تقرير مصور: أرض كوردستان تحتضن بإجلال جثمان شهيدها القائد آكام عمر

الرئيس بافل جلال طالباني ووالد الشهيد آكام خلال مراسم التشييع

جرت صباح اليوم السبت 17/12/2022، مراسيم رسمية مهيبة في مطار السليمانية الدولي، لاستقبال جثمان الشهيد آكام عمر، قائد قوات كوماندو كوردستان، الذي استشهد يوم 12/12/2022، في أحد مستشفيات ألمانيا، متأثرا بجروح أصيب بها أثناء تأديته لواجبه في ملاحقة فلول إرهابيي داعش بمنطقة كرميان يوم 19/10/2022.
وتقدم الحضور في المراسيم السيد بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، كما حضرها أيضا سيدة العراق الأولى شاناز ابراهيم أحمد وممثل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيسة برلمان كوردستان الدكتورة ريواز فائق وممثل رئيس اقليم كوردستان ونائب رئيس اقليم كوردستان الشيخ جعفر مصطفى وقوباد طالباني وجمع كبير من المسؤولين الحزبيين والحكوميين في الاقليم والعراق، وقناصل وممثلي الدول الأجنبية قادة قوات البيشمركه والجيش العراقي وقوات التحالف الدولي.
وبعد أن وصلت الطائرة التي كانت تقل الجثمان الطاهر للشهيد آكام قادمة من مطار هانوفر بألمانيا، بدأت المراسيم بالوقوف دقيقة صمت إجلالا لروح الشهيد مع عزف النشيدين الوطني العراقي والقومي الكوردستاني، ثم جرت مراسيم عسكرية لاستقبال الجنازة وتليت آيات من القرآن الكريم.
بعدها ألقى الرئيس بافل جلال طالباني كلمة رحب فيها بالحضور، كما تحدث عن دور الشهيد آكام الكبير في الحرب ضد داعش وتطوير قوات البيشمركه.
وقال رئيس الاتحاد الوطني في كلمته:
"بمزيد من الحزن والأسى وفي يوم علم كوردستان نجتمع في وداع اخينا العزيز آكام، الشهيد آكام كان كورديا بحق وشخصا متدينا وقد ناضل من اجل كوردستان وشعبه وحزبه، كان همه الاول هو الدفاع عن كوردستان وتطوير قدرات قوات البيشمركة، والقتال ضد أعداء كوردستان، وأراد توحيد صفوف الكورد والبيشمركة، وكان يناضل من أجل ان تكون حياة شعبنا اكثر أمنا وقد قدم اكبر تضحية من أجل معتقداته.
الشهيد آكام رغم صغر سنه استطاع ان يجعل من قوة صغيرة، قوات كوماندو كوردستان التي يهابها الأعداء.
كان آكام عمر عنصرا أساسيا من الحرب ضد داعش وتوحيد قوات البيشمركة وبناء علاقات خاصة مع التحالف، وقد لعب دورا كبير في إعادة تنظيم الاتحاد الوطني الكوردستاني.
كان الشهيد آكام من الذين ساهموا في إعادة الاتحاد الوطني الى نهج الرئيس مام جلال، الاتحاد الذي يمكنه الان مساعدة العراق وكوردستان وبمساندتكم سيساعد الشعب الكوردي في اجزاء كوردستان الاربعة.
آكام كان شجاعا ووفيا ورجلا متدينا، وقد عاهدنا الشهيد آكام ان ندافع عن كوردستان بدمائنا وأرواحنا، ونجدد العهد للشعب الكوردي، أن الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي قدم تضحيات كثيرة للحرية وتقرير المصير ولكوردستان، وقد قدمنا آلاف الشهداء وكان آكام عمر واحدا منهم، فلن نسمح ان تذهب دماء شهداءنا سدى وسنواصل دربهم الى ان نحقق أهدافنا.
وقد أحب آكام عمر قوات كوماندو اكثر من نفسه، وأعاهد هذه القوات بأننا سنكون أكثر قوة واكبر عددا ونمضي الى امام ولا نتراجع ابدا، اتعهد بأن اكون مساندا وداعما لكم، سيبذل الاتحاد الوطني أقصى الجهود من اجل بناء كوردستان التي كان يحلم بها الشهيد آكام عمر.
الى عائلة الشهيد آكام وأصدقائه وذويه، هذا الكنز الثمين الذي وهبتموه لكوردستان، لن نستطيع تعويضكم عنه أبدا، ولكن سنبقى في خدمتكم دوما مادام الاتحاد الوطني باقيا.
أخي آكام، قسما سنلتقي في عالم افضل.
رحم الله شهداءنا الأبرار".
كما ألقى دلشاد شهاب كلمة رئيس اقليم كوردستان نيجيفان بارزاني، حيث قال فيها: "نشارك جميعنا اليوم في هذه المراسم الحزينة تقديراً واحتراماً لكفاح وتضحيات قيادي شاب، ولنجدد التعبير عن تعاطفنا ومشاركتنا الأحزان عائلته وذويه وزملاءه ورفاقه. لقد ضحى هذا القائد الكفوء بروحه خلال أداء واجب وطني لحماية كوردستان، والتحق بركب الشهداء".
وأضاف رئيس الاقليم: "قائد قوات الكوماندو الشجاع المقدام آكام عمر، كان دائماً كما يروي رفاقه وزملاؤه، في الصفوف الأمامية للدفاع عن كوردستان ولم يدع قط أياً من البيشمركة أو غيرهم من أعضاء فريقه يسبقونه إلى خطوط المواجهة مع العدو".
واستدرك قائلا: "نجدد التعبير عن تعازينا العميقة لعائلته وذويه ورفاقه وزملائه ونشاطركم أحزانكم وآلامكم، داعين المولى تبارك وتعالى أن يغمر روح الشهيد آكام برحمته وكرمه، ويلهم الجميع الصبر والسلوان، كما نحيي الروح الطاهرة لرفيقه في الخندق الملازم الشهيد زهير".
وقال نيجيرفان بارزاني في كلمته: "نحتاج أكثر من أي وقت إلى وحدة الصف والتلاحم وقبول الآخر والعمل المشترك بين كل القوى والأطراف والمكونات بصورة عامة، والوئام ووحدة الصف بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني بصورة خاصة. فتلاحمنا ووحدة صفنا هو السبيل الوحيد لبقائنا ونجاحنا ولحماية مكاسب إقليم كوردستان. كما أن قوتنا وحضورنا وثقلنا في بغداد وعند حلفائنا وأصدقائنا في العالم يقوم على تلاحمنا ووحدة صفنا". مضيفا: "لذا فإننا خلال هذه المراسم، ندعو مرة أخرى كل القوى والأطراف السياسية إلى نبذ مشاكلهم وخلافاتهم وحلها من خلال الحوار والتفاهم، وإلى حفظ وحدة الصف والتلاحم. ليكن الجامع بيننا هو حماية المكاسب والفدرالية والعمل من أجل حاضر ومستقبل أفضل لشعب كوردستان".
من ثم ألقى اللواء عمر صالح رئيس أركان قوات 70، كلمة أكد فيها أن الشهيد آكام رغم صغر سنه إلا أنه كان ذا تجربة ثرة وكان ينفذ الأوامر والتوصيات على أكمل وجه".
وأضاف: "الشهيد آكام ترك لنا قوة باسلة وإرادة فولاذية، ونعاهده أن نبقى على نهجه ولن نحيد عنها".
وفي ختام المراسيم وضعت أكاليل الورود على جثمان الشهيد آكام من قبل الرئيس بافل جلال طالباني رفقة والد الشهيد وبقية الحضور.
وبعد انتهاء المراسيم في مطار السليمانية الدولي، نقل الجثمان الطاهر للشهيد آكام عمر الى مقر قيادة قوات الكوماندو في السليمانية، حيث تم استقباله من قبل رفاق دربه، في مراسيم مهيبة، وألقوا على جثمانه الطاهر نظرة الوداع الأخيرة، بعد أن أدوا عليه صلاة الجنازة.
من ثم ودع بيشمركة الكوماندو قائدهم الى مثواه الأخير، والحزن يخيم على وجوههم لفقدان هذا القائد الباسل الذي كان دوما في خندق الدفاع عن أرض وشعب كوردستان.
بعد ذلك نقل جثمان الشهيد آكام عن طريق مطار السليمانية الدولي الى أربيل واستقبل هناك من قبل المسؤولين وقوات مكافحة الارهاب والكوماندو في مطار أربيل الدولي، ونقل الى أمام منزله لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه من قبل أسرته وذويه، وبعد أداء صلاة الجنازة عليه في أحد مساجد أربيل نقل الى مقبرة الشيخ أحمد.
وهناك وبحضور بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني وقوباد طالباني مسؤول مكتب سكرتارية الرئيس مام جلال، وجمع كبير من المسؤولين وجماهير غفيرة، جرت مراسيم عسكرية لدفن الشهيد، بدأت بتلاوة آي من الذكر الحكيم، كما وضعت أكاليل زهور الرئيس بافل جلال طالباني والآخرين على ضريح الشهيد وانتهت المراسم.
يذكر أن السيد بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني حضر جميع المراسيم الرسمية والعسكرية والدينية والاجتماعية التي جرت اليوم للشهيد آكام، منذ وصول جثمانه الى مطار السليمانية الدولي حتى دفنه بمقبرة الشيخ أحمد بأربيل.

PUKMEDIA