المرأة الصحافية تسعى لاستعادة دورها في بلاط صاحبة الجلالة

تقارير 12:46 PM - 2021-11-27

رغم الانفتاح الكبير الذي شهده الاعلام في العراق بعد تحريره من نظام البعث المنحل في 2003، الا ان المرأة العراقية لم تستطع ان تشق طريقها في عالم الصحافة والاعلام بالشكل المطلوب، الا ان صحافيات عراقيات يعزين السبب في ذلك على عوامل اجتماعية وقانونية تعيق تقدم المرأة في عالم صاحبة الجلالة. 

 

العادات تعيق عمل المرأة الصحافية
الاعلامية ضحى المعاضيدي وفي حديث لـ PUKmedia، ترى ان العادات والتقاليد في المجتمع هي السبب الرئيس في اعاقة تقدم المرأة العراقية في مجال الصحافة، حيث تقول ان العادات والتقاليد في المجتمع أثرت كثيرا على المرأة الصحافية، فاليوم المراسلة الصحافية لا تستطيع التواجد في اماكن يوجد بها رجال ولا يمكنها ان تتسابق معهم في الحصول على المعلومة الصحافية او مؤتمر معين لانها تتعرض للانتقادات وهي تخاف من هذا الانتقاد وبالتالي تقلل من عملها الصحافي، مضيفة "هذا ما اعتبره واحدا من الاسباب الرئيسية التي تؤدي الى تراجع دور المرأة في الصحافة".
وتضيف المعاضيدي ان احد الاسباب ايضا غياب الشجاعة لدى المرأة الصحافية، ولا تمتلك المرأة الصحافية الشجاعة مثل السابق لان ثقافتها جدا قليلة في الصحافة، مؤكدة على الحاجة لدورات توعوية للصحافة وليس فقط دورات معلوماتية، وخاصة الدورات التي تنمي قوة الشخصية لديها، فالصحافية ان لم تكن جريئة لا تستطيع الحصول على الخبر، مشددة على الافتقار الصحافية الشجاعة التي تستطيع الذهاب الى اي مكان، وغياب البرامج التوعوية التي تعالج واقع المرأة الصحافية. 
وتتابع المعاضيدي ان غياب وزارة للاعلام في العراق يؤثر ايضا على عمل المرأة الصحافي لانه لا يوجد هناك حق وحقوق فالكثير من الصحافيات يشتكين من انه مع وصولهن الى فئة عمرية معينة لن يكون هناك قبول لهن كصحافيات ووسائل الاعلام الحالية تريد الفئات العمرية الشابة التي تملك الطاقة ولا يتم ايلاء الخبرة الاهتمام الكافي بل الشكل هو الذي يتم على حسابه اعطاء المجال للعمل الصحافي، حسب تعبيرها. 

 

القوانين لا تحقق المساواة في العمل الصحافي 
النائبة السابقة والناشطة في مجال حقوق المرأة ريزان شيخ دلير ترى ان الاعلام شأنه شأن بقية المجالات يفتقد المساواة بين المرأة والرجل. 
وتقول ريزان شيخ دلير في حديث لـ PUKmedia، ان "القوانين لا تضمن تساوي المرأة مع الرجل في العمل الصحافي، فشبكة الاعلام العراقي مثلا لحد الآن في مجلس امناء الشبكة توجد سيدة واحدة مقابل 5 رجال ولابد ان يكون هناك برنامج عام في الاعلام يحقق المساواة بين المرأة والرجل".
وترى ريزان شيخ دلير ان الطريق مسدود امام المرأة في العمل الصحافي واغلب القنوات والبرامج يعمل بها الرجال، والنساء لا تمتلكن القدرة المالية الكافية لتأسيس وسائل اعلام خاصة، مضيفة ان الاعلام تأثر بغياب سياسات المساواة في الحياة العامة والمجالات الاخرى، ولا توجد سياسة المساواة والجندرية في جميع الاماكن.
وترفض ريزان شيخ دلير فكرة ان يكون هناك نص في قانون هيئة الاعلام والاتصالات يحدد نسبة كوتا لمشاركة النساء، حيث تقول انه من المعيب الحديث عن كوتا للنساء في الاعلام، فالاعلام لا يحتاج الى ان يتم تحديد كوتا فيه للنساء، ولابد ان تكون هناك مساواة بنسبة 50% الى 50% وان تكون المرأة مشاركة حقيقية في الاعلام والصحافة، مشددة في ختام حديثها على ان هناك تمييز ضد المرأة في عالم الصحافة والاعلام. 

 

التكنولوجيا اعاقت تقدم المرأة الصحافية
الاعلامية الدكتورة صابرين خزعل من جانبها ترى ان المحسوبية والعلاقات هي التي تضيع فرص النجاح على المرأة في العمل الصحافي. 
وتقول الدكتورة صابرين خزعل في حديث لـ PUKmedia، ان المرأة تعاني في جميع جوانب الحياة التي تعمل فيها خاصة المجال الاعلامي، ويتم التعامل بحسب المحسوبيات والعلاقات في المؤسسات الصحفية والاعلامية لذلك تفقد الكثير من النساء فرص كثيرة لأظهار تفوقهن وامكانيتهن الحقيقية.
وتضيف خزعل ان هناك بعض النساء تعاني التقييد والتهميش من العائلة والمجتمع نفسه الذي ينظر للعمل الاعلامي والصحافي نظرة سلبية ولا يشجعونها على خوض هذا المجال، اضافة الى ضعف الاقبال على قراءة الصحف واهتمام الناس بالسوشيال ميديا والتلفزيون جعل الكثير منهن يفقدن فرصهن للنجاح والابداع، مؤكدة ان هذه الاسباب تعد من اسباب تراجع الصحافة النسوية والعمل الاعلامي للمرأة في العراق، اضافة الى عدم وجود معالجات حقيقية من المؤسسات الصحفية والجهات المعنية والرسمية لتطوير قابليات المرأة في الصحافة وتشجعيها اكثر ومد يد العون لهن في كل شيء حتى تظهر امكانياتها الحقيقية ولا يتم استغلالهن ابدا، رغم اننا نملك اقلاما صحافية مميزة ومرموقة، حسب تعبيرها. 
وترى خزعل ان على نقابة الصحافيين الاهتمام بأمر مهم وهو ظهور نوع جديد من الصحافة وهي صحافة الموبايل او السوشيال ميديا لذلك يجب عمل منصات الكترونية تساهم في كسب الصحافيات وتطوير قدراتهن بما يناسب الحداثة التكنولوجية من اجل وصول اعمالهن وكتاباتهن  الى جميع فئات المجتمع ومساهمتهن في معالجة قضايا الناس.
يبدو ان المرأة الصحافية العراقية ستبقى تواجه الصعوبات والمعوقات على بلاط صاحبة الجلالة في ظل غياب القوانين والمفاهيم الكفيلة بتذليل العقبات وتعبيد طريقها في اروقة البلاط ولن تحصل على مكانتها لحين اقرار هذه القوانين وتغيير تلك المفاهيم. 

PUKmedia / فائق يزيدي 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket