رسالة بافل طالباني: الاتحاد الوطني الكردستاني صوت الأمل وبوابة التغيير

الآراء 12:21 PM - 2025-10-19
سوران داوودي

سوران داوودي

في مشهد انتخابي استثنائي، وفي أجواء حماسية غصّت بها السليمانية، وجّه الرئيس بافل جلال طالباني رسالة واضحة المعالم في مهرجان تعريف مرشحي الاتحاد الوطني الكردستاني، حملت في طياتها مزيجًا من الواقعية السياسية والعاطفة الوطنية، وأكدت أن الاتحاد لم يكن حزبًا عابرًا في تاريخ كردستان، بل مشروعًا وطنيًا متجذرًا في ضمير الشعب.
استهل الرئيس بافل حديثه بتحيةٍ لكردستان والسليمانية، مخاطبًا الجماهير بعباراتٍ مباشرة تعكس معرفته العميقة بما يعانيه الناس من تحدياتٍ ومطالب.
قال بصراحةٍ وهدوء القائد الواثق: “سأدخل في صلب الموضوع، وأنا على علم بشكاواكم.”
وأكد أن الاتحاد الوطني الكردستاني لا يرى في أحدٍ عدوًا، فالمنافسة السياسية ليست معركة كسر إرادات، بل سباق في خدمة الوطن والشعب.
وأضاف بافل طالباني بثقةٍ تليق بإرث والده مام جلال: “نحن الحزب الذي قاد الثورة، وأسقط صدام، ودمر داعش، وحرر كركوك مرتين.”
جملة تختزل تاريخًا من التضحيات والنضال، وتضع الاتحاد الوطني الكردستاني في موقعه الطبيعي كحزبٍ صنع محطاتٍ مفصلية في مسار العراق الحديث.
ذكّر الرئيس بافل الجميع بأن الاتحاد الوطني الكردستاني كان وما زال الركيزة الأساسية في صياغة الدستور العراقي، وهو الذي حافظ على توازن العلاقة بين بغداد وأربيل.
وتابع قائلاً: “من يعمل من أجل كردستان في بغداد؟ من يتواجد في طهران يوم الاثنين وفي واشنطن يوم الأربعاء؟”
بهذه الكلمات لخص الدور الإقليمي والدولي للحزب، الذي لم ينعزل عن هموم كردستان، بل حملها إلى كل العواصم من موقع المسؤولية لا من موقع المزايدة.
وأكد أن مشروع الاتحاد يبدأ من السليمانية ويمتد إلى بغداد، ليغيّر مستقبل العراق بأكمله، مضيفًا:
“نحن نحمي أمن جميع المحافظات، ولهذا فإن صوتنا له ثقل.”
في خطابه، لم يكتفِ الرئيس بافل بالشعارات، بل تحدث عن برنامجٍ واقعي يعالج مشكلات الكهرباء والخدمات والفساد.
قال: “الكهرباء ليست كافية، والخدمات ليست كافية، لكننا نملك خطة عملية لتحسينها.”
وأضاف: “أنقذنا ملف النفط، واليوم يتدفق عبر الأنابيب، والعراق والعالم على دراية به، وقد امتلأت جيوبكم بفضل شجاعة الاتحاد الوطني الكردستاني.”
بهذا الطرح، أراد بافل طالباني أن يوضح أن الاتحاد حزب الأفعال لا الأقوال، حزب السياسات الواقعية لا الوعود العاطفية.
الرسالة الرابعة: الحكومة لن تُشكَّل ما لم تكن لخدمة الشعب
وفي موقفٍ حازمٍ عبّر عن وضوح الرؤية، قال الرئيس بافل طالباني: “لم تُشكّل الحكومة بعد، ولن تتشكل ما لم نضمن أنها لن تكرر الأخطاء السابقة وأنها ستخدم المواطنين.”
بهذا التصريح، وضع الرئيس خطًا فاصلًا بين من يسعى إلى السلطة كغاية، ومن يراها وسيلةً لخدمة الناس، مؤكدًا أن الاتحاد الوطني الكردستاني لا يساوم على مصالح شعبه ولا يدخل أي حكومة إلا بضمان العدالة والخدمة العامة.
وجّه الرئيس بافل طالباني رسالةً قوية إلى مرشحي الاتحاد الوطني الكردستاني، قائلاً: “مهمتكم ليست المقاعد، بل خدمة كردستان والعراق وخدمة الجميع. لن أقبل منكم التردد أو الانشغال بأموركم الخاصة.”
ثم التفت إلى الجماهير داعيًا إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات: “اذهبوا وصوّتوا بكثافة، واجعلوا صناديق الاقتراع خضراء من أجل الاتحاد الوطني الكردستاني، من أجل مام جلال، ومن أجل كردستان والعراق.”
أكد الرئيس بافل أن الاتحاد هو الحزب الذي لم يتخلّ عن مبادئه يومًا، ولم يغادر ميادين النضال، مضيفًا: “نحن حزب الشهداء، وحزب ذوي الاحتياجات الخاصة، وحزب الوفاء لكردستان.”
كما أشار إلى أن لدى الاتحاد مشاريع واضحة لمكافحة الفساد وتوفير الخدمات في جميع المحافظات، وأنه الحزب الوحيد الذي يملك الشجاعة لمواجهة الأخطاء والعمل من أجل التغيير الحقيقي.
كلمات الرئيس بافل طالباني كانت أكثر من خطابٍ انتخابي؛ كانت نداءً وطنيًا إلى كل من يؤمن بكردستان حرة، عادلة، متقدمة.
فالاتحاد الوطني الكردستاني، كما وصفه بافل، هو اتحاد المبادئ والوفاء، حزب الدولة لا الحزب المؤقت، وحركة تمتد من إرث مام جلال إلى جيلٍ جديد يؤمن بالسلام والشراكة والتوازن.
إنها دعوة إلى كل كردي وعراقي أن يصوّت للأمل، أن يمنح صوته لمن أثبت إخلاصه في أصعب المراحل.
الاتحاد الوطني الكردستاني… اتحاد الوفاء والمستقبل.
جاء خطاب الرئيس بافل طالباني في توقيتٍ سياسي حساس، ليرسخ صورة الاتحاد الوطني الكردستاني كقوة مركزية متوازنة بين الواقعية السياسية والطموح الوطني.
رسالة بافل لم تكن موجهة فقط إلى أنصار الاتحاد، بل إلى الشارع الكردي والعراقي ككل، في محاولة لتأكيد أن الحزب لا ينافس على مقاعد، بل على مشروع وطني شامل.
الحديث عن “من يكون في طهران يوم الاثنين وفي واشنطن يوم الأربعاء” لم يكن مجرد وصفٍ لنشاطٍ دبلوماسي، بل إشارة ذكية إلى قدرة الاتحاد على التحرك في جميع الاتجاهات دون فقدان استقلاليته، وهو ما يمنحه وزناً سياسيًا مختلفًا عن بقية الأحزاب الكردية.
أما تأكيده أن “الحكومة لن تُشكَّل ما لم تخدم الناس”، فيعيد طرح الاتحاد كصوت الضمير الشعبي، ويرسم خطًا واضحًا بين من يسعى للسلطة ومن يسعى للإصلاح.
في ظلّ مشهد انتخابي محتدم، يبدو أن بافل طالباني اختار أن يخوض المعركة بخطابٍ هادئٍ وواثقٍ يستند إلى التاريخ، ويطلّ على المستقبل بثقةٍ من يعرف أن الشعب لا ينسى من وقف معه حين كان الجميع يغادرون الميدان.

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket