مشروع وطني متكامل، يمتد من عمق الإقليم إلى قلب بغداد

الآراء 09:04 AM - 2025-10-30
محمد شيخ عثمان

محمد شيخ عثمان

بموازاة خطابات رئيس الاتحاد الوطني بافل طالباني الجماهيرية المفعمة بالامال والتعهدات الحقيقية ،برزت سلسلة خطابات قوباد طالباني في أربيل وسوران ورواندز وسيدكان وورتـي وقسري، كخريطة طريق واضحة المعالم تعبر عن النهج الإصلاحي الجديد للاتحاد الوطني الكوردستاني، وتؤكد أن الحزب لا يكتفي بإطلاق الشعارات، بل يعمل على تنفيذها كمشروع وطني متكامل، يمتد من عمق الإقليم إلى قلب بغداد.
لقد تحدث قوباد طالباني، المشرف على دائرة أربيل الانتخابية، بلغة واثقة قائمة على الوقائع، ليخاطب وجدان المواطن الكوردستاني مباشرة، مؤكدا أن ما يطرحه الاتحاد الوطني اليوم ليس برنامج انتخابات عابرا، بل استراتيجية حكم وإدارة، تقوم على ثلاثة أسس:
أولا، معالجة المشكلات الاقتصادية والمعيشية من جذورها لا بترقيعها؛ وثانيا، إصلاح العلاقة بين الإقليم وبغداد على قاعدة الدستور والشراكة الحقيقية؛ وثالثا، إعادة الاعتبار لدور المواطن والجماهير في صناعة القرار السياسي داخل الحزب والإقليم على السواء.
ومن خلال خطابه المتزن، حاول قوباد طالباني تفكيك المعادلة التي أثقلت حياة الناس في السنوات الماضية، مبينا أن أزمة الرواتب والموازنة ليست مشكلة مالية فقط، بل هي نتاج خلل سياسي وإداري في العلاقة بين أربيل وبغداد، لا يمكن حله إلا عبر اتفاق شامل طويل الأمد، يُعيد الثقة والالتزام المتبادل بين الطرفين.
ولم يكتفِ قوباد بتشخيص الواقع، بل استعرض نماذج ملموسة من الوفاء بتعهدات الاتحاد الوطني، فقد أوفى الحزب بعهده في استحداث محافظة حلبجة، وفي إعادة التوازن إلى كركوك، وفي حماية الشراكة داخل مؤسسات الإقليم، وفي مواجهة أي محاولة لتهميش إرادة المواطنين أو تزييف أصواتهم.
وبهذا، جسد الاتحاد الوطني مرة أخرى مبدأ الفعل قبل القول الذي رسخه الرئيس مام جلال وأكده الرئيس بافل طالباني في الميدان.
إن الخطاب الذي يقدمه قوباد طالباني اليوم، هو دعوة إلى تصحيح مسار الحكم في الإقليم، وإلى ترسيخ نمط جديد من السياسة الكوردستانية، قوامه العمل والصدق لا التجمل بالشعارات. وهو خطاب موجه خصوصا إلى الأصوات الساخطة والمترددة، ليقول لها إن العزوف عن التصويت لا يعاقب المقصرين، بل يكافئهم، وإن الطريق إلى التغيير الحقيقي يبدأ من صندوق الاقتراع الأخضر الذي يحمل الرقم 222، رمز الاتحاد الوطني الكوردستاني.
وفي جوهر رسالته، أراد قوباد طالباني أن يذكر الجميع بأن اتحادا وطنيا قويا يعني كوردستان قوية ومستقرة، وأن قوة الحزب في بغداد هي الضمانة لحقوق الإقليم ومكتسباته الدستورية، وأن التحالف بين الشرعية الشعبية والمصداقية السياسية هو وحده القادر على إخراج كوردستان من دوامة الأزمات.
لقد أصبحت الرسالة واضحة بان  الاتحاد الوطني لا يعطي الوعود ليربح الانتخابات، بل يعمل ليُصلح مسار الادارة والحكم وان  وعوده ليست موسمية، بل خطة إصلاح وطنية مستمرة، تتقدم كل يوم بخطى واقعية، لأنها ببساطة تنطلق من معاناة الناس وتعود إليهم على هيئة أمل وثقة واستقرار.
ان تجسيد العمل بدل الكلام، والتنفيذ بدل الوعد، والمصداقية بدل المزايدة ،رسالة تنتظرها الجماهير من حزب عريق آمن دائما بأن شرعيته لا تُستمد من الشعارات، بل من خدمة الناس وحماية كوردستان.

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket