“الإنسان أولًا… الاتحاد الوطني الكوردستاني يعيد للسياسة روحها الإنسانية"
الآراء 07:41 PM - 2025-10-10
في زحمة الشعارات الانتخابية، وبين ضجيج الوعود التي تملأ الساحات والمنابر، تتراجع أحياناً القيم التي تشكّل جوهر السياسة النبيلة ألا وهي الانسانية. تلك القيمة التي لا تُكتب في البرامج الانتخابية فقط، بل تُترجم في المواقف والممارسات والقرارات. فحين تصبح السياسة طريقاً لخدمة الإنسان، لا وسيلةً للسلطة، يتحول الاقتراع من مجرّد رقم في صندوقٍ إلى شهادةٍ للضمير الحيّ.
من هذا المنطلق، يبرز البرنامج الانتخابي للاتحاد الوطني الكوردستاني بوصفه نموذجا لرؤيةٍ إنسانية شاملة في العمل السياسي. إذ لم يكن الخطاب الصادر عن الرئيس بافل جلال طالباني مجرد حديثٍ عن التنمية والحقوق، بل كان دعوةً إلى إحياء روح المسؤولية الأخلاقية تجاه الإنسان قبل أي شيء آخر.
فقد أكّد الرئيس بافل، في أكثر من خطاب، أن قوة الاتحاد الوطني في بغداد تعني ازدهار كوردستان، ليس بمعناها الحزبي أو الجغرافي فحسب، بل بمعناها الإنساني الأعمق أن تكون قوة الحزب في خدمة الناس لا في تسلّطهم. وأن تكون مشاركته في الحكم وسيلةً لحماية الكرامة لا لتقاسم النفوذ.
إن هذه الرؤية تنبع من مدرسة مام جلال طالباني، الذي آمن أن السياسة بدون إنسانية تتحوّل إلى صراعٍ أعمى على السلطة. واليوم يواصل الاتحاد الوطني هذا الإرث عبر خطابٍ واقعيٍّ يوازن بين متطلبات الدولة واحتياجات المواطن، بين الإصلاح الإداري والتنمية الاجتماعية، وبين كرامة الإنسان واستقرار الوطن.
وفي زمنٍ فقد فيه الكثيرون بوصلة المبادئ، يذكّرنا هذا الخطاب بأن السياسة يمكن أن تكون أخلاقا حين يكون الإنسان في مركزها.
إنّ ما يميّز خطاب الاتحاد الوطني الكوردستاني في هذه المرحلة، هو أنّه لم يَعُد يتحدث عن وعودٍ كبيرة بقدر ما يدعو إلى إعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة، تلك الثقة التي لا تُستعاد إلا عبر الصدق والشفافية والوفاء بالعهد. وهي القيم ذاتها التي تشكّل جوهر الإنسانية في الحكم. فالمواطنة كما تراها هذه الرؤية، ليست انتماءً قانونيا فحسب، بل علاقة وجدانية بين الإنسان ووطنه تُبنى على احترام الحقوق وصون الكرامة وتكافؤ الفرص.
وفي هذا السياق، يمكن القول إن الإنسانية ليست شعارا انتخابيا في برنامج الاتحاد الوطني بل هي فلسفة عمل. فهي التي تقود مواقفه في الدفاع عن العدالة الاجتماعية، وفي حماية الفئات المهمّشة، وفي تمكين الشباب والنساء، وفي بناء مؤسساتٍ تُدار بروح الخدمة لا بروح السيطرة.
إنها دعوة إلى أن تكون الدولة بيتا للناس جميعا، لا ساحةً لتنازع القوى.
وحين يتوجّه الناخب إلى صناديق الاقتراع، عليه ان لا يختار أسماءً فقط، بل يختار القيم التي يريد أن تحكم حياته. وفي هذا الامتحان الأخلاقي، يصبح التصويت لخطابٍ إنسانيٍّ مسؤول، كالذي يقدّمه الاتحاد الوطني، موقفا وطنيا وإنسانيا في آنٍ واحد.
فمن يصوّت للإنسانية، يصوّت لمستقبلٍ أكثر عدلاً، ولمجتمعٍ يرى في الإنسان أغلى ثروةٍ وأسمى غاية.
وهكذا، حين تنتصر الإنسانية في صناديق الانتخابات، تنتصر الأوطان قبل المرشحين، وتربح الشعوب قبل الأحزاب. لأن السياسة التي تبدأ من الإنسان، لا تنتهي إلا بخدمته.
PUKMEDIA
المزيد من الأخبار
-
قوباد طالباني: تشكيل حكومة في بغداد تلبي طموحات جميع المكونات
07:01 PM - 2025-11-19 -
بلدية السليمانية تطلق حملة غرس 1000 شجرة لزيادة المساحات الخضراء
03:38 PM - 2025-11-19 -
السياسة الاقتصادية للولايات المتحدة تتلاعب باسعار الذهب
12:31 PM - 2025-11-19 -
السليمانية تحتضن مهرجان كلاويز الثقافي بدورته الـ28
11:07 AM - 2025-11-19
الأكثر قراءة
-
قوباد طالباني: نأمل ان تسفر عملية السلام في تركيا عن نتائج مرضية للجميع
کوردستان 07:55 PM - 2025-11-19 -
بلدية السليمانية تطلق حملة غرس 1000 شجرة لزيادة المساحات الخضراء
کوردستان 03:38 PM - 2025-11-19 -
قوباد طالباني: تشكيل حكومة في بغداد تلبي طموحات جميع المكونات
کوردستان 07:01 PM - 2025-11-19 -
برنامح عمل الدورة الـ 28 لمهرجان كلاويز الدولي في السليمانية
کوردستان 04:44 PM - 2025-11-19 -
وزارة المالية تعلن تحويل ايرادات شهر أيلول الى الحكومة الاتحادية
کوردستان 10:31 AM - 2025-11-19 -
المفوضية: عدد الطعون بنتائج الانتخابات وصل إلى 80 طعناً
العراق 01:12 PM - 2025-11-19 -
وزير العدل يطلق خدمة المواجهة الإلكترونية للنزلاء في سجن الكرخ المركزي
العراق 02:19 PM - 2025-11-19 -
السليمانية تحتضن مهرجان كلاويز الثقافي بدورته الـ28
کوردستان 11:07 AM - 2025-11-19



تطبيق

