ما الذي علّمتني إيّاه هيرو إبراهيم أحمد عن القوة

الآراء 03:29 PM - 2025-11-29
* بيشه جوهر

* بيشه جوهر

قلة من الأشخاص تركوا أثرًا عميقًا وهادئًا في الحياة السياسية الكردية مثل هيرو إبراهيم أحمد. بالنسبة لي، فإن تأثير هيرو خان لا يرتبط بالمناصب أو الألقاب الرسمية، بل بالمساحات التي خلقتها، والأبواب التي فتحتها، والأصوات التي منحتها القوة. 
لقد أظهرت أن نساء مثلّي يمكنهنّ الانتماء، والحديث، وصياغة الثقافة والسياسة جنبًا إلى جنب مع الآخرين، حضورها بصورة مباشرة كان مقلاً، لكنه ما يزال محسوسًا حتى اليوم، يعرفها معظم الناس بوصفها زوجة الرئيس مام جلال طالباني، واليوم تتوجه الأنظار غالبًا نحو ابنيهما، كاك بافل وكاك قوباد.
 لكن قوة هيرو خان كانت دائمًا مختلفة. فهي لا تبحث عن التصفيق، بل تعيش في المؤسسات التي بنتها، وفي الإعلام الذي رعته، وبصفتها ابنة إبراهيم أحمد وزوجة مام جلال، كانت أكثر بكثير من مجرد رمز. لقد ساهمت في وضع الأسس الثقافية والسياسية للاتحاد الوطني الكردستاني، وطوّرت الإعلام الكردي، وفتحت الأبواب أمام النساء، وعززت هويتنا الثقافية. 
وبالنسبة لصحفيات مثلي، فإن المساحة المهنية والتعبيرية التي أنشأتها، ومكانة المرأة التي دعمتها، تُعدّ من أعظم عطاياها، قبل وقت طويل من أن يصبح "تمكين المرأة" شعارًا متداولاً، كانت هيرو خان تجسّده بالفعل. 
كانت تتحرك في فضاءات يهيمن عليها الرجال بسلطة هادئة، تصوغ السرديات وتؤثر في القرارات دون أن تحتاج إلى إعلان نفسها، ومن خلال مراقبة حضورها في تلك المساحات، أدركت معنى أن تكون المرأة الكردية ذات تأثير.
تُذكرنا قصة هيرو خان، وتذكرني شخصيًا، بأن القوة الحقيقية ليست بحاجة دائمًا إلى الأضواء. فبعضها تعمل بصمتٍ على الهامش، وتترك أثراً أطول عمرًا من أي خطاب.

* ترجمة: نرمين عثمان محمد 
PUKMEDIA
  

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket