نحن وهم والانتخابات

لطيف نيرويي

(1)

إن الوعود السياسية والالتزامات الانتخابية، إذا كانت بالنسبة لبعض القوى السياسية مجرد تكتيك عبارة عن وسيلة لجذب الأصوات وكسب الرأي العام، فإنها بالنسبة للاتحاد الوطني الكردستاني تُعدّ استراتيجية وخارطة طريق عملية لتنفيذ الوعود التي يقطعها للشعب. وهذا هو السر الحقيقي في نجاح الاتحاد الوطني وزعيمه القوي، إذ يواصل بعد كل انتخابات زيادة نسب المقاعد والأصوات، محافظًا على قاعدة الثقة الشعبية ومتقدمًا بخطوات ثابتة نحو أهداف أكبر وأكثر أهمية.
إن الوعود بالنسبة لأي حزب سياسي أمر جوهري وأساسي ضمن استراتيجيته البعيدة المدى، لتحقيق مهامه والوصول إلى أهدافه المحددة. لكن الواقع العملي لشكل تلك الوعود وقدرة الحزب على تنفيذها هو الأهم، إذ لا يجوز لقوة سياسية أن تجعل من الشعارات الفضفاضة والوعود غير الواقعية أساسًا لعملها، لأن تنفيذها سيغدو مستحيلاً. الطريق الصحيح هو أن تكون طبيعة تلك الوعود منسجمة مع مكانة  الحزب وتجارب وقدرات القوة الأخرى ، بإختصار أن يكون قادراً على  تطبيقه فعليًا.
في إقليم كردستان، وُجدت أحزاب استطاعت من خلال وعود وشعارات براقة أن تحصد عددًا كبيرًا من الأصوات في الانتخابات، لكنها سرعان ما فقدت ثقة الجماهير بعد الانتخابات عندما تبين أن تنفيذ تلك الوعود كان مستحيلاً. لذا من المتوقع أن تتكرر التجربة ذاتها لدى بعض القوى في الانتخابات الحالية أيضًا.
أما الاتحاد الوطني الكردستاني، وباعتباره قوة وطنية ومسؤولة، فقد تعامل دومًا بحذرٍ ورؤيةٍ مسؤولة مع وعوده وشعاراته أمام الناخبين والرأي العام، وسعى مباشرة بعد كل انتخابات إلى تنفيذها على أرض الواقع.
وانطلاقًا من هذا المبدأ، إذا عقدنا مقارنة بين الاتحاد الوطني والأحزاب الأخرى سواء المعارضة أو المشاركة في السلطة، حول مَن استطاع تنفيذ أكبر عدد من وعوده الانتخابية في بغداد والمناطق المتنازع عليها بعد الانتخابات البرلمانية العراقية السابقة، فسيُدرك كل متابع منصف أن الاتحاد الوطني ليس فقط متقدمًا على سائر القوى الأخرى، بل هو الجهة الوحيدة التي تتحدث بشفافية وأرقام وبيانات ملموسة عن إنجازاتها في بغداد والمناطق المتنازع عليها، معتبرًا إياها جزءًا من وعوده التي قطعها للجماهير في الانتخابات السابقة.
أما الأحزاب الأخرى، فليست فقط عاجزة عن الحديث عن دورها وإنجازاتها في بغداد والمناطق المتنازع عليها، بل تحاول التملص من مسؤوليتها هناك، وتنشغل بالحديث عن إقليم كردستان وكأن هذه الحملة الانتخابية تخص برلمان كردستان وليس البرلمان العراقي!
من هذا المنطلق، سنحاول من خلال زاوية تسليط الضوء على وعود الاتحاد الوطني ومتابعتها بأسلوب علمي وتحليلي، لنبرهن بالأرقام والمعطيات الواقعية، وفي مجالات متعددة، أن الاتحاد الوطني يختلف جذريًا عن الأحزاب الأخرى، وأنه جاد فعلاً في تنفيذ الوعود التي يقطعها لجماهيره.

ترجمة: نرمين عثمان محمد

PUKMEDIA