الخطاب السياسي في بادينان بين الانفتاح الإعلامي والتوازن الحزبي

الآراء 02:39 PM - 2025-11-02
عباس عبدالرزاق

عباس عبدالرزاق

تشهد منطقة بادينان في محافظة دهوك واقعًا سياسيًا معقدًا يتقاطع فيه النفوذ الحزبي مع الديناميات الديمقراطية.
وفي هذا السياق، أثارت تصريحات محمد عثمان  (حمە سور دوشيوايي)، وهو أحد مسؤولي الاتحاد الوطني الكردستاني في بادينان، اهتمام المراقبين بعد أن أشار إلى وجود صعوباتٍ وضغوطٍ إعلامية تمارس ضد نشاطات حزبه في المنطقة.

إذ قال في حديث متداول:

“إعلاناتنا تُستهدف، وتُمارس علينا ضغوط تُسبب تضييقاً على أعضائنا، لذلك نطلب من الرئيس مسعود بارزاني أن يتدخل لوضع حدٍّ لهذه الممارسات التي لا تنسجم مع النهج الديمقراطي.”

تأتي هذه التصريحات ضمن بيئةٍ سياسية يغلب عليها نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني، ما يجعل أي نشاطٍ لحزبٍ آخر، كالاتحاد الوطني أو أحزاب المعارضة، يواجه أحيانًا تحدياتٍ ميدانية وإعلامية ترتبط بطبيعة التوازن السياسي والإداري في الإقليم.

من زاويةٍ تحليلية، يمكن النظر إلى كلام دوشيوايي على أنه تعبير عن مأزق ديمقراطي محلي، يتمثل في صعوبة تحقيق تكافؤٍ في الفرص السياسية والإعلامية داخل مناطق النفوذ الحزبي الواحد.
فبينما يتمسك كل حزبٍ بخطابه الديمقراطي المعلن، تبقى الممارسة على الأرض مرتبطةً إلى حدٍّ كبير بالهياكل التنظيمية والعلاقات السلطوية بين المراكز السياسية في أربيل والسليمانية ودهوك.

إنّ دعوة محمد عثمان ،  للرئيس مسعود بارزاني لا تُقرأ بالضرورة بوصفها طلباً سياسياً صدامياً، بل يمكن فهمها كـ نداءٍ إلى ترسيخ مبدأ التوازن والإنصاف داخل المجال السياسي الكردي، بحيث يتمكن كل طرف من التعبير عن رؤيته دون تضييق أو إقصاء.
وهذا ينسجم مع ما يشهده الإقليم من محاولاتٍ لإعادة تعريف العلاقة بين السلطة المحلية والتعدد الحزبي، في ظل تحولاتٍ اجتماعيةٍ وإعلاميةٍ متسارعة.

من المنظور الأكاديمي، تكشف هذه الحالة عن التحدي البنيوي الأبرز في التجربة الديمقراطية الكردستانية، وهو: كيف يمكن الجمع بين الولاء الحزبي والفضاء العام المشترك؟
فكلما اتسعت دائرة المنافسة الحزبية، زادت الحاجة إلى ضماناتٍ مؤسسية تُنظّم الإعلام والانتخابات بعيدًا عن تأثير النفوذ السياسي المباشر.
إنّ تعزيز الثقة بين القوى السياسية في بادينان، وفتح المجال الإعلامي أمام جميع الأطراف دون تمييز، يشكلان خطوة أساسية نحو ترسيخ ثقافةٍ ديمقراطيةٍ مستقرة.
فالتعددية لا تُضعف الوحدة، بل تُغنيها، حين تقوم على أساس الاحترام المتبادل، والمنافسة العادلة، والمساءلة المشتركة.
ولعلّ مثل هذه المواقف، إذا قُرئت بروحٍ بنّاءة، يمكن أن تفتح الباب أمام حوارٍ حزبيٍ أكثر توازنًا يسهم في استقرار الإقليم وتطوره السياسي

PUKMEDIA

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket