قضينا ليلة وبدأنا يوما جديدا

الآراء 07:08 PM - 2025-10-22
 كتابة :  عماد أحمد

كتابة : عماد أحمد

 كل صباح  أنهض من النوم قبل الساعة الثامنة صباحًا، وأبدأ بقراء ة صحيفة کوردستانی نوێ 
و مجلة المرصد وبعض الصحف الأخرى، وأحتسي فنجان قهوتي، ثم أنشغل بأعمالي اليومية المعتادة.
لكن هذه المرة لم أتحرك وبقيت في فراشي ، إذ غلبني النعاس مجددًا،فذهبت في  غفوة أخرجتني من حدود الزمان والمكان!
في تلك الغفوة ، رأيت كاك آرام يرتدي سروالاً وقميصًا أبيضين، وقال لي:
"لن تكون صوت حق إذا كنت منتفعا من الباطل"
 ورأيت  خاڵەشیهاب  هادئا وقورا ، وهو يهمس في أذن جعفر عبد الواحد، قائلاً:
"أستطيع الرقص مع الإعصار، لكني لا استطيع الجدال مع إنسان متطرف"  
ثم رأيت السيدة وصفية متشحة بثيابها السوداء، وسألتني : "رجاء ماذا تعرفون عن حرية الفكر الإنساني؟ وما هو تحليله الفلسفي ؟"
فأجبتها :
"دعينا نصغي  سوية ً إلى بعض الأصدقاء الخبراء ، لنعرف ماذا يعرفون هم حول هذه المسألة!"
رأينا آزاد هورامي مبتسمًا، وقال:
"يقول ماركس: أخطر سجون الإنسان ليست تلك المشيّدةبحيطان عالية من الحجارة والحديد ، بل تلك التي تشيد  داخل ذاكرة الإنسان ذاته. لأن قيود الجسد تشاهد ويمكن كسرها أو تجاوزها الى أبعد الحدود ، لكن  قيود العقل تتجسد  في صورة يقينٍ أو إيمانٍ راسخ، ويمكنها أن تبقى للأبد!"




ثم رأينا الأستاذ مجيد غاندي بنظاراته المجهرية  وقال :
"يقول نيتشه ذوالشوارب الكثيفة : بأنه يرى الضعف فضيلة وخيرامن الثورة والمقاومة ويصور الخضوع بأنه مقدس . ومن هنا ينبع أخطر أنواع الأسر والتقيد، التي  تُقدَّم الطاعة والاستسلام كقيمةٍ أخلاقيةٍ ومبدأ إنساني!"
رأيت سلام عبد الرزاق بعيونه الناعسة ، وقال:
"قال كامو: إننا نفهم عبودية الرغبات أكثر فأكثر، لأن السلطة االمعاصرة لم تَعُد تستخدم السلاسل والأقفال والزنازين للعبودية، بل اخترعت وسائل  أشد رعبًاتجعل الإنسان  يراقب نفسه بنفسه!"
ومن بعيد رأيت عبد الرزاق فيلي مع الأستاذ محسن يقتربان، ثم قال عمو رزاق:
"لست خبيرًاجدا  في  المسائل الفلسفية، لكن سأترجم لكم مقطعا من شعر حافظ الشيرازي إلى  اللغةالكردية وقال هذه الأبيات باللغة الكردية:
أظهري محياك
أيتها القمر المتوجة بتاج الشمس
لكي أضع رأسي المتيم بعشقك تحت أقدامك 
كما وُضع شعرك المسرح 
أتنهد من قلب ينضح بالخطيئة 
 تنهدا  يشبه الللهب الذي أحرق به خطيئة آدم وحواء 
لأن الوثوق بالأيام يا (حافظ) ماهو الإخطأ وخضوع 
إذن لماذا أؤجل فرحة اليوم الى الغد"


وقال  خالي الأستاذ محسن:
"وأنا سأترجم لكم مقطعا من شعرمولانا جلال الدين الرومي إلى  اللغة الكردية وقال هذه الأبيات باللغة الكردية    :
كُن كالشمس في الحب،
وكالنهر في الصداقة والأخوة،
وكالليل في ستر العيوب،
وكالأرض في التواضع،
وكالميت في الغضب!"
ثم رأينا عاشق الإنسانية سامي هادي يتأمل السماء مرددًا  هذه الأبيات بصوتٍ عالٍ:
  مهما بلغ عشق النسور  للسماء،
فلن تسكنها!
ومهما حلّقت عاليًا،
فمصيرها أن تنزل إلى الأرض!"
وفجأة قالت وصفية:
"عماد! أليس هذا الرجل الجالس وحده عند ضفة النهر هو الذي يظهر على ورقة المئة دولار؟"
فقلت: نعم، إنه بنجامين فرانكلين، الذي قال قبل نحو ثلاثمئة عام:
"من يفضّل خبزه على حريته، لن ينال في النهاية لا خبزًا ولا حرية."
ثم أفقت من نومي مرة أخرى ، تاركًا خلفي عالم الفلسفة والشعر والجمال  وأرواح أحبتي.
وكعادة الحياة،قضينا ليلة، وبدأ نا يوما جديدا.
فهكذا هي الحياة مع كل تدفق لأشعة الشمس،
علينا أن نتحرك ، بأمل، وبثقة ،
وأن ننجز أعمالنا بلا توقف، ونسير إلى الأمام،
لأن تعاقب الليل والنهار  مستمر ولا يتوقف أبدًا!
ترجمة : نرمين عثمان محمد

PUKMEDIA

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket