نحن وهم والانتخابات..التصميم المسبق للأطراف السياسية

لطيف نيرويي

(3)
في دول العالم الثالث، ما زال وعي وفهم معظم الأطراف السياسية لعملية التصويت والانتخابات دون المستوى المطلوب. فالكثير من هذه القوى التي لا تحقق النجاح المنشود في الانتخابات، ولا تنال الأصوات والمقاعد بحسب توقعاتها ورغباتها، لا تقبل بنتائج الانتخابات ولا تعترف بخسارتها رسميًا، ولا تطلب الصفح من جماهيرها وناخبيها، ولا تقدم التهاني للطرف الفائز، ولا تتحمل مسؤولية النتائج غير المرغوب فيها.
وبدلاً من أن تُجري دراسة علمية وتحليلاً موضوعيًا لأسباب فشلها، فإنها فور إعلان نتائج الانتخابات تسارع إلى إصدار بيانات غاضبة ورسمية، تزعم فيها أن “هذه الانتخابات كانت مصممة مسبقًا، ونحن نرفض نتائجها”.
يحدث هذا في وقتٍ تُظهر فيه بعض الاستطلاعات المحلية والدولية، وحجم المهرجانات الجماهيرية، وتأثير الرسائل الانتخابية الصادرة عن الأحزاب، أن كل حزبٍ خلال فترة الحملة الإنتخابية  يدرك، بدرجةٍ أو بأخرى، مكانته وحجمه الحقيقي بين الجماهير والناخبين.
وفي انتخابات برلمان كردستان الأخيرة، نفّذ الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة الرفيق بافل طالباني أربع حملات جماهيرية كبيرة في المحافظات الأربع لإقليم كردستان. وكانت الحشود الواسعة والمشاركة الشعبية في تلك الفعاليات دليلاًواضحًا على أن الاتحاد الوطني الكردستاني سيحقق زيادة كبيرة في أصواته، وأنه مقبل على فوزٍ ملموس. وقد أكدت نتائج الانتخابات ذلك بالفعل، إذ ارتفعت نسبة أصوات الاتحاد الوطني بما يقارب 95%..
وفي هذه الحملة الانتخابية لمجلس النواب العراقي أيضًا، تُظهر الكرنفالات الجماهيرية الواسعة التي ينظمها الاتحاد الوطني الكردستاني في مدن وأقضية إقليم كردستان ، إلى جانب الزيارات الميدانية ورسائل رئيس الحزب المؤثرة، وحفاوة استقبال الجماهير للاتحادالوطني الكردستاني ، مؤشراتٍ قوية على أن الحزب سيحقق نجاحًا بارزًا في إقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها.
لذلك، فإن التصميم المسبق للاتحاد الوطني الكردستاني في انتخابات مجلس النواب العراقي يستند أساسًا إلى حيويّة جماهيره، وإلى ما أظهرته مهرجاناته الشعبية من دعمٍ واسع في مختلف مناطق الإقليم والمناطق المتنازع عليها. وأي طرفٍ سياسي لا يتمكن خلال أيام الحملة الانتخابية من حشد مثل هذه المظاهر الجماهيرية الواسعة، عليه ألا يُنكر الحقيقة إذا جاءت نتائج الانتخابات دون مستوى طموحاته وتوقعاته.

ترجمة: نرمين عثمان محمد