اسو ممند القائد الميداني للاتحاد الوطني وصوت المهمّشين في كركوك

عباس عبدالرزاق

يبرز ئاسۆ مامەند، بصفته مشرف تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك – صلاح الدين، كواحدٍ من أبرز الوجوه السياسية التي جمعت بين العمل الميداني والتوجه الإنساني في مدينة متعددة المكوّنات والتحديات مثل كركوك.
تميزت نشاطاته خلال السنوات الأخيرة، وخاصة قبيل الانتخابات وبعدها، بتركيزٍ واضح على الاقتراب من المواطنين في الميدان، وإعطاء الأولوية للمناطق المهمّشة والأحياء التي تعاني من ضعف الخدمات والاهتمام الرسمي.

العمل الميداني وزيارات المهمّشين

منذ انطلاق الحملات الانتخابية، حرص مامەند على جعل اللقاء المباشر مع الناس جزءاً من برنامجه اليومي. فقد زار عدداً من الأحياء المهمّشة ومناطق الريف، واستمع إلى شكاوى السكان حول الخدمات البلدية وفرص العمل. وفي تصريح له قال إنّ 
(الإدارة الحقيقية يجب أن تكون بين المواطنين ليلاً ونهاراً )، في إشارةٍ إلى رفضه لسياسة المكاتب المغلقة، وتأكيده أنّ المسؤول يجب أن يعيش الواقع اليومي للناس.
لم تقتصر مبادراته على الزيارات الرمزية؛ بل تعدّتها إلى مشاريع دعم حقيقية تم تداولها في وسائل الإعلام المحلية، من بينها تأمين مساكن للمحتاجين دون تمييز أو سؤال عن الانتماء القومي أو المذهبي.
فقد نقلت تقارير إعلامية مشاهد عن امرأة تركمانية استنجدت به بسبب معاناتها مع السكن، فاستجاب على الفور وأهداها شقة مجهّزة بالكامل بالأثاث، في موقف إنساني لاقى ترحيبًا واسعًا في الشارع الكركوكي، وعدّه كثيرون مثالًا على القيادة القريبة من الناس.
كما أطلق مبادرات مماثلة لدعم أسر فقيرة من مختلف المكوّنات، ما عزّز صورته كرمز للعدالة الاجتماعية والاهتمام الإنساني الحقيقي.

خطاب الوحدة والتعدّدية

تميّزت مواقفه بالتوازن والابتعاد عن الخطاب الحزبي الضيّق، إذ شدّد في أكثر من مناسبة على أنّ كركوك “مدينة لكل أبنائها”، ودعا إلى ضمان حقوق جميع المكوّنات من عرب وكرد وتركمان وسريان.
وقال في أحد اجتماعاته إنّ ( قضية كركوك قضية استراتيجية وقومية، ولا يمكن المساومة عليها، لكنها في الوقت نفسه قضية تعايش وعدالة اجتماعية) 
هذه اللغة التي تجمع بين الهوية الكردستانية والانفتاح الوطني أكسبته حضوراً لافتاً في المشهد السياسي المحلي، خصوصًا في الفترات التي تشهد فيها المحافظة توتراً بين القوى السياسية.

الدور الريادي في السباق الانتخابي

مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، كان ئاسۆ مامەند من الوجوه القيادية التي دفعت بالحملة الانتخابية للاتحاد الوطني إلى الواجهة في كركوك.
شارك في “كرنفالات” تعريف المرشحين بقائمة الحزب، وألقى كلمات حماسية شدّد فيها على أنّ ( التصويت هو الطريق لتعزيز مكانة الأمة وترسيخ الحقوق الدستورية  ).
كما دعا المواطنين إلى المشاركة الواسعة، مؤكدًا أنّ ( الاتحاد الوطني سيظل حامياً لحقوق كركوك مهما تغيّرت الظروف  ).
هذا النشاط المكثّف، إلى جانب حضوره الدائم في اللقاءات الجماهيرية، جعل منه ركيزة أساسية في تفعيل الحراك الانتخابي لحزبه في المحافظة.

بعد الانتخابات: الدعوة إلى الاستقرار والمسؤولية

عقب الانتخابات، تبنّى مامەند خطاب التهدئة والمسؤولية القانونية، رافضًا الانجرار وراء أي شكل من أشكال الفوضى أو الاحتجاجات العنيفة.
أكد في تصريحٍ له أنّ ( الطريق إلى الحل يمر عبر القانون والمؤسسات الدستورية )، مشددًا على أنّ ( كركوك بحاجة إلى الاستقرار لا إلى الانقسام ).
هذا الموقف عزّز صورته كقائدٍ يسعى لتكريس ثقافة الدولة والمؤسسات، لا لمنطق الشارع أو التوتّر السياسي.
يمكن القول إنّ ئاسۆ مامەند مثّل نموذجًا للسياسي الميداني الذي يجمع بين العمل التنظيمي والحسّ الاجتماعي، ويتحرّك برؤية تقدّمية تسعى إلى تحقيق العدالة في الخدمات والمشاركة السياسية لكل فئات كركوك.    زياراته للأحياء الفقيرة، مبادراته في تأمين السكن للفقراء دون تمييز، دعمه للمشاريع الثقافية والتعليمية، وخطابه الجامع بين المكوّنات، جعلت منه رمزًا للقيادة المتوازنة التي تتجاوز الانتماء الحزبي أو القومي الضيّق، وتضع الإنسان أولاً في سلّم الأولويات.

PUKMEDIA