الرئيس مام جلال.. مهندسا للسلام وتركيب الأفكار التقدمية

الآراء 02:51 PM - 2025-10-04
وليد حميد خليل

وليد حميد خليل

مرت علينا الذكرى السنوية الثامنة لرحيل القائد العظيم الكاتب والسياسي والدبلوماسي والبيشمركة الوطني الذي ضحى بالكثير من اجل الكورد وكوردستان و العراق و الانسانية جمعاء، خلال اكثر من ستة عقود من النضال و الكفاح.
الرئيس مام جلال كان مهندسا حقيقيا لترسيخ السلام وايجاد الحلول في كافة اجزاء كوردستان والساحة العراقية والاقليمية.
السمات الوطنية والانسانية للرئيس جلال طالباني الكوردي والانساني هي خصائص مميزة نوعية لا مثيل لها جعلت منه أن يصبح قائدا طليعيا على مستوى  الساحات الكوردستانية و الشرق الاوسطية حيث استخدم حنكته السياسية ومبادئه الديمقراطية على مساعدة وتوجيه فريق عمله قبل وبعد تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني في 1 حزيران العام 1975 في أصعب الظروف من اجل خدمة كافة المكونات في كوردستان والعراق على أسس استراتيجية وطنية وأممية تستمد جذورها من سياسة باقة الورد وقاموس الانسانية.
الرئيس مام جلال عندما كان عضوا في مجلس الحكم الانتقالي العراقي الذي تأسس بعد الإطاحة بنظام حزب البعث  في عام 2003، وعندما كان رئيسا لجمهورية العراق بعدعام 2005 أيضا، لعب دورا فعالا في تقريب الاراء المتضاربة و المتناقضة المكونات والقوى السياسية العراقية، الى درجة سماه سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني بـ(صمام أمان العراق).
أما كوردستانيا فكان الرئيس مام جلال مناصرا لحقوق الكورد والديموقراطية في العراق أكثر من 60 عامًا حيث كان لا يهاب من  اتخاذ القرارات في اصعب الظروف بغية حل التناقضات بين الاطراف الكردستانية و لعب دور الوسيط بشكل فعال بين الرئيس التركي الراحل تورغوت اوزال و رئيس حزب العمال الكوردستاني عبد الله اوجلان لايقاف الحرب الدائرة بين الجانبين الكردي و التركي وحل القضايا عن طريق الحوارات السلمية ورغم ظهور صعوبات جمة سابقا  تبرعمت ثمارها في المرحلة الراهنة ثانية حيث تستمر المفاوضات بين الجانب الكردي والجانب التركي لايجاد الحلول للقضايا المستعصية بينهما.
وعلى صعيد ساحة غربي كوردستان لعب الاتحاد الوطني الكوردستاني في عهد الرئيس الراحل جلال طالباني دورا فعالا في تقريب وجهات النظر والافكار بين احزاب غربي كوردستان و دعمهم ماديا ومعنويا، و مازال دعم الاتحاد الوطني مستمرا لغربي كوردستان حتى يومنا الراهن تحت قيادة الرئيس بافل جلال طالباني.
أما على الصعيد الدولي، فقد كان الرئيس مام جلال نائبا لرئيس منظمة الاشتراكية الدولية، تلك المنظمة العالمية التي تجمع الأحزاب السياسية الاشتراكية والديمقراطية الاجتماعية والعمالية من مختلف بلدان العالم فمن خلال مشاركته في هذه المنظمة، سعى الرئيس مام جلال دوما لتعزيز المبادئ الاشتراكية والديمقراطية في العراق واقليم كوردستان والمنطقة ودعم الحركات التقدمية على المستوى الدولي.
للاسف.. كان رحيل الرئيس مام جلال في 3 تشرين الاول العام 2017 خسارةً كبيرةً بالنسبة للكورد وكوردستان والانسانية كافة، لانه كان بمثابة شفرة لفك كافة العقد و حل اغلب النزاعات بين الاطراف الكوردستانية والعراقية ايضا.
و أخيرا بمناسبة الذكرى الثامنة لرحيل الرئيس مام جلال في قاموس الكوردايتي و الانسانية، أتقدم بأحر التعازي لعائلة مام جلال ورئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، السيد بافل جلال طالباني و الشعب الكوردستاني والانسانية.

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket