ذلك الحلم الذي سيدفن تحت التراب!

الآراء 01:24 PM - 2025-09-23
شوان كريم كابان

شوان كريم كابان

حين تأسس الاتحاد الوطني الكردستاني على يد الرئيس مام جلال ورفاقه، كان ذلك الزمن الذي قال فيه الشاعر الكبير الراحل  شێرکۆ بێکەس:
هناك، عند  عزاء النهر والجبل،
يقام مهرجان الموت والجوع 
الوقت كالجراد 
يلتهم عيون الحقل والأضواء 
هذا هو كردستاني،
مركبٌ تائه،
يسير مترنّحًا، ضائعًا نحو  الدوّامة.
وبعد عام واحد، حين أرسل الإتحاد الوطني الكردستاني البيشمركة إلى الجبل، وأصبح كردستان مرة أخرى فرحًا بالبيشمركة، حينها  قال شێرکۆ بێکەس ثانية:
تقول الهمسة في هذا الفضاء،
يمكن أن يُجَن بعض النسور،
العائدون الى الجبل ،
هذه االنسور،
بألوانها، وأجنحتها، ومناقيرها،
لاتشبه غيرها من النسور،
فهي كالأساطير،
تظهر وتختفي،
تختفي وتظهر من جديد.
منذ ذلك الحين، ظلّ الاتحاد الوطني هدفًا دائمًا لمؤامرات الأعداء الخارجيين والداخليين، ساعين إلى إقصاءَهُ.
بدءاً بكارثة هَكاري، مرورًا بانشقاقات أواخر الثمانينيات، حتى الحرب الداخلية في الجبال، ثم تأسيس تيارات وأحزاب أخرى داخل الاتحاد، وصولاً إلى الانقسامات ومحاولات الإقصاء أواخر الثمانينيات، وبعد الانتفاضة واجه الاتحادالوطني الكردستاني تحديات ومشاكل كثيرة، من تداعيات الحرب الداخلية بكل ويلاتها، إلى ثلاث انشقاقات كبرى أثرت على حضوره السياسي في كردستان والعراق، ثم الرحيل المفاجئ للرئيس مام جلال الذي كان خسارة كبرى للاتحاد وللشعب الكردي وكردستان، فضلاً عن مخططات الانقلابات ومحاولات الاستحواذ على مواقع السلطة داخل الاتحاد.
إلى جانب كل ذلك، يؤسف أن هناك من يحملون الحقد في قلوبهم، ويواصلون إطلاق التصريحات والظهور الإعلامي، مردّدين أقاويل غريبة ومغرضة ضد الاتحاد الوطني، حالُهم حال أعداء الاتحاد وخصومه، يظنون ويتمنّون أن ينكسر الاتحاد الوطني الكردستاني وينهار. متناسيين قول الشاعر الكبير شێرکۆ بێکەس:
"يقولون: هذه  النسور قد  تبعد أعشاشها في ليالي السيول والثلوج، لكنها لا تموت إلا  فوق القمم، لاتنمو أجنحة صغارها الإ في وسط الزوبعات، وهي صديقة لكل نبتة صغيرة، يقولون: إن هذه االنسور الحمراء إن هبطت إلى قرية، فإن  الطيور الفقيرة وحدها هي التي لم تستطيع أن تلتقط لغتها وحركاتها. إن هذه النسور عجيبة جداً ، هذه النسور أساطير، ترفرف في العاصفة وتستمر في الطيران."
أولئك الذين يقضون الليل والنهار في معاداة الاتحاد الوطني الكردستاني، ويحلمون بسقوطه، عليهم أن يوقنوا بأن ذلك الحلم سينتهي تحت التراب.

ترجمة وتحرير: نرمين عثمان محمد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket