تصاعد الاعتقالات التعسفية بحق الكورد في دمشق وسط توتر سياسي متزايد

کوردستان 06:55 PM - 2025-08-06
دمشق وكالات

دمشق

تواصل الحكومة المؤقتة في دمشق حملات الاعتقال التعسفي بحق سكان عفرين وشمال شرق سوريا، ولا سيما الكورد، على أساس هويتهم القومية. هذه الانتهاكات الخارجة عن الأطر القانونية تعكس تصعيدا سياسيا خطيرا في العلاقة بين الإدارة الذاتية والحكومة الانتقالية في دمشق، وتشكل تهديداً مباشرا للأمن، وتمس الحريات الفردية، وتُعد انتهاكاً لحق التنقل والوصول إلى الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية.

وبحسب تقرير صادر عن موقع الجمهورية نت، وهي منصة إعلامية معرفية مستقلة تُعنى بالشأن السوري، فقد نفذت القوات الحكومية في دمشق مداهمات طالت منازل الكورد، ما تسبب في حالة من الهلع، وصلت إلى حد شعور بعض العائلات بعدم وجود مكان آمن لهم في العاصمة.

وقال بسام الأحمد، المدير التنفيذي لمنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، لموقع الجمهورية نت: "المجتمع الدولي مطالب اليوم بما هو أكثر من مجرد الإدانة، عليه أن يتعامل بجدية مع هذه المؤشرات الخطيرة للانتهاكات القائمة على الهوية القومية".

وأضاف "نرصد تخوفا متزايدا لدى كثير من النشطاء الكورد والمواطنين في شمال شرق سوريا من السفر إلى دمشق أو المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، بسبب الاعتقالات التعسفية التي تطالهم على خلفية هويتهم القومية أو انتمائهم السياسي، كثيرون يُعتقلون دون مذكرات توقيف، ويُحتجزون في أماكن مجهولة دون توجيه تهم واضحة أو تمكينهم من حق الدفاع، وهو ما يرقى إلى مستوى الإخفاء القسري".

وتابع "ما نشهده، في حال استمراره، قد يشكل نمطا ممنهجا من الاستهداف، يُعمّق الانقسامات داخل المجتمع السوري"، داعيا الجهات المعنية والمجتمع الدولي إلى "الضغط على الحكومة الانتقالية في دمشق، وحتى على الجماعات المسلحة التابعة لها، لمنع تكرار هذا المسار الخطير".

وبحسب الموقع، فإن الانتهاكات طالت الكورد في مناطق سيطرة الحكومة السورية، وشملت أيضاً صحفيين وفنانين وشخصيات سياسية، كان من أبرزهم: اعتقال الصحفي حسن ظاظا، الذي أُفرج عنه لاحقاً، الاعتداء اللفظي على مراسلة تلفزيونية أثناء بث مباشر، بسبب حديثها بالكوردية، الاعتداء على فنان شعبي، ولات حجي ناصر، وشقيقه، وتحطيم آلاتهم الموسيقية، في حادثة منفصلة على خلفية أن لوحة سيارتهما تحمل تسجيل الإدارة الذاتية.

ومع تعثر المفاوضات بين الإدارة الذاتية والحكومة الانتقالية، تصاعدت حملات الاعتقال بحق شباب كورد دخلوا إلى دمشق لأسباب دراسية أو طبية.

وقال أحد طلاب السنة الرابعة في قسم الهندسة المدنية بجامعة دمشق، وهو من سكان الحسكة: "الاعتقالات التي طالت شباب الكورد، والإجراءات الأمنية التي شهدناها في المدينة الجامعية عقب أحداث السويداء، أثارت مخاوف جدية من تكرارها".

وأضاف: "أنا شخصياً أفكر جديا في تأجيل الفصل الدراسي المقبل، بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع الأمنية، أشعر بخطر وجودي ككوردي في دمشق، وأجد أن هذا الخطر يفوق حجم طموحاتي التعليمية".

من جهته، قال جومرد، من سكان ريف الحسكة: "الوضع في دمشق أصبح أكثر رعبا من المرض نفسه، زوجتي بحاجة إلى عملية استئصال كتلة في الكبد، لكننا ننتظر هدوء الأوضاع الأمنية حتى نتمكن من علاجها".

وأضاف: "نصحني الطبيب بإجراء عملية لتثبيت فقرات الظهر، وكانت دمشق هي الخيار الأنسب طبيا، إلا أن تدهور الوضع الأمني، والخوف على سلامة زوجتي وابني كمرافقين، دفعني إلى اتخاذ قرار بإجراء العملية في مدينة قامشلي، رغم تواضع الإمكانيات الطبية المتوفرة".

وفي 18 تموز 2025، اعتقلت دورية أمنية خمسة شبان كورد أمام مركز سيريتل في حي المزة بدمشق، بعد أن تم سؤالهم صراحة عن انتمائهم القومي أثناء تحدثهم باللغة الكوردية، حيث تم اقتيادهم إلى جهة مجهولة دون مذكرة توقيف.

وفي 19 تموز 2025، اعتقل عناصر من الأمن العام شابا كورديا وزوجته في حي تشرين بدمشق، بعد أن طُرح عليه سؤال مباشر: هل أنتم كورد؟، فأجاب بأنه من عفرين، ليُقتاد مع زوجته إلى جهة مجهولة، من دون أي إجراء قانوني أو مذكرة توقيف.

ورغم أن هذه الزيارات تأتي غالبا بدافع إنساني كالعلاج أو الدراسة، إلا أن كثيراً من الزائرين لم يسلموا من التوقيف وتفتيش الهواتف والاحتجاز القسري، فقط بسبب انتمائهم القومي، ما أدى إلى إحجام الكثيرين عن زيارة العاصمة وتقييد حركتهم داخل البلاد.

PUKMEDIA

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket