نحن وهم والانتخابات.. الدعاية والاختلافات

الآراء 01:34 PM - 2025-10-29
لطيف نيرويي

لطيف نيرويي

(4)
عندما يُجرى تقييم جاد وموضوعي، ومراقبة ميدانية وشاملة لآلية سير عملية الدعاية الانتخابية، وتُؤخذ الصورة العامة لمجريات المشهد داخل الحملات الدعائية، تظهر بوضوح مجموعة من الفروقات بين أساليب الدعاية لدى الأطراف السياسية المختلفة. وهذه الفروقات تثير العديد من الأسئلة: ما طبيعة هذه الاختلافات؟ وأي طرف يتميّز بأسلوب دعائي إيجابي يلفت انتباه الجمهور والإعلام في هذه الانتخابات؟
تتجلّى هذه الفروقات في النقاط التالية:
في المناطق الواقعة تحت إدارة الاتحاد الوطني الكردستاني، تُدار الحملات الانتخابية بأجواء هادئة وحرة؛ إذ تملأ الشوارع صور المرشحين وشعارات الأحزاب المشاركة، مما يمنح المشهد تنوعًا لونيًا وثقافيًا وحيويًا. يشعر كل من يمرّ في تلك المناطق بأنّ هناك تنافسًا ديمقراطيًا حقيقيًا بين الأطراف السياسية، دون أن يطغى لون أو صوت على آخر. على العكس من ذلك، تتسم المنطقة بالحيوية والانفتاح، ويبدو فيها التنافس الديمقراطي واضحًا للعيان.
على العكس من ذلك  في المناطق التابعة إداريًاللطرف  الآخر  ، ولا سيما في بادينان ، زاخو، عقرة، آميدي وغيرها)، فالمشهد مختلف تمامًا؛ إذ بدأت حملات منسقة ومخططة لإزالة صور المرشحين وشعارات الأحزاب الأخرى ، وبشكل خاص تلك العائدة لمرشحي الاتحاد الوطني الكردستاني. وتُنفّذ هذه العمليات ليلاً، حيث تُزال الصور في الليل وتُستبدل بصور جديدة صباحًا. ورغم أنّ الجهات المسؤولة في تلك المناطق أُبلغت رسميًا بخطورة هذه الأفعال المنافية للديمقراطية ولتعليمات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، إلا أنّ هذه الممارسات التخريبية ما زالت مستمرة. والأسوأ من ذلك أنّ بعض المقاطع المصوّرة تُظهر أشخاصًا من الأجهزة الأمنية (قوات الداخلية) يشاركون في هذه الأعمال، في حين أنّ مهمة تلك الأجهزة في جميع أنحاء العالم هي حماية العملية الانتخابية وصور المرشحين لا المساس بها.
قادة الاتحاد الوطني الكردستاني يقومون بزيارات ميدانية مباشرة إلى المدن والأقضية والقرى، ويلتقون بالمواطنين في منازلهم، ويستمعون إلى آرائهم ومطالبهم وانتقاداتهم، ويردّون على أسئلتهم، ويشرحون برامج الحزب وسياساته بشكل مباشر. في المقابل، فإنّ قادة الأطراف الأخرى نادرًا ما يقومون بزيارات ميدانية، ويفضّلون توجيه رسائلهم إلى الجمهور من خلال القاعات المغلقة، ويتجنبون الحوار المباشر مع المواطنين، وبذلك يقللون من التفاعل الحقيقي بينهم وبين قواعدهم الشعبية.
الاتحاد الوطني الكردستاني ينظّم أكبر وأوسع المهرجانات والفعاليات الجماهيرية في مدن وأقضية إقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها، بمشاركة رئيس الحزب السيد بافل طالباني، حيث يشارك المواطنون بعفوية وبحماس كبير وبروح إيجابية. بينما الأطراف الأخرى فإنّ مستوى نشاطاتها الجماهيرية محدود، وبعضها يعتمد على الضغط على  المدارس و الدوائر الحكومية والمؤسسات الرسمية لحشد الحضور.
من الفروقات البارزة في وسائل التواصل الاجتماعي أنّ قادة ومسؤولي الاتحاد الوطني الكردستاني يتعاملون مع المواطنين بأسلوب إنساني واحترام واضح، فيستمعون إلى طلباتهم حتى لو لم يكن بإمكانهم تلبيتها، لكنهم يقدّرونها ويولونها الاهتمام. هذه الروح الإيجابية والإنسانية ميّزت الاتحاد الوطني الكردستاني عن الأطراف الأخرى بشكل لافت.
كل هذه الفروقات الواقعية والإيجابية في أسلوب دعاية الاتحاد الوطني الكردستاني سيكون لها تأثير مباشر على الناخبين، وقد تكون عاملاًمهمًا في زيادة أصوات الحزب وعدد مقاعده، وتعزيز موقع القائمة ٢٢٢.
 لأن شعب كردستان يبحث عن الوعد الصادق، والاختلاف الإيجابي، والفعل الواقعي، والهدوء الواثق.

ترجمة: نرمين عثمان محمد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket