يوم الشهيد.. الايثار في مسيرة الاتحاد و ثورته المتجددة

ستران عبدالله *

نستذكر في خضم الحملة الانتخابية لانتخابات مجالس المحافظات في العراق، يوما مجيدا في تأريخ الامة الكردية هو يوم الشهيد الاتحادي، وم شهداء الثورة الكردستانية الجديدة بقيادة الاتحاد الوطني الكردستاني.
يوم الحادي والعشرين من تشرين الثاني من كل عام هو يوم تجديد الوفاء الرفاقي والعهد الوطني لذكرى شهداء الحركة التحررية الكردستانية متمثلا بالمسيرة الاستشهادية لبيشمركة وفصائل الاتحاد عبر مارثون  نضالي يمتد عبر ما يقارب خمسة عقود في جبال كردستان وفي مواقع النشاط التنظيمي على مستوى العراق كله.
حدد هذا اليوم تحية لذكرى  استشهاد ثلاثي الصمود والتضحية ممثلا  بالشهداء الرواد من قادة عصبة شغيلة كردستان ، الفصيل الاقوى و الابهى داخل صفوف الاتحاد  الوطني الكردستاني . حيث صعد هؤلاء الابطال على اعواد المشانق  وهم يرددون هتافات المقاومة والتحدي النضالي بعبارات (كەم بژی و کەڵ بژی) التي دخلت تاريخ أدب مقاومة السجون بما معناه في تراث الادب العربي : (عش عزيزا او مت وانت كريم ). مدشنا بذلك انعطافة  نوعية  في اساليب  النضال الثوري المتجدد التي عرف وتميز بها الاتحاد. حزب الشهداء  بحق. ونحن حزب الشهداء بمعنى الاستعداد  النضالي للاستشهاد والتضحية حينما يتطلب الامر ذلك دون ان يعني تمسكنا بهذا الخيار التشبث بالروح الانتحارية و النزعة البكائية و فقدان الرغبة في الحياة وصنع المستقبل.
وفي تقويم الثورة الجديدة أيام ومحطات اخرى ايضا في مضمار الاستشهاد والتضحية فلا نجد  يوما من هذا التاريخ الثري  دون ان يكون مخضبا  بدماء الشهداء ، و ليس هناك  من قصبة او مدينة في الخارطة الكردستانية دون موقع او فصل  لموقعة وواقعة كربلاء للتباري الجهادي بين مناضلي الاتحاد الوطني الكردستاني وبين جيش الفاشية البعثية دون ان يكون مدغما بشهادة حمراء من فدائيي الحرية وأبطال الانصار المتسلحين بأفكار مدرسة مام جلال الرحبة والغنية لجهة النضال من اجل العدالة الاجتماعية والديمقراطية لكردستان كما للعراق المستقبلي بعد اسقاط الشوفينية البعثية. وقد تكلل هذا النضال المبارك بدحر النظام الدكتاتوري تحقيقا لارادة الثوار وعهد الشهداء لشعبهم الكردستاني و العراقي.
وفي متن هذه  الموسوعة النضالية الثورية صولات وجولات  لشهداء من كل صنف مزهر ومن كل لون زاه . شهداء في خنادق تسطير ملاحم الانصار، شهداء في الحراك التنظيمي ايام النضال السري  وايام التظاهرات الجماهيرية المخترقة  لجدار الصمت والترهيب الدكتاتوري الجاثم على صدور الشعب. شهداء من البيشمركة المحترفين في جبال كردستان من قادة وآمري الفصائل في المواقع المتقدمة من الجهد القتالي. وشهداء من المدنيين نساء ورجالا لبو نداء الوطن و شاركوا في لحظة الانتفاضة  المباركة  في عام ١٩٩١ وفي محطة عملية تحرير العراق عام ٢٠٠٣ بل و حتى في الهبة الوطنية العظيمة ضد الارهاب ولدحر فلول الردة الداعشية في عام ٢٠١٤.
وصحيح ان كل حزب بما لديهم فرحون  الا ان الاشادة بنضالات الاتحاد الوطني وشهدائه في معرض الانحناء لقامة الشهداء لايدخل في باب الاطراء الحزبي على احقيتنا في ذلك ، فالاتحاد الوطني الكردستاني كان ولايزال يمثل تيارا عريضا للثورة التقدمية  و لجبهة وطنية و قومية في نضال شعبنا وفي الصف الامامي للديمقراطية و العدالة في العراق كله ، لذا فان استذكار يوم الشهيد الاتحادي هو استذكار  وطني  و شعبي للنضال السياسي و الثوري في كردستان ما يتعدى الاحتفاء  الحزبي الى معنى التضحية والايثار الأوسع من حيث المعنى التراكمي للجهد التحرري والديمقراطي على طريق الخلاص الوطني.
فتحية لهذ اليوم الكردستاني المشهود. وتحية لذكرى شهداء هذا الركب المخضب بالدم والمستمر الى يومنا هذا والى ان تتحقق اهداف مسيرة حق تقرير المصير، الشعار الاثير للحركة الوطنية الكردستانية وللاتحاد الوطني الكردستاني.

* عضو المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكوردستاني
PUKMEDIA