بين ترامب والعراق وسوريا تحوّلات تعيد رسم خريطة المنطقة

الآراء 10:35 AM - 2025-11-08
عباس عبدالرزاق

عباس عبدالرزاق

تحليل يعيد قراءة  إرث ترامب في الشرق الأوسط وانعكاساته على الانتخابات العراقية وصراع السيادة الإقليمي في خضمّ التحولات المتسارعة التي تعصف بالشرق الأوسط  ، يبرز  حديث  الإعلامي والكاتب رافد الجبوري حول العراق وسوريا وسياسات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بوصفه قراءة متجدّد في واقع    لم يهدأ بعد.  الأحداث التي رسمتها حقبة ترامب لم تزل  تلقي    بظلالها   الثقيلة  على  حاضر
المنطقة، وعلى   الانتخابات العراقية الجارية، التي تُعيد طرح الأسئلة الكبرى عن السيادة والقرار الوطني وموقع   العراق   في شبكة    الصراعات   الإقليمية.
لقد سعى ترامب خلال سنواته  الأربع إلى  تحويل الشرق الأوسط  إلى ساحة صفقات ومناورات، حيث باتت الواقعية  السياسية الأميركية   تعني ببساطة إعادة توزيع  النفوذ  بين واشنطن وطهران وموسكو، فيما تُركت دول المنطقة أمام خيارات محدودة بين التحالف والتبعية واليوم، ومع استمرار المشهد العراقي في حركته المتوترة، يتضح أن آثار تلك السياسات لم تزل حاضرة بقوة، وأن العراق يقف مجددًا أمام مفترق طرق حاسم بين بناء الدولة المستقلة أو الارتهان للعبة المحاور.
ما يلفت الانتباه في قراءة  المصادر الخبریة هو تركيزه على البعد العميق للأزمة، حيث لم تعد المسألة أمنية أو عسكرية فحسب، بل تحوّلت إلى صراع على الوعي والسيادة، وعلى قدرة العراقيين والسوريين في آنٍ معًا على صياغة مستقبلٍ يتجاوز إرادة القوى الخارجية.
فالعراق اليوم يعيش استحقاقًا انتخابيًا مفصليًا، يُختبر فيه مدى قدرة العملية الديمقراطية على أن تعبّر عن الإرادة الوطنية لا عن توازنات الخارج.
إنّ أهمية هذا الطرح تكمن في توقيته، إذ تتزامن الانتخابات مع اشتداد التنافس الإقليمي والدولي على رسم خرائط النفوذ الجديدة.
وتبدو التجربة العراقية مرة أخرى مقياسًا لمدى نضوج المشروع الوطني في مواجهة العواصف، ومدى قدرة الدولة على صون استقلالها وسط ضغوط متعددة الاتجاهات.
ختامًا، تؤكد هذه القراءة أنّ دروس السنوات الماضية، من عهد ترامب حتى اللحظة الراهنة، تذكّرنا بأنّ السيادة لا تُمنح، بل تُبنى، وأنّ حماية القرار الوطني هي المدخل الوحيد لأي نهضة سياسية حقيقية.
فالعراق الذي صمد أمام العواصف لا يمكن أن يستعيد دوره الإقليمي إلا بترسيخ مشروعه الوطني المستقل، القادر على فهم التوازنات لا الخضوع لها.

PUKMEDIA

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket