لقد بدأنا بقوة

الآراء 03:09 PM - 2025-10-09
لطيف نيرويي

لطيف نيرويي

الرئيس بافل جلا طالباني، في إطار عرض رؤية الاتحاد الوطني الكوردستاني وموقفه الرسمي بشأن أوضاع إقليم كوردستان والعراق، والتحولات والتطورات السياسية الأخيرة، وكذلك الإعلان الرسمي عن انطلاق حملة الاتحاد الوطني للانتخابات البرلمانية العراقية، وجّه رسالة هادئة ورصينة وعميقة المعنى إلى الناخبين والرأي العام في كردستان والعراق.
لقد جاءت مبادرة الرئيس بافل جلال طالباني في إعلان هذه الرسالة قبل جميع الأحزاب والكيانات السياسية الأخرى خطوةً متقدمة تتسم بالوعي والرؤية البعيدة، إذ لم يكن أي طرف آخر من قوى السلطة أو المعارضة قد أوضح بعد طبيعة رسالته الانتخابية.
كانت رسالةً متزنة ومسؤولة وشفافة، واضحة الهدف والرؤية، نبّهت جميع الأطراف إلى استراتيجية الاتحاد الوطني الكردستاني وموقفه الثابت.
جاء مضمون الرسالة قوياً وصادقاً، عكس رؤية الاتحاد الوطني بوضوح، وسعى إلى ترسيخ الاستقرار والهدوء.
قدّم الرئيس رسالته بأسلوب حديث ومعبّر بثقة، مستخدماً لغة منطقية ومباشرة طرح من خلالها عدداً من المسائل والقضايا الجوهرية المتعلقة بالواقع السياسي في كوردستان والعراق. وقد تناول في محتواها جذور الأزمات التي مرّ بها الإقليم والعراق، وسبل معالجتها لتجنّب المخاطر المقبلة.
من خلال الرسالة، أوضح الرئيس للناخبين أهمية التصويت للاتحاد الوطني الكوردستاني، مبيّناً الفوارق بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والأحزاب الأخرى في بغداد، حيث أكّد أن الاتحاد الوطني أقلّ انشغالاً بالانتقادات وأكثر تركيزاً على دوره ومكانته الفاعلة في العاصمة، ودعا إلى منحه الثقة مجدداً لأنه يمثل قوةً ثابتةً وذات مصداقية في بغداد، ولديه سياسة متّزنة تهدف إلى معالجة القضايا استناداً إلى مواد الدستور العراقي ومبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية.
كما أشار إلى أن قوة الاتحاد الوطني في بغداد هي عامل رئيسي في حلّ المشكلات بين الإقليم والحكومة الاتحادية، مما ينعكس إيجاباً على استقرار الإقليم، وتحسين أوضاع الموظفين والمواطنين وقوات البيشمركة وسائر الأجهزة.
وعلى العكس، حذّر من التصويت للأطراف التي تكتفي بالشعارات الإعلامية ولا تمتلك أي دور فعلي أو حضور مؤثر في بغداد، إذ إن تلك القوى ستعمّق الأزمات وتفتقر إلى إرادة الحلّ. لذا، دعا إلى دعم الأطراف القادرة على تمثيل الشعب الكردي بقوة والدفاع عن حقوق جميع المكونات في كوردستان والعراق دون تمييز.
لم تركّز الرسالة على الانتقاد، بل على إبراز رؤية الاتحاد الوطني ودوره في بغداد، موجهة خطاباً مباشراً إلى الناخبين في الإقليم قائلة:”شعارنا نحن قوتك في بغداد” محللا قوة الاتحاد الوطني ، ومن أين أتى مصدر هذه القوة.
وأكدت الرسالة أن التجارب السابقة أثبتت أنه لولا وجود الاتحاد الوطني الكردستاني في بغداد لكانت الخلافات بين الإقليم والمركز وصلت إلى طريقٍ مسدود، ولما حُلّت أزمة رواتب موظفي الإقليم، ولكانت العلاقات بين الجانبين أكثر توتراً. هذه حقائق تبرهن أن الاتحاد الوطني الكردستان يمثل ثقلاً حقيقياً في بغداد، ولهذا من المهم منحه الثقة مجددا.
الرئيس بافل لم ينشغل في رسالته بالهجوم على الآخرين، بل ركّز على السياسات والرؤية الخاصة بحزبه، مستشهداً بتجربة كركوك التي شكّلت نموذجاً ناجحاً حين منحت الجماهير ثقتها للاتحاد الوطني الكوردستاني، فاستطاع أن يؤسس إدارة خدمية مستقرة أعادت روح التعايش والازدهار إلى المدينة. واليوم، تعيش كركوك مرحلةً من الأمن والاستقرار بفضل تلك الإدارة.
ولهذا دعا إلى منح الاتحاد الوطني الكردستاني مزيداً من الثقة في الانتخابات الحالية كي يعمم تجربة كركوك على بقية المناطق.
أما في ختام الرسالة، فقد تطرّق إلى التطورات السياسية والتحولات الأخيرة في المنطقة، مؤكدًا أن على جميع القوى إدراك خطورة التحديات الراهنة، وأن الطريق الوحيد لتجاوزها هو التعاون والتفاهم بين الإقليم وبغداد، لأن إقليماً قوياً لا يمكن أن يستمر بدون عراق مستقر، كما أن عراقاً قوياً لا يمكن أن ينهض بدون إقليمٍ مستقر.
لذلك، شدّد على ضرورة التزام جميع الأطراف بالدستور العراقي كأساسٍ لمعالجة المشكلات، لأن في ذلك ضماناً للاستقرار السياسي والاجتماعي لكردستان والعراق معاً. وأكّد أن الاتحاد الوطني، الذي كان دائماً في مقدمة المبادرات الوطنية، قادرٌ على لعب الدور المحوري في توحيد الصفوف بين مختلف القوى والمكونات العراقية.
وختم بالقول إن قوة الاتحاد الوطني في بغداد تعني قوة الكرد وكردستان، داعياً الجميع إلى التصويت لقائمة 2..2..2 (222) وجعلها قائمة النصر والاستقرار.

ترجمة: نرمين عثمان محمد
PUKMEDIA

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket