مطار السليمانية بين إغلاق السماء وفتحها ((قراءة في البعد الوطني لنهج الاتحاد الوطني الكوردستاني))
الآراء 11:21 AM - 2025-10-11
لم يكن إغلاق الأجواء التركية أمام مطار السليمانية حدثا عابرا في تفاصيل العلاقة بين الإقليم وأنقرة، بل حمل في طياته دلالات عميقة تتجاوز البعد الفني إلى جوهر السياسة ومسؤولية الموقف.
حتى الإغلاق ذاته كان شاهدا على نهج وطني رصين للاتحاد الوطني الكردستاني، في تعاطيه الهادئ والمسؤول مع القضية الكردية في تركيا وسوريا، وإيمانه الدائم بأن طريق الحل لا يكون بالسلاح ولا بالشعارات الانفعالية، بل عبر الحوار والمؤسسات الدستورية وتحت قبة البرلمان.
لقد ظل الاتحاد الوطني متمسكا بهذه الرؤية منذ عقود، وساهم بجهوده السياسية وعلاقاته الإقليمية في خلق بيئة تتيح فرص السلام بدلا من التصعيد.
واليوم، حين أعيد فتح المجال الجوي أمام مطار السليمانية، فإن هذه الخطوة لم تأت من فراغ، بل كانت ثمرة لمساع دؤوبة قادتها رئاسة الاتحاد الوطني وقيادته التي تعاملت مع الملف بعقلانية ومسؤولية وطنية عالية، بعيدا عن الشعارات والمزايدات.
خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أربيل في وقت سابق، لم يبد قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني – من رئيس الحزب إلى رئيس الإقليم والحكومة – أي اهتمام جاد بمسألة مطار السليمانية، باستثناء السيد قوباد طالباني الذي طرحها بشجاعة ووضوح.
كما أن الجهود الأخيرة التي بذلت من قبل رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني في لقائه مع أردوغان جاءت تتويجا لأرضية سياسية سبق أن أرساها الرئيس بافل جلال طالباني عبر نهجه الداعم لمسار السلام في تركيا، ومواقفه التي فتحت أبواب الثقة من جديد.
ولا يمكن إغفال أن قرار رئيس مجلس الوزراء العراقي بتغيير اسم المطار إلى مطار جلال طالباني الدولي قد أضفى فخرا جديدا على هذا الصرح الخدمي المهم، ووسم مدينة السليمانية بلقبها الأجمل: عاصمة التوازن الوطني والعقلانية السياسية. فالمطار اليوم لم يعد مجرد منفذ جوي، بل رمزا للمكانة التي تحتلها السليمانية في الوجدان العراقي، ودليلا على أن إرث مام جلال لا يزال حاضرا في مؤسسات الدولة ومشاريعها الكبرى.
ورغم أن بعض الأصوات المتشددة داخل الحزب الديمقراطي لم تخف انزعاجها من هذا التطور الإيجابي، انطلاقا من حسابات تنافسية ضيقة ورغبة في إبقاء الحصار السياسي على المطار، فإن واقع الأمور يؤكد أن النهج الوطني الهادئ ينتصر دائما، وأن المصلحة العامة تعلو فوق كل الاعتبارات الحزبية.
التأكيدات الأخيرة بقرب فتح الأجواء أمام مطار السليمانية هو في جوهره انتصار للنهج الوطني المسؤول الذي اختطه الاتحاد الوطني الكردستاني، القائم على الحوار والاحترام المتبادل، والإيمان بأن العلاقات الإقليمية المتوازنة لا تبنى بالمزايدات ولا بالتبعية، بل برؤية وطنية تضع مصلحة كردستان والعراق فوق كل اعتبار.
وبين إغلاق السماء وفتحها، يثبت الاتحاد الوطني مرة أخرى أنه حزب الدولة لا حزب الأزمة، وأن قيادته – بوعي الرئيس بافل جلال طالباني – استطاعت أن تحول الخلافات الإقليمية إلى فرص تفاهم، وتحول التحديات إلى إنجازات.
بهذا النهج الواقعي والمسؤول، يواصل الاتحاد الوطني أداء رسالته التاريخية: ترسيخ السلام، وصون كرامة كردستان، وتعزيز حضورها الوطني والدولي بثقة وشموخ.
وهذا ما يحتاجه المواطن الكردستاني وينبغي أن ينعكس على ثقته برصانة هذا الحزب العريق.
PUKMEDIA
المزيد من الأخبار
-
قوباد طالباني: تشكيل حكومة في بغداد تلبي طموحات جميع المكونات
07:01 PM - 2025-11-19 -
بلدية السليمانية تطلق حملة غرس 1000 شجرة لزيادة المساحات الخضراء
03:38 PM - 2025-11-19 -
السياسة الاقتصادية للولايات المتحدة تتلاعب باسعار الذهب
12:31 PM - 2025-11-19 -
السليمانية تحتضن مهرجان كلاويز الثقافي بدورته الـ28
11:07 AM - 2025-11-19
الأكثر قراءة
-
قوباد طالباني: نأمل ان تسفر عملية السلام في تركيا عن نتائج مرضية للجميع
کوردستان 07:55 PM - 2025-11-19 -
بلدية السليمانية تطلق حملة غرس 1000 شجرة لزيادة المساحات الخضراء
کوردستان 03:38 PM - 2025-11-19 -
قوباد طالباني: تشكيل حكومة في بغداد تلبي طموحات جميع المكونات
کوردستان 07:01 PM - 2025-11-19 -
برنامح عمل الدورة الـ 28 لمهرجان كلاويز الدولي في السليمانية
کوردستان 04:44 PM - 2025-11-19 -
وزارة المالية تعلن تحويل ايرادات شهر أيلول الى الحكومة الاتحادية
کوردستان 10:31 AM - 2025-11-19 -
المفوضية: عدد الطعون بنتائج الانتخابات وصل إلى 80 طعناً
العراق 01:12 PM - 2025-11-19 -
وزير العدل يطلق خدمة المواجهة الإلكترونية للنزلاء في سجن الكرخ المركزي
العراق 02:19 PM - 2025-11-19 -
السليمانية تحتضن مهرجان كلاويز الثقافي بدورته الـ28
کوردستان 11:07 AM - 2025-11-19



تطبيق

