‎إقليم كردستان ما بعد الانتخابات النيابية العراقية

الآراء 01:47 PM - 2025-11-15
*محمد شيخ عثمان

*محمد شيخ عثمان

(((المسؤولية الملقاة على عاتق إقليم كردستان لا تقتصر على حماية مكاسب شعبه الدستورية، بل تتجاوز ذلك إلى الإسهام في صون المسار الديمقراطي والدستوري للعراق )))
وضعت الانتخابات النيابية العراقية أوزارها، وسارت العملية الانتخابية بسلاسة عامة رغم بعض الخروقات المحدودة التي بدت متوقعة من أطراف اعتادت هذا السلوك في كل محطة انتخابية. 
ومع انقضاء هذا الاستحقاق، تتجه الأنظار مجددا إلى ما بعد النتائج، إلى مرحلة الحساب السياسي الحقيقي حيث تبدأ التجارب في الميدان لا على المنصات والشعارات.
من المهم التذكير أن جميع الأطراف الكردستانية كانت، خلال الحملة الانتخابية، تخاطب المواطن الكردستاني بوعود واضحة: ضمان الحقوق في بغداد، تأمين الميزانية والرواتب، وتفعيل المواد الدستورية الخاصة بإقليم كردستان. غير أن الفارق الحقيقي بين هذه القوى يكمن في مدى صدقها وجديتها وقدرتها الواقعية على تنفيذ ما التزمت به.
وفي هذا الإطار، يبرز الاتحاد الوطني الكردستاني كقوة أكثر توازنا ومسؤولية في التعاطي مع بغداد، لما يمتلكه من ثقل سياسي مؤثر ومكانة راسخة بين القوى الوطنية العراقية، صوته مسموع في المراكز السياسية، ورؤاه تحظى بالاحترام لما تتسم به من اعتدال وحكمة، ولما أثبته عمليا من التزام بمسؤولياته تجاه المواطنين وحقوقهم.
بعد إعلان النتائج، ستدخل الساحة العراقية في دوامة من المعادلات الصعبة التي ستتطلب توافقا دقيقا بين القوى السياسية لتشكيل السلطات، وفي خضم هذه المرحلة، تبرز الحاجة الملحّة لوحدة الصف الكردستاني وتنسيق المواقف بين قواه المختلفة، فالمسؤولية الملقاة على عاتق إقليم كردستان لا تقتصر على حماية مكاسب شعبه الدستورية، بل تتجاوز ذلك إلى الإسهام في صون المسار الديمقراطي والدستوري للعراق كله، لأن أي انحراف عن هذا المسار سيعيد البلاد إلى مركزية خانقة تهدد استقرار التجربة الاتحادية، وتضع مكتسبات الإقليم على المحك.
مثلما اكد رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل جلال طالباني في كل مناسبة، فإن الاتحاد سيبقى وفيا لتعهداته، وسيكون صوت المواطنين وقوتهم الحقيقية في بغداد، من أجل بناء عهد جديد من التفاهم والتكامل بين الإقليم والعاصمة، عهد يعيد الثقة ويترجم الشراكة إلى واقع ملموس في حياة الناس.
لقد حان الوقت لجميع الأطراف الكردستانية أن تُثبت لجماهيرها أنها على مستوى الوعود التي أطلقتها، وأن توحد موقفها من أجل تحقيق ما وعدت به في صناديق الاقتراع، فالشعارات وحدها لا تكفي، بل المطلوب هو الوفاء العملي والاتفاق الوطني الكردستاني–الكردستاني الذي يضمن مصالح الشعب ويحافظ على دور الإقليم الفاعل في بناء عراق اتحادي ديمقراطي مستقر.

PUKMEDIA

 

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket