ثلاثة عوامل قوة للاتحاد الوطني في بغداد

الآراء 11:01 AM - 2025-11-23
ژینەر محمد

ژینەر محمد

إن العملية السياسية في العراق بعد انتخاب مجلس النواب العراقي تحتاج إلى حضور الاتحاد الوطني الكردستاني في بغداد أكثر من أي قوةٍ أو حزبِ آخَر، لأن تحويل الاضطراب والظروف الصعبة إلى فرص لا يمكن أن يتحقق إلا من خِلال الدور الإيجابي للاتحاد الوطني الكردستاني، وقد أكّد تاريخه السياسي في بغداد ذلك مرارًا، إذ إن غياب الاتحاد الوطني الكردستاني يعني فقدان بغداد لركيزة أساسية وقوية.
إن وجود وبقاء الاتحاد الوطني الكردستاني بقوة في بغداد لا يرتبط بنقطة أو عامل واحد محدد، بل تؤكده ثلاثة عوامل أساسية يحتاجها العراق من الاتحاد الوطني في آنٍ واحد وهي:
1- بغداد تحمل ودًّا واحترامًا دائمين للإرث الثقافي الغني للرئيس مام جلال في قيادة وإدارة العملية السياسية بنهج مرتكز على التفاهم والتقريب بين الأطراف، وهو نهج نال تقدير المرجعية العليا (السيد علي السيستاني)، الذي قال كلمات جميلة في حق مام جلال وأشاد بحكمته ورؤيته ،وأكد بأن حكمة الرئيس جلال طالباني كانت ضمانةً للأمان والاستقرار السياسي في بغداد.
2- بغداد تحتاج إلى قوة مؤثرة، والاتحاد الوطني الكردستاني يمتلك ثقلاً سياسيًا وعدديًا واضحًا ،فهو قوة رئيسية في مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة، وهذا الحضور العددي والسياسي يوجّه مسار الأحداث ويحمي العملية السياسية من الانحدار نحو الأزمات، ويمنع تعقيداتها من التفاقم.
إن مقاعد وأصوات الاتحاد الوطني الكردستاني تمثل ورقة قوية تمكّنه من استعادة دوره التاريخي في أقرب وقت، وصناعة مسار ثالث للسياسة العراقية بين رؤيتين متنافستين—كما فعل في الدورة السابقة حين تصدى لمحاولات الانقلاب والاحتكار، وفرض منطق التفاوض والشراكة على الجميع.
3- بغداد بحاجة إلى الرئيس بافل طالباني، رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، فهو يمتلك علاقات قوية مع جميع القوى السياسية والحزبية، ويُنظر إليه كصوت صادق ومتوازن داخل العملية السياسية، وقد اكتسب ثقة جميع المكوّنات، وشهدت المرحلة الماضية إجماعًا واضحًا من القوى السياسية على أهميته في بغداد، وهو ما يثبت قدرته للسير على نهج الرئيس مام جلال، في تحويل العقبات إلى فرص ذهبية. استنادًا إلى هذه الأسس الثلاثة، يبدو مستقبل العملية السياسية، ومعها عودة بغداد إلى الاتزان كعمق استراتيجي، أمرًا لا يمكن أن يكتمل من دون حضور الاتحاد الوطني الكردستاني ودوره المؤثر—وهو ما سنراه جميعنا معًا.

ترجمة: نرمين عثمان محمد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket