ما وراء التحليق: هل تنذر حركة الاساطيل الأمريكية بمواجهة جديدة مع إيران؟
الآراء 10:43 AM - 2025-07-08
PUKMEDIA
عباس عبدالرزاق
فيما تزداد التكهنات بشأن مصير التهدئة في قطاع غزة ومستقبل المفاوضات مع إيران، تواصل الولايات المتحدة تعزيز حضورها العسكري في الخليج العربي وبحر العرب، بشكل يشي بتبدّل في قواعد الاشتباك الاستراتيجي. هذه التحركات تأتي قبل ساعات من بث مقابلة مرتقبة أجراها الإعلامي الأمريكي الشهير تاكر كارلسون مع الرئيس الإيراني مسعود بزِشكيان، في أول ظهور إعلامي من نوعه منذ اندلاع “حرب الاثني عشر يوماً” بين إيران وإسرائيل.
رُصد خلال الأيام الماضية تحليق مكثف لطائرات استطلاع ومراقبة أمريكية من طراز MQ-4C Triton في أجواء تمتد من قطر والبحرين إلى عمق المجال الإيراني، مع تركيز خاص على مناطق عَصلُوية وخرموج. وتشير معطيات استخباراتية إلى احتمال وجود بنى صاروخية تحت الأرض ومنشآت دعم لوجستي في هذه المناطق.
كما أُعلن عن انتشار أربع طائرات من طراز B-52 الاستراتيجية، إلى جانب مقاتلات F-15، ما يعزز فرضية وجود خطة هجومية جاهزة للتحرك الفوري عند الحاجة.
في السياق ذاته، رُصدت طائرة C-2A Greyhound تقلع من موقع بحري غير معلن قبالة السواحل العُمانية، ما يُرجح وجود حاملة الطائرات USS Nimitz في المنطقة، وهي واحدة من أقدم حاملات الأسطول الأمريكي، وتُستخدم عادة في المهام البحرية العميقة ضمن منطقة القيادة المركزية الأمريكية.
الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون أعلن أنه أجرى مقابلة مع الرئيس الإيراني، ستُبث خلال ساعات، مشيرًا إلى أنه طرح خلالها أسئلة “مباشرة وشديدة الحساسية”. ورغم أن فحوى اللقاء لم يُكشف بعد، فإن توقيته يشير إلى محاولة متبادلة لإعادة التموضع السياسي في ظل جمود القنوات الدبلوماسية الرسمية.
كارلسون، الذي يُعرف بمواقفه اليمينية الحادة وميله لمقابلة “خصوم أمريكا” بهدف نقل وجهة نظرهم إلى الرأي العام الأمريكي، سبق أن التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومقابلته مع بزِشكيان تأتي بعد أيام فقط من تسريبات استخباراتية تتحدث عن احتمالات تصعيد مباشر جديد بين واشنطن وطهران.
في موازاة التصعيد الخليجي، حذّرت تقارير أمنية غربية من إمكانية استخدام إيران أوراقها البحرية، لا سيما في مضيق هرمز. تقرير سابق لـ”رويترز” تحدث عن تحميل ألغام بحرية على سفن إيرانية، في خطوة تُذكّر باستراتيجية “الإغلاق التام” للممرات الحيوية في حال اندلاع مواجهة.
وفي الجنوب، تراقب واشنطن أيضًا تحركات الحوثيين قرب مضيق باب المندب، إذ يُعتقد أن حاملة الطائرات USS Gerald R. Ford، التي تحركت من الولايات المتحدة نهاية يونيو، أصبحت في موقع يؤهلها لتقديم الدعم في أكثر من جبهة، سواء لإسرائيل، أو للسعودية، أو لردع تهديدات بحرية محتملة في البحر الأحمر.
على الجانب الفلسطيني، ما زالت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس تدور في دوائر مغلقة. فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه للتعديلات التي قدمتها حماس على المقترح القطري، وأرسل وفدًا إلى الدوحة للتباحث، في ظل ضغوط داخلية من تيارات يمينية ترفض أي هدنة مؤقتة، على رأسها إيتمار بن غفير.
وبينما تحدّثت تقارير عن إمكانية إعلان وقف إطلاق نار لمدة ستين يومًا، إلا أن الجمود السياسي والخطابات المتصلبة تُشير إلى أن المنطقة لم تخرج بعد من دائرة الخطر. رغم أشارة تقرير «The Daily Beast» إلى أن أسلوب المقابلة سيكون سلسًا وغير استجوابي بشكل حاد، مع تركيز على رسائل رئيس إيران دون الاعتراض عليه .
أُثير جدل واسع داخل الحزب الجمهوري حول هذه المقابلة؛ حيث ينتقد البعض كارلسون لتقديمه منبرًا لنظام يُنظر إليه كمنافس، بينما يؤكد هو أن الهدف هو تجاوز ضغوط «الحرب» وعدم تشويه الصورة أمام الجمهور البسيط ،
– مدى نية إيران للرد أو الهجوم على الولايات المتحدة وإسرائيل.
– موقف الحكومة الإيرانية من التفاوض النووي بعد الضربات الأخيرة.
– رسائل أرسلتها إيران إلى الداخل الأمريكي عبر هذه المنصة الإعلامية البديلة لكارلسون.
كل المؤشرات – من تكثيف التحليق العسكري إلى توقيت مقابلة كارلسون – توحي بأن الولايات المتحدة تستعد لسيناريو ما بعد فشل المفاوضات، سواء مع إيران أو في قطاع غزة. وجود حاملات طائرات، وقاذفات استراتيجية، وطائرات تجسس في عمق المجال الإقليمي، لا يوحي بحالة انتظار، بل بحالة تأهّب نشط.
ومع استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي، وتجميدها التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتكرار التهديد بإغلاق المضائق البحرية، يبدو أن منطقة الخليج تقف من جديد على حافة الانفجار.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستكون مقابلة كارلسون بمثابة محاولة لفتح نافذة تفاهم؟
أم أنها ستُقرأ من قبل صقور السياسة الأمريكية والإسرائيلية كإعلان جديد للحرب ؟
المزيد من الأخبار
-
رئيس الجمهورية يبحث سبل توطيد العلاقات مع المملكة المتحدة وتركيا
02:52 PM - 2025-12-01 -
آسياسيل تطلق نظام إدارة حركة البيانات من Enea
12:22 PM - 2025-12-01 -
فيضانات شرقي آسيا.. أكثر من 1000 قتيل ومئات المفقودين
11:55 AM - 2025-12-01 -
ارتفاع أسعار النفط بفعل قرار أوبك+ والوضع في فنزويلا
10:07 AM - 2025-12-01
شاهد المزيد
العراق 03:04 PM - 2025-12-01 وزارة العمل الاتحادية تعلن صرف رواتب الشهر الاخير من 2025 للمتقاعدين المضمونين
قوات الحزب الديمقراطي تجبر اهالي قرية لاجان الى الهجرة الجماعية
02:35 PM - 2025-12-01
المفوضية: إرسال نتائج الانتخابات الى المحكمة الاتحادية بعد حسم الطعون
11:41 AM - 2025-12-01
الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي يبحثان تشكيل الحكومة الجديدة في الاقليم
10:16 AM - 2025-12-01
صدور العدد 152 من النشرة الأسبوعية الألكترونية الإنكليزية
09:33 AM - 2025-12-01
الأكثر قراءة
-
صمت إعلام الديمقراطي لم ينجح في التستر على أحداث لاجان
کوردستان 05:31 PM - 2025-11-30 -
مجلس القضاء الأعلى: حسم 428 طعنا انتخابيا من أصل 853
کوردستان 02:44 PM - 2025-11-30 -
هيئة حقوق الانسان: الكشف سريعا عن مطلقى النار وتقديم المتورطين الى القضاء
کوردستان 04:22 PM - 2025-11-30 -
الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي يبحثان تشكيل الحكومة الجديدة في الاقليم
کوردستان 10:16 AM - 2025-12-01 -
الأنواء الجوية تتوقع أمطارا خفيفة وانخفاضا في درجات الحرارة
العراق 09:45 AM - 2025-12-01 -
تحذيرات من خطر تصاعد التوجيه العبثي في بعض المنصات الإعلامية
کوردستان 01:14 PM - 2025-11-30 -
رئيس الجمهورية يؤكد ضرورة تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ البرامج الاصلاحية
العراق 09:03 PM - 2025-11-30 -
المفوضية: إرسال نتائج الانتخابات الى المحكمة الاتحادية بعد حسم الطعون
العراق 11:41 AM - 2025-12-01



.jpg)



تطبيق

