المناطق المستقطعة في رؤية وستراتيجية الاتحاد الوطني الكوردستاني

الآراء 10:47 AM - 2023-10-30
لطيف نيرويي*

لطيف نيرويي*

من الوجهة الإدارية يتألف جنوبي كردستان في الوقت الراهن من جزأين رئيسيين، وذلك نتيجة عدم تنفيذ المادة ١٤٠ من الدستور العراق:
الجزء الأول: إقليم كردستان المتألف من أربع محافظات وعاصمتها أربيل.
الجزء الثاني: وهو المناطق المستقطعة وتقع في حدود محافظات (كركوك ونينوى وصلاح الدين وديالى)، ونظرا لموقعها الجغرافي ومكانتها التاريخية والاقتصادية والسياسية، توصف كركوك على أنها عاصمة تلك المناطق.
إن الاتحاد الوطني الكردستاني ومنذ تأسيسه وحتى يومنا هذا أسس علاقات متجذرة مع أبناء كركوك وجميع مكونات المدينة وهكذا الحال أيضا مع بقية أبناء المناطق المستقطعة. فهو اعتمد في نضاله المرير بعد اندلاع الثورة الجديدة والكفاح المسلح في تلك المناطق على أبناء تلك المناطق من جهة ومن جهة أخرى حافظ على الهوية الكردستانية لها ومنحها قوة وإرادة النضال والانتصار عبر دماء أبنائه الأبطال في جميع مراحل نضال البيشمركايتي.
بعد إسقاط النظام البعثي في العام ٢٠٠٣، تحول النضال المسلح إلى النضال البرلماني والديمقراطي والقانوني والتعددية الحزبية واتخاذ صناديق الاقتراع سبيلا للوصول إلى السلطة، والاتحاد الوطني بدوره سعى جاهدا خلال تلك الفترة لحل مشكلة كركرك والمناطق المتنازع عليها من خلال رؤى وستراتيجيات واقعية وثابتة وشفافة قابلة للتطبيق، وتبلورت تلك الرؤى بترسيخ مبدأ قبول الآخر والتعايش السلمي بين مكونات المنطقة والسعي لتنفيذ المادة ١٤٠ من الدستور العراقي وإيجاد حلول جذرية للمناطق المستقطعة من كردستان، ونبذ التعصب وفرض إرادة مكون معين على إرادة بقية المكونات الأخرى في تلك المناطق، عن طريق إشراكها في الإدارات المحلية وتوزيع المناصب بالاعتماد على التوازن والتوافق السياسي والوطني، مراعيا بذلك نسبة الأصوات والمقاعد التي حصلت عليها مكونات المناطق المستقطعة وهي سياسات أسس لها الرئيس مام جلال.
ولا يخفى أن تلك الرؤى والاستراتيجيات الراسخة والشفافة، هي التي مكنته من التفوق في تلك المناطق على سائر الجهات والأطراف السياسية العراقية الأخرى في جميع الانتخابات التشريعية والمحلية التي جرت في العراق، ونال بها ثقة وأصوات أغلبية أبنائها، كما نجح من بين كل الجهات السياسية الكردستانية في كسب مقاعد برلمانية في كركوك والمناطق المستقطعة الأخرى في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى.
لا يختلف اثنان على أن السر من وراء تلك الثقة التي يمحنها أبناء تلك المناطق للاتحاد الوطني هو مواقف الحزب وسياساته المحكمة والواقعية المتبعة هناك، والتي أبعد ما تكون عن الشعارات العاطفية الرنانة، فتراه يلجأ عند الخلافات إلى الدستور العراق وطريق المفاوضات لحلها وإعادة الأمور إلى نصابها منعا للتأزم، ولا بديل عن تلك السياسة لو أردنا تحقيق الاستقرار السياسي والإداري والأمني في كركوك وتقديم الخدمات لأبنائها وتغيير الواقع الحالي وإنهاء سلطة المحافظ المفروض على كركوك.
وعليه، فإن سياسات الاتحاد الوطني المتزنة والراسخة التي يشدد عليها الرئيس بافل جلال طالباني وقادته باستمرار، ستحظى بترحيب جماهيري منقطع النظير في كركوك والمناطق المستقطعة الأخرى لأنها نواة الاستقرار وغرس إرادة هدفها خدمة الشعب والبلد.

*عضو المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني

 PUKMEDIA

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket