كركوك تتوشح ردائها الاخضر من جديد

الآراء 01:53 PM - 2025-10-10
عباس صحبت عزيز

عباس صحبت عزيز

خلية نحل تعمل ليل نهار دون كلل او ملل، ربطت الليل بالنهار لتقديم الخدمات للمواطنين في المحافظة، التي توشحت الرداء الاخضر من جديد، بعد ان عانت لغاية سنة خلت من نقص في الخدمات وتراكم النفايات وتردي الواقع الخدمي وهي تعد من اغنى محافظات البلاد.
ريبوار طه محافظ المدينة الذي اشتكى منذ توليه منصب المحافظ من عدم وجود ميزانية للمحافظة، وانه استلم المنصب وخزائن المحافظة خاوية من اية اموال، تراه ما ان ينهي مشروعا هنا حتى يفتتح اخرا هناك، من بناء لجسور وانشاء طرق وتبليط الشوارع وتنظيف المدينة من النفايات، اذا انك قد لاتجده في مبنى المحافظة بقدر تواجده في الازقة والقرى والارياف تلتف حوله الجماهير وهو يوجه المقاولين والعمال ويتابع كل صغيرة وكبيرة من اداء الجيوش التي وظفها لاعادة اعمار المدينة.
بدأً بتعبيد الازقة والشوارع والى مختلف المشاريع من انشاء طرق حديثة وجسور وتشجير وانارة المدينة، وفي جولاته اليومية تلك لايفوته ان يلتقي بسكان المحافظة حتى بالاطفال ليستمع الى مطالبهم ويترك بسمة جميلة على شفاههم، وهم يدركون رغم صغر سنهم مدى تعلقهم وذويهم بهذه الشخصية التي منحت لمنصب المحافظ بعدا اخر، وبات الكل يراه سندا وعونا واخا وصديقا وخادم لكل مكونات المدينة دون تمييز.
وهنا اذا نعود بالزمن الى الوراء فان المتابع لما يحصل الان في كركوك من نقلة نوعية في مختلف المجالات وتطور عمراني منقطع النظير، يطرح تساؤل ملح نفسه وهو لماذا مُنِعَ الاتحاد الوطني الكوردستاني من الحصول على منصب المحافظ كل تلك السنوات، وفضلت بعض الاحزاب الكوردية، ان يدار هذا المنصب بالوكالة على ان يذهب الى الاتحاد الوطني، وان يدفع ابناء كركوك ضريبة فساد وتربح راكان الذي منع من المشاركة في الانتخابات المقبلة على خلفية تورطه بقضايا فساد وتبديد اموال المحافظة دون وجه حق، هنا يحق لابناء المحافظة بعيدا عن الانتماءات الحزبية والمذهبية والقبلية، ان يتساءلو عن الاسباب التي دفعت ببعض الاحزاب الى تفضيل مصالحها الحزبية الضيقة على المصالح العليا لهم، وهل يستحق مقدا هنا او هناك، ان يتم المقامرة بمصريهم ومستقبل الاجيال المقبلة من اهدار لكل هذا الجهد والوقت والاموال لمنع مرشح الاتحاد الوطني من تولي هذا المنصب.
من يتابع بضمير حي ووجدان صاح للحشد الهائل الذي وظفه الاتحاد الوطني للم جراح المواطنين في كركوك يدرك دون اي شك بان ما يحصل في كركوك من معالجة لكل ما تم هدمه على يد الادارة السابقة، هو واجب وطني وعمل انساني، وهو مسؤولية كل مواطن شريف يدرك اهمية ترسيخ مبدأ التعايش المشترك والتسامح والتاخي والاُلفة بين مختلف المكونات، التي كانت تعاني لغاية الامس القريب من تبعات الصراعات السياسية والقومية والمذهبية.
ولا ينتهي المشهد هنا بل ان شواهد حية يومية تعكس لنا بعدا اخرا من مسؤولية الاتحاد الوطني تجاه كركوك، وهنا يبرز شخص لايعرف معنى الانهاك والتعب يتجول بنحو يومي بين مختلف المناطق ويجد في الاستماع الى مشاكل المواطنين ووضع حلول لها سعادة لا تدنوها سعادة، متجردا من انتمائه وبعده الحزبي، الا وهو السيد اسو مامند عضو المكتب السياسي مسؤول محور كركوك في الاتحاد الوطني الكوردستاني، اذا انه بات حديث لكل ابناء المدينة وحتى الاحزاب المعارضة بات عاجزة عن مجاراته، اذ انك تجده تارة بين العمال والكسبة وتارة اخرى بين الطلبة واخرى منهمك في زيارات لمنازل المتعفيين ومن هم بحاجة الى علاج او دواء او عملية، قائلاً انتهم لستم بحاجة الى زيارة المراكز الحزبية لقضاء حاجاتكم بل نحن من سنقوم بزيارتكم ونستمع غير متفضلين لتلبية احتياجاتكم ايا كانت.
ولايفوتنا هنا الى ان نشير الى ما تفضل به رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني في احدث كلمة له من ان ما يحصل في كركوك الان هو الواجب الذي ينبغي على كافة الاحزاب والقوى الوطنية ان تقوم به تجاه هذه المدينة، "ونحن لانفعل ذلك بهدف المنافسة السياسية او تحقيق مكسب انتخابي، انما هو اقتداء بالسياسة الحكيمة التي رسخها الرئيس مام جلال ونحن سائرون على هذا النهج، الذي وضعناه نصب اعيننا كخارطة طريق ومفتاح لدخول القلوب قبل العقول".         
لذا اصبح لزاما على كل ذي ضمير حي يشاهد ما يحصل في كركوك الان، ان يُحكم عقلة ووجدانه، وان يحكم بعيدا عن الانتماءات الاخرى، من الاجدر بادارة المحافظة ومن القادر على تنفيذ تطلعات ابنائها، ومن الذي يفي بوعوده ومن يخالفها، وان غدا لناظره قريب.

PUKMEDIA

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket