رسالة إلى فاضل مطني

الآراء 03:54 PM - 2025-11-15
شاناز إبراهيم أحمد

شاناز إبراهيم أحمد

لقد قلت  أولَ حماقة لك، ولم تكتفِ فقط بالتِهامِ السكر ، بل كسرتَ قالب السكر الكَرَجي نفسه!
إذا كنتَ ترغب في فتح صفحات الخيانة مجددًا، فلا مانع، فلنعد فتح الملف، ولكن قبل ذلك يجب أن نعرف أولاً: ماذا تعني "الخيانة" و"العمالة" و"بيع النفس" في قامُوسَكُم أنتم؟ وماذا تعني لنا نحن الكرد؟
تحدثتَ عن الستينيات، ولكن أرى أنه من الأفضل أن نعود إلى الأربعينيات، وبخاصة إلى زمن جمهورية مهاباد.
ياترى، هل كان أبي هو من أدارَ ظهرَهُ  للقائد(قاضي محمد) ، وَعَبَرَ تُرعَةَ  آراس في غَمضَةِ عَينِ ، مُخَلِفاً  إياه؟
هل كان أبي هو من أعاد والديَّ من روسيا إلى العراق ثانيَةً وجَعَلَهُ ماكانَ عليه ، ثم خانَهُ؟ أم أباكُم؟
هل كان أبي هو الذي أرسلَ حكومة العراق في بداية الستينيات بطائِراتِهِ(الباجيرِ والسوخو) والدبابات لضرب القُرى والنساءَ والأطفال  في (کانی حسێنی)؟
هل كان أبي هو الذي أحرقَ منازلكم الطينية  وكتبكم وذكريات طفولتكم الماضية ؟
هل كان أبي أم أباكم الذي قال بفخرٍ: "أنا رباط حذاء عبد الكريم قاسم "؟ 
هل ياترى كان أبي  أم أَباكُم الذي  وقّع اتفاقية آذار وتنازل في كواليسها عن كركوك من المعادلة ، دون أن يُعير  أدنى إهتمامِ لأهمية  وتَعَبِ أولئك الذين اعتبروا كركوك النقطة الأهم في هذهِ الاتفاقية؟ 
هل كنتم أنتم أم أبي من أعلن نكسة عام  1974وتدنى مقبِلاً يَدَي شاه إيران ؟
هل كان أبي الذي سَلَمَ جُثمانَ سُلَيمان موعيني ورِفاقَهُ  لإيران؟
ألَم يتَوَسَلَ أَبي  للملا مصطفى البَرَزاني  بأن لايؤذي: " علي عسكري، والدكتور خالد، والشيخ حسين ، لكي  لا  تَتَعَمَق الخلافاتَ أكثر"؟
هل كان أبي هو الذي أرتَكَبَ جريمَةَ  "هه كاري"؟
هل كان أبي أم  أنتم الذين  أدخلتم  دبابات صدام حسين  إلى  العاصمة أربيل ، واحتل برلماننا  الذي أسَسناهُ بدماء شعبنا؟
هل كان أبي أم أباكُم  الذي  سلّم أكثر من تسعين ضابطًا من أعضاءِ آي ئين سي والمعارضة العراقية المقيمة في أربيل إلى صدام حسين فأعدَمَهُم ؟
هل كنا نحن أم أنتم من سلّم شەنگال إلى داعش في صبيحةِ فَجرِ أَحَدِ الأَيام ، وسمح ببيع وشَراءِ فَتَياتِنا المُدَلَلات  في أسواق  مدينَةِ الرَقّة؟
هل كان أبي من نَهَبَ  نفطَ الإقليم وباعه؟
هل كان أبي  أم أَنتُم من أضاع 51٪ من أرض كردستان، بما فيها كركوك، عبر استفتاء فوضويٍ؟
ألم تكونوا أنتُم  مَن حوّل مدينة (القلعة والمآذن ) أربيل العزيزة إلى مسرحٍ للراقصاتٍ والعارِضاتِ  والدَنيئاتِ من كُلِ حَدبٍ وَصَوب؟
يبدو أن اختلاطكم بدول الجوار  أثّر على  لغتكم ، لأن بافل طالباني تحدث عن مرحلةٍ نحنُ جميعًا شهودًُعليها ونعيشها، بينما أنت تتحدث عن نبش قبور الموتى!
صحيح أننا لم نتربَّ على قلة الاحترام تجاه الراحلين والمَوتى ، لكنك تجاوزت الحدود كثيرًا، وارتكبت فعلاً يثير الغضب إلى حدٍإن إشلاءِ نَبشِ قَبرٍ  أدى إلى نبشِ قبور موتاكم رأسًا على عقب!
إن احتجتَ إلى أدلة، يمكنني نشر رسائل ا الراحِلَينِ القاضي محمد والملا مصطفى وإدريس البَرَزاني، والتسجيلات الصوتية بين والدي وكاك مسعود أثناء الحرب الداخلية، والوثائق الخاصة بأحمد الجلبي.
كوننا صامتين لا يعني أن ألسنتنا قُطعت أو أن أيدينا شُلَّت، بل لأننا نشعر بالمسؤولية تجاه حياة مواطنينا، ونسعى لحماية السلم والاستقرار والطمأنينة في إقليمنا.
هناك الكثير مما يمكن قوله،ولايَتَسِعُ هذاالمَقالُ لَهُ ،أود فقط أن أذكّرك بما نشرتم في بيانِ الحادي عشر من آذار، فحتى لو ننَسيت، تفاصيل الاتفاق، لن  أنسَى أبَداً  ما كَتَبتُ بخط يدي من لافِتاتٍ وعَلَقناها لَكُم  على جدران بغداد حينها، فإن كُنتَ قَد نَسيت ماكُتِبَ عليها دَعني أُذَكِرُكَ بها:
"يا من تعب، يا من شقى، يا من على الحاضرلگة."
للأسف، أنتم كنتم هكذا دائمًا،  كل شىءٍ متاحُ لكم لذلكَ لا تحترمون الأحياء ولا الأموات، لأنكم تعتقدون أنكم تستطيعون لأجل الحصولِ على مقعدٍ سياسي أن تمسحوا أيديكم المُتَسٍخَةِ بالرؤوس الكبيرة الشامِخة.

* ترجمة: نرمين عثمان محمد

PUKMEDIA

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket