مام جلال رمزا للوحدة الوطنية ومسار العراق نحو الديمقراطية والاستقرار
الآراء 09:28 AM - 2025-11-13
صادف يوم الثلاثاء الحادي عشر من تشرين الثاني 2025 ، يوم العرس الانتخابي لاختيار اعضاء مجلس النواب العراقي، الذكرى السنوية لواحدة من أكثر اللحظات التاريخية إشراقا في مسار الدولة العراقية الحديثة، وهي ذكرى إعادة انتخاب فخامة الرئيس مام جلال رئيسا لجمهورية العراق في جلسة مجلس النواب بتاريخ 11/11/2010، في حدث شكل علامة فارقة في مسيرة الانتقال الديمقراطي، وترسيخ النهج الدستوري، وتثبيت مبدأ الشراكة الوطنية والتعايش بين المكونات العراقية كافة.
لقد كان هذا اليوم تتويجا لمرحلة دقيقة من تاريخ العراق، إذ جاء انتخاب الرئيس مام جلال بإجماع وطني واسع بعد مخاض سياسي طويل أعقب انتخابات عام 2010، ما جعل من هذه اللحظة حدثا جامعا أعاد الأمل بإمكان توحيد الصف العراقي وتجاوز الانقسامات السياسية والطائفية، والعبور نحو مرحلة جديدة من الاستقرار وبناء الدولة.
تنبع أهمية هذه الذكرى من كونها لم تكن مجرد إجراء دستوري لإعادة انتخاب رئيس للجمهورية، بل كانت رسالة عراقية خالصة بأن وحدة البلاد وسيادتها فوق كل الخلافات، فقد مثل الرئيس مام جلال في نظر العراقيين والكردستانيين على حد سواء رمزا لوحدة الإرادة الوطنية، وصوتا للحكمة والاعتدال، وجسرا للتفاهم بين جميع القوى السياسية والمكونات الدينية والقومية.
كما ارتبط هذا اليوم في الوجدان الكردستاني بتجديد الاعتراف بالدور الوطني للكرد في بناء العراق الديمقراطي الاتحادي، وهو ما عكسته مشاركة واسعة للقوى الكردية في العملية السياسية على أساس الشراكة الحقيقية، لا التبعية أو الإقصاء.
خطاب وملامح مشروع وطني شامل
في خطابه التاريخي بعد أداء اليمين الدستورية، رسم الرئيس مام جلال ملامح مشروع وطني شامل لتثبيت الديمقراطية الاتحادية، والوحدة الوطنية، والمصالحة الحقيقية، حيث شدد على أن “الاستقرار الحقيقي لن يتحقق إلا في ظل الوحدة الوطنية والمصالحة القائمة على التسامح دون نسيان الجرائم، وعلى نبذ الفئوية والطائفية بكل أشكالها.”
كما دعا فخامته إلى بناء دولة المواطنة القائمة على تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، مؤكدا أن الشراكة لا تعني تقاسم المناصب، بل الشراكة في الوطن، وفي تحمل المسؤولية أمام الشعب.
وأكد في كلمته أن “الإرادة العراقية الحرة” قادرة على معالجة أزماتها بقواها الذاتية، مثنيا على مبادرة رئيس إقليم كردستان التي ساهمت في جمع الكلمة وتوحيد الصف، في إشارة واضحة إلى أهمية التعاون بين بغداد وأربيل في رسم مستقبل العراق الاتحادي.
ولم يغب عن خطابه البعد الإنساني والوطني، إذ دعا إلى بناء “الإنسان العراقي الجديد” القادر على تقبل الآخر ورفض العنف والإقصاء، مشددا على أن التنوع العراقي هو مصدر قوة وليس تهديدا، وأن حماية هذا التنوع مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع.
إعادة انتخاب الرئيس مام جلال في تلك اللحظة الحساسة لم تكن مجرد استحقاق دستوري، بل كانت تجديدا للثقة بشخصية جامعة استطاعت عبر سنوات النضال والسياسة أن تحافظ على توازن العراق وسط العواصف الإقليمية والدولية.
لقد مثّل فخامته “صمام الأمان” للعراق، كما وصفه العديد من القادة، لما تميز به من حكمة سياسية وبعد نظر، ولما امتلكه من علاقات واسعة واحترام دولي مكّناه من تعزيز مكانة العراق عربيا وإقليميا ودوليا.
برقيات التهاني ودلالاتها
تدفقت على بغداد عقب إعادة انتخابه عشرات برقيات التهاني من زعماء العالم، من الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الرئيسين هو جينتاو ودميتري ميدفيديف، ومن قادة المنطقة مثل أحمدي نجاد وعبد الله غول وصباح الأحمد الجابر الصباح ومحمد حسني مبارك، ومن القادة العرب والدوليين الآخرين وجميعها أكدت على:
* الدور الريادي للرئيس مام جلال في ترسيخ الديمقراطية.
* إسهاماته في توحيد العراقيين وتعزيز الاستقرار.
* مكانته كرمز سياسي معتدل يحظى بالاحترام الدولي.
* واعتبار انتخابه انتصارا للإرادة الوطنية العراقية وتأكيدا لنهج العراق في الشراكة والوحدة.
أهمية إحياء الذكرى اليوم
إن استذكار هذا اليوم في 11 تشرين الثاني 2025 لا يحمل فقط معاني الوفاء لقائد وطني ترك بصمته العميقة في تاريخ العراق الحديث، بل هو تذكير للأجيال الجديدة بقيمة النهج الذي مثله مام جلال ، نهج الاعتدال والتسامح والحوار والشراكة الحقيقية.
وفي زمن تتجدد فيه التحديات أمام الدولة العراقية، تصبح هذه الذكرى منارة تهدي السياسيين إلى جوهر العمل الوطني: تغليب المصلحة العامة على المصالح الفئوية، والإيمان بأن قوة العراق تكمن في وحدته والالتزام بمساره الدستوري بامانة وبلاانتقائية.
لم تكن إعادة انتخاب الرئيس مام جلال في 11/11/2010، مجرد واقعة سياسية، بل حدث وطني جامع أسّس لمرحلة جديدة من الوعي الدستوري والسياسي، وجسد مفهوم القيادة المسؤولة التي تؤمن بالديمقراطية، وتحمي سيادة العراق وتنوعه.
وفي الذكرى السنوية لهذه المناسبة الخالدة، من الضرورة ان يجدد العراقيون — عربا وكردا وتركمانا ومسيحيين — العهد بالسير على نهج مام جلال، نهج الحوار والتفاهم والوطنية الصادقة، لاستكمال مسيرة بناء عراق ديمقراطي اتحادي مزدهر، يليق بتضحيات شعبه وتاريخه العريق.
المزيد من الأخبار
-
قوباد طالباني: تشكيل حكومة في بغداد تلبي طموحات جميع المكونات
07:01 PM - 2025-11-19 -
بلدية السليمانية تطلق حملة غرس 1000 شجرة لزيادة المساحات الخضراء
03:38 PM - 2025-11-19 -
السياسة الاقتصادية للولايات المتحدة تتلاعب باسعار الذهب
12:31 PM - 2025-11-19 -
السليمانية تحتضن مهرجان كلاويز الثقافي بدورته الـ28
11:07 AM - 2025-11-19
الأكثر قراءة
-
قوباد طالباني: نأمل ان تسفر عملية السلام في تركيا عن نتائج مرضية للجميع
کوردستان 07:55 PM - 2025-11-19 -
بلدية السليمانية تطلق حملة غرس 1000 شجرة لزيادة المساحات الخضراء
کوردستان 03:38 PM - 2025-11-19 -
قوباد طالباني: تشكيل حكومة في بغداد تلبي طموحات جميع المكونات
کوردستان 07:01 PM - 2025-11-19 -
برنامح عمل الدورة الـ 28 لمهرجان كلاويز الدولي في السليمانية
کوردستان 04:44 PM - 2025-11-19 -
المفوضية: عدد الطعون بنتائج الانتخابات وصل إلى 80 طعناً
العراق 01:12 PM - 2025-11-19 -
وزارة المالية تعلن تحويل ايرادات شهر أيلول الى الحكومة الاتحادية
کوردستان 10:31 AM - 2025-11-19 -
السليمانية تحتضن مهرجان كلاويز الثقافي بدورته الـ28
کوردستان 11:07 AM - 2025-11-19 -
وزير العدل يطلق خدمة المواجهة الإلكترونية للنزلاء في سجن الكرخ المركزي
العراق 02:19 PM - 2025-11-19



تطبيق

