقل تحيات أمير دولة الكويت سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى فخامته، وجرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وضرورة مواصلة اللقاءات والتشاور في القضايا والملفات التي بين البلدين والوصول إلى تفاهمات تخدم مصلحة الشعبين والبلدين الشقيقين.
وترأس السيد رئيس الجمهورية المؤتمر الدولي بشأن إعادة الأشخاص من مخيم الهول والمخيمات المحيطة وأماكن الاحتجاز، الذي عقد في نيويورك برعاية العراق وبالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وألقى فخامته كلمة أوضح فيها الجهود التي بذلها العراق على طريق إنهاء ملف النازحين ومساعدتهم في العودة إلى حياتهم الطبيعية بعد إعمار مدنهم ومناطق سكناهم، مشيرا إلى أن العراق ورغم ما واجهه من تحديات جسيمة كان في طليعة دول العالم باستعادة مواطنيه من مخيم الهول إذ تمكن من استعادة (18.830) فرداً من خلال عملية متكاملة ذات أبعاد أمنية وإنسانية وقانونية، مؤكدا التزام العراق بالعمل مع جميع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق الهدف المشترك لإغلاق مخيم الهول، وحماية الأجيال القادمة من خطر التطرف والإرهاب.
والتقى رئيس الجمهورية بالرئيس الإيراني السيد مسعود بزشكيان، إذ تم بحث العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الصديقين، إلى جانب التطورات العامة في المنطقة، حيث أكد فخامة رئيس الجمهورية، أهمية تعزيز علاقات التعاون الثنائي.
 وحول الأوضاع في المنطقة، أشار الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد إلى ضرورة العمل الدولي الجاد والفاعل لوقف الحروب والنزاعات، سيما العدوان الجائر على قطاع غزة، والإسراع في إنقاذ الشعب الفلسطيني الذي يواجه مأساة إنسانية كبيرة، إلى جانب وقف الاعتداءات المتكررة على دول المنطقة والتي تعمل على زعزعة الاستقرار الإقليمي.
كما أجرت قناة فرانس 24 مقابلة مع السيد الرئيس أوضح فيها أن الجميع في هذه المنطقة، يشعر بالقلق إزاء الاعتداءات الإسرائيلية، وأشار إلى أن الحل الصحيح لإحلال السلام والاستقرار يكمن أولاً في وقف الأعمال القتالية، مبيناً أن العراق وصل اليوم إلى مرحلة لا تتطلب وجود قوات متعددة الجنسيات أو أمريكية لفترة طويلة وبالطبع يعود القرار النهائي للجانبين بشأن توقيت الانسحاب، وأضاف فخامته أن الحشد الشعبي جزء من القوات الأمنية العراقية تأسس لمكافحة داعش والإرهاب، وفي ما يخص العلاقات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، أكد فخامته أن هناك تواصل دائم وحوار مستمر وتم مؤخرا التوصل إلى قرار نهائي بشأن تصدير النفط، وبخصوص الانتخابات النيابية المقبلة أشار السيد الرئيس إلى الجهود المبذولة والعمل المستمر لضمان أن تكون الانتخابات المقبلة نزيهة وديمقراطية.

PUKMEDIA