زيتونتي قضيتي و مهد محياي.. كم أشتقت اليك

أدب وفن 01:15 PM - 2022-05-14

أفلا تعلمين يا زيتونتي بأن منتصف الليل هو من أجمل الأوقات اللائقة التي تصفو وتسمو فيها روح المرء لتهب عليه أحاسيس الإشتياق والحنين بأنه فقد اعز ما يكون له من شخص او قضية؟. بالأحرى تعد فرصةً له لكي يعطي العنان لنفسه فيسترجع خبايا فؤاده ويرتب كل فوضويته. ها هنا إنتي لأشعر بأكبر ذنب اقترفته لأنني لا أدري كيف سأهديك حقكِ و أكون من حماة ارضك يا أميرة الشمال الخضراء.
*زيتونتي قضيتي 
سأوضح لكِ يا زيتونتي  بأن الشخص الذي يصدق في حبه سيجعلك من أولويات نفسه وسيبحث عنك و يتفكر في حالكِ إزاء السياسات والطغاة الذين إلتفوا حولكِ وما يزالون .
 الحب هو أحد أولويات النفس للسمو وليس بإستطاعتنا إلغاءه من الروح لأن لها قدسية تفوق قوى أنبل المشاعر والأحاسيس الإنسانية. حبي لكِ قد أصبح من أولويات اهتماماتي وبكل اخلاص. لانك أصل معنوياتي و مشاعري الحياتية.
زيتونتي الغالية.. لقد تحدثت عنكِ أمام التاريخ و الملأ والكون كما نعلم، لأن التاريخ لم ولن يرحم أحداً من أبنائك.. وهنا احبذ ان اخبرك عن كثب بأن المجتمع في الشرق الاوسط غير جاهز لاستيعاب ما اقوله و أعبره عن أرض تعد مجرد قطعة صغيرة للطغاة من اطماعهم. وإنني واثق كل الثقة إنك تستحقين التضحية والفداء من كل وطني قد سكن في أرضها يحرم عليها النكران بأنك جنة الشمال ومنبع الأمل. 
إلا أن الأطماع تكالبت عليكِ فما هو علي ان احميكي و احافظ عليك من هجماتهم حتى ابقى مرتاح النفس والضمير والوجدان.
صدقيني يا زيتونتي العزيزة أن هناك اناس كثر لا يستوعبون ما هو المعنى الحقيقي لوجودكِ و لعظمتكِ التي لا ثمن لها حتى هذه اللحظة….فالحب الحقيقي و التشبث بكِ ينبع من اقرب المقربين لك روحيا و حياتيا واعلمِ يا جميلتي ان حمايتك من الغربان هي اصدق الصداقة التي تعمل على أساس حماية مصالح الناس وخاصة ما بين شخصين نبيلين هي كنز ثمين لا تقدر لاي ثمن في هذا الزمان، وأصعب ما يتعرض له المرء هو أن يخسر هذه الصداقة. ولهذا صداقتي و محبتي لكِ يا زيتونتي هي سوف تكون من اهم الخطوات التي سوف تكون سنداً لنشاطاتنا الحياتية والتي سوف تكون في خدمة مجتمعنا و حماية بيئتنا و طبيعة كوردستان الجميلة بكل معنى من الكلمة.
زيتونتي.. الصداقة الحقيقية ومحبة ترابك و حماية وجودكِ هي اجمل شي ما في هذا الكون لانها تجعل من حياة الانسان حياة ملؤها المحبة والسعادة و السرور وهذا ما يطلبه المرء في رحلة حياتية .
 زيتونتي الجميلة، لقد سمعت عن حقيقتك و عن عظمتك الكثير والكثير من كافة النواحي و من اغلب الملأ المقربين لكِ، ولكنني سأخبركِ بكل صراحة أنتي قد أغلقت أذناي وقلبي وفكري واحساسي و شعوري عن سماع كلمة تسيء إليك يا أزهى وأبهى مقاصد الدنى.
زيتونتي العزيزة.. هنا أود ان أخبركِ وأناشد التاريخ باسمكِ، كما يقال بأن الصداقة لشيء كبير وعظيم و كنز ثمين لا يفنى وإنها الوجه الآخر غير البراق للحب وللعشق.. ولكنه الوجه الذي لا يصدأ أبداً ان كانت بعيدة عن المصالح.
كلامي للتاريخ و ليس موجهاً لكِ غاليتي فعندما نحبّ شيئاً فقط لجماله هذا ليس حبّاً حقيقيًا و واقعيا، ولكن عندما نحبّه رغم عيوبه و نواقصه و عاداته فهذا هو الحبّ الذي يكون محل تقدير والامتنان.
لأول مرة أعطي العنان لفكري وحدسي لأن يسيطر عليه حسٌ وشعور.
فهنا أود ان اخبركِ يا عزيزتي بأنكِ بنيتِ عرشاً مصغراً  في أعماق فؤادي وأستحوذت على أهم ما يكون للمرء من مقام.
زيتونتي الحنونة….
إننا خسرنا أعز ما لنا عندما خسرناكِ ولكننا نعد باللقاء وعدم النسيان لما آل به الحال غصباً عننا وعنكِ.
أقولها بكل صراحة للتاريخ بأن الصداقة الحقيقية التي تستند على الأواصر المتينة بعيداً عن المصالح هي من أقوى الروابط ما بين أفراد المجتمع االديمقراطي الحر، لأن تلك الصداقة هي تنبع من جوهر نديّ وعلاقة وجدانية نبيلة بين شخصين او فردين أو أكثر حيث يتشاركون الاهتمامات الرائعة والمواقف الحياتية الجميلة بشكل لائق والتي تعتمد على أسس فلسفة الحياة الحرة للمجتمعات الانسانية .
الحماية الحقيقية لقيمكِ و لجمالك و يا زيتوني المقدسة هي من اهم أسس العلاقات النبيلة وتلك العلاقات النبيلة هي التي تتم ما بين فردين والتي تخدم وتطور مصالح عامة لمجتمعنا الكوردي. وتعد هذه محل  احترام وتقدير عظيمين و اقولها من صميم قلبي انا لاجلك يا زيتونتي. يا عنوان حياتي.
 حبي و تسلقي لك و لقدسيته هذا يعني اني اشارك معك باحساسك و شعورك وحزنك وفرحك وامنياتك الحياتية لاجل بقائك اخضراً و احمراً و مثمراً لاجل كوردستان الجميلة كجمالك و انت التي تضفين جمالا فوق جمال طبيعة كوردستان.
زيتوني اعلمي جيدآ بان مشاركتكِ مع اناس ترتاحي لهم من حماتك سيساعدك على التقليل مما تشعر به من ضيق او من مشكلة او من اوهام قد تجعل معنوياتك شبه محطمة .
والعيش منعزلاً إحساسٌ صعب و مؤلمّ جداً، أشبه بالإحساس أن لك أحبةً مقربين لكنهم بعيدون عنكِ. إلا أنهم متمسكون و مرتبطون بك بكل قوة وعزيمة ويستحيل أن يبتعدوا او يتخلوا عنك بكل سهولة واعلم جيداً بأن صديق جيد و صاحب روح جميل ونبيل سوف يقضي على أي احساس و شعور انعزالي بداخلك ويزيد من شعورك بالأُلفة والراحة التي يليق بشخصكِ وأرضكِ.
وهنا علينا ان لا ننسى الأصدقاء الطيبين الأوفياء الذين قدموا يد العون لك من كافة النواحي،. وأن لا نتخلى عنهم مهما كان الأسباب و الظروف، والأصدقاء الحقيقيون معادلة صعبة في هذا الزمن وبات بالأمر الصعب إيجادهم لذا فالإبتعاد عنهم من أصعب الاوقات ونسيانهم يعد بالأمر المستحيل.
لنظرتكِ يا أرض الزيتون نظرة ثاقبة وخارقة لأنها نابعة من حقيقة جبال هاوار و ليلون والتي تعظ خير دليل على شموخك وعظمتك المحسودة.
أظن أن التعرف على شخصيتك الحقيقية هو أمرٌ صعبٌ جداً ولكنني احاول جاهداً ان أتغلغل في جذورك لأفهم و أستوعب بعضاً من خصوصياتك المميزة التي لم يستطع أحدٌ من أبناءكِ وأحبتكِ أن يصل إليها بالقدر المستحق إلى اليوم . وآنذاك بإمكاني أن أصل الى نتائج مرضية لتحليل جذورك العميقة الأصيلة التي لا ولن يفهمها أحد.

هوزان عفريني

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket