الاتحاد الوطني وتقدّم الديمقراطية في إقليم كردستان

الآراء 01:14 PM - 2025-09-23
هاوژین شکر

هاوژین شکر

الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي تأسس سنة 1975، يُعَدّ من أبرز القوى السياسية في إقليم كردستان. فقد نشأ الحزب أساسًا بهدف حماية حقوق الكرد وبناء نظام ديمقراطي، وتطور في ظل مسيرة الثورة والنضال الكردي.
تأسس الاتحاد الوطني على مبدأ المساواة الاجتماعية، الأمر الذي جعله يولي أهمية دائمة لإقامة نظام سياسي شامل يجمع مختلف مكوّنات المجتمع الكردي. ومنذ تأسيسه، خاض الحزب نضالاً من أجل الحريات السياسية وحقوق الإنسان، وقد تُوّج ذلك بالمشاركة في الثورات الكردية وتأسيس برلمان ديمقراطي سنة 1992.
كان برلمان كردستان الحالي أول خطوة أساسية نحو الديمقراطية في الإقليم، وقد تشكّل بجهود الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني وعدد من الأحزاب الأخرى، حيث حظي بالإعتراف كونه ثمرة انتخابات حرة ونزيهة.
ولعب الاتحاد الوطني دورًا مهمًا في تأسيس حكومة إقليم كردستان التي ظهرت عام 1992 ككيان إداري مستقل. كما ساهم في وضع التشريعات الأساسية لحماية حقوق المواطنين، مثل قانون حرية التعبير وحقوق المرأة.
وقد سعى الاتحاد إلى توحيد قوات البيشمركة وتأسيس قوة عسكرية وطنية تحت سلطة الحكومة، وهو ما عُدّ جزءًا من جهوده لبناء مؤسسات دولة قوية. كما نجح خلال الانتخابات في كسب تأييد واسع من الجماهير بفضل ثقة الناس بمبادئه الديمقراطية ونضاله المستمر.
ومع ذلك، ورغم النجاحات التي حققها في مراحل متعددة، واجه الحزب تحديات كبيرة، أبرزها الخلافات الداخلية التي أثّرت سلبًا في مسار الديمقراطية وأضعفت ثقة الناس بالمؤسسات السياسية. كذلك مثّلت قضايا الفساد وغياب الشفافية في بعض الفترات تهديدًا للمسار الديمقراطي. ومع ذلك، فقد سعى الاتحاد مؤخرًا إلى معالجة هذه القضايا من خلال الحوار وتوحيد الجهود مع بقية الأحزاب.
مقترحات لتعزيز الديمقراطية:
1. توحيد القوى السياسية: يمكن للاتحاد أن يوسع الحوار مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وبقية الأحزاب لتقليل الخلافات وتعزيز الثقة المتبادلة.
2. تعزيز الشفافية: ينبغي أن يواصل الاتحاد جهوده في ترسيخ الشفافية في مؤسسات الحكومة، ولا سيما في الإعلان عن الإيرادات وطرق إنفاقها.
3. توسيع الفرص أمام الشباب: على الاتحاد أن يمنح الشباب مساحة أكبر عبر إشراكهم في العملية السياسية وفتح الطريق أمامهم لتولي مواقع قيادية.
4. دعم الحريات: يجب أن يظل الحزب ثابتًا على مبدأ حماية حرية التعبير والإعلام، باعتبارهما ركيزة أساسية للديمقراطية.
وعلى الرغم من العقبات مثل الخلافات الداخلية وقضايا الفساد، فقد تمكن الاتحاد الوطني الكردستاني، بصفته قوة رئيسية في الإقليم، من لعب دور بارز في بناء أسس الديمقراطية، بدءًا من تأسيس البرلمان وصولاً  إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات. وإذا التزم بتنفيذ المقترحات المذكورة وظل متمسكًا بمبادئه، فسيتمكن من دفع إقليم كردستان نحو ديمقراطية أكثر رسوخًا.

ترجمة وتحرير: نرمين عثمان محمد 

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket