باريس.. زعماء العالم يبحثون التغير المناخي والنزاعات العالمية

تقاریر‌‌ 12:34 PM - 2015-11-30
باريس.. زعماء العالم يبحثون التغير المناخي والنزاعات العالمية

باريس.. زعماء العالم يبحثون التغير المناخي والنزاعات العالمية

تشهد ضاحية بورجيه شمال باريس اليوم الاثنين اجتماعا لزعماء العالم للتوصل إلى حل بشأن التغير المناخي الذي يشهده كوكب الأرض، ومحاولة الوصول إلى تعهدات بخفض إنتاج ثاني أكسيد الكربون، وإن كان بدرجات متفاوتة، باعتباره أحد أهم مسببات ارتفاع درجة حرارة الأرض.
يجتمع زعماء العالم في باريس اليوم في محاولة طموحة لوقف ارتفاع درجات حرارة الأرض، وقد حثوا بعضهم البعض على إيجاد قضية مشتركة خلال أسبوعين من المفاوضات بهدف الحد من اعتماد الاقتصاد العالمي على الوقود الأحفوري.
ويصل الزعماء إلى محادثات الأمم المتحدة للتغير المناخي في باريس مسلحين بوعود ومصحوبين بتوقعات كبيرة.
وتأتي هذه المحادثات بعد سنوات من المفاوضات الشاقة التي اتسمت بإخفاق قمة سابقة في كوبنهاجن قبل ست سنوات، ولكن هذا المؤتمر مصحوب بجو من التفاؤل، حيث من شبه المؤكد التوصل لشكل ما من الاتفاق بحلول منتصف ديسمبر/ كانون الأول، وهو ما سيعتبر اتفاقا تاريخيا إن حدث.
وقد زادت الضغوط لخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، التي يُنحى باللوم عليها في ارتفاع درجة حرارة الأرض، بعد تحذيرات من علماء المناخ ومطالب من ناشطين ونصائح من زعماء دينيين مثل البابا فرنسيس، مصحوبة بتحقيق تقدم كبير في مصادر أنظف للطاقة مثل الطاقة الشمسية.
ويحذر معظم العلماء إن الاخفاق في الاتفاق على إجراءات قوية في باريس سيجعل العالم يشهد متوسط درجات حرارة مرتفعة بشكل لم يحدث من قبل، وتجلب معها عواصف أكثر فتكا وموجات جفاف أكثر تكرارا، وارتفاع منسوب مياه البحر بسبب ذوبان القمم الجليدية القطبية.
وفي مواجهة مثل هذه التوقعات المثيرة للقلق يأتي زعماء أكثر من 150 دولة مسؤولة عن نحو 90 في المئة من انبعاث الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض وهم يحملون تعهدات بخفض إنتاج بلادهم من الكربون وإن كان بدرجات متفاوتة .
ويشهد العالم اليوم نزاعات طاحنة تولدت عنها موجات هجرة كثيفة عبر العالم زادت في حدة الأزمات الإنسانية، وهو محور سيكون جوهريا في قمة المناخ التي تحتضنها باريس الاثنين، لأن الاختلال المناخي، كما يؤكد خبراء، عامل مسبب لتفاقم النزاعات.
يحذر الاختصاصي في الجغرافيا السياسية للمناخ في جامعة العلوم السياسية في باريس فرانسوا جيمين، على غرار العديد من الخبراء، من أن الاختلال المناخي سيسهم في تفاقم الأزمات والنزاعات. ولمواجهته يشدد الاختصاصي على "وجوب التفكير في آليات تعاون بين الدول" وذلك عشية افتتاح قمة الأمم المتحدة حول المناخ في باريس. فكيف يمكن أن يغذي التغير المناخي النزاعات؟
وعن هذا الطرح أجاب الاختصاصي فرانسوا جيمين قائلا إن التغير المناخي يؤثر على الأمن الغذائي والصحي والمائي، ونعلم أن هذه الرهانات تشكل عوامل قوية للاحتجاج والثورة. وثمة دول ضعيفة قد لا تكون قادرة على تلبية الحاجات الحيوية لشعوبها.
وقد تنشب نزاعات أيضا حول الموارد، علما بأن ثلثي أحواض الأنهار تتقاسمها دولتان أو أكثر.
وربما تكون مرتبطة كذلك بإدارة تدفق للمهاجرين. وهو ماتؤكده حالة الارتباك التي تشهدها أوروبا أمام التحدي الذي يطرحه اللاجئون من سوريا، وذلك لا ينبئ بشيء إيجابي لجهة قدرتها على إدارة حركات التدفق المقبلة المرتبطة بالتغير المناخي.
ماهو تأثير الارتفاع الحراري في النزاع السوري وتفشي الإرهاب؟
عن هذا السؤال قال الاختصاصي إن ارتفاع الحرارة يؤثر من خلال تزايد المخاطر القائمة أصلا. إن أحد أسباب الانتفاضة السورية يكمن في المجاعة التي أدت إلى نزوح ريفي كثيف.
والجفاف كان عنصرا محركا. خاصة وأن الرئيس السوري بشار الأسد لم يفعل شيئا لمواجهته. لذلك فإن الحكام يتحملون مسؤولية كبيرة في الطريقة التي يديرون فيها هذا النوع من الأزمات.
وأخيرا هناك الرابط بين التغير المناخي والإرهاب. ففي البلدان النامية سيكون للمنظمات الإرهابية سهولة أكبر للتجنيد في أوساط أولئك الذين فقدوا كل شيء ولم يعد لديهم سببا يتمسكون به.
وهكذا في الشريط الساحلي، أو باكستان حيث المساعدة الإنسانية كانت شبه معدومة عندما تسبب فيضان نهر أندو (نهر الأسد) في 2010 بنزوح 15 مليون شخص، فإن منظمات إرهابية هي التي تهب أحيانا لتقديم هذه المساعدة وإعادة إعمار المنازل وغيرها".
وثمة رهان آخر قلما يجري الحديث عنه وهو مصير الأراضي. ففي فيتنام سيرتفع مستوى البحر بمقدار المتر وستغمر المياه 25 ألف كيلومتر مربع، أي 10% من الأراضي بحلول نهاية القرن. وسيكون من الصعب بناء سد عملاق لذلك سيتعين على الحكومة اختيار أي جزء ستحمي. وذلك يشكل موضوعا نزاعيا بامتياز لدى الشعوب.
لا بد أيضا من توقع مشكلات قانونية. ففي بداية الألفية الثانية أراد أرخبيل توفالو إحالة الولايات المتحدة وأستراليا أمام محكمة العدل الدولية لانتهاك سيادة أراضيه بدافع أن هاتين الدولتين الملوثتين للجو تاريخيا لا تعتزمان التصديق على بروتوكول كيوتو المتعلق بالمناخ. لكن المحاكمة لم تحصل لأن أستراليا والولايات المتحدة هددتا بقطع المؤن عن الأرخبيل.
إلا أن دولا أكثر اقتدارا قد تطلق هذا النوع من الخطوات ويمكن تصور أن ذلك سيتسبب بنزاعات". 
إلى أي حد سيتحمل العالم آثار الارتفاع الحراري؟
وفق فرانسوا جيمين "هذه المشاكل ستشتد إذا لم يتم التحسب لها بشكل جيد. يجب التفكير بآليات تعاون".
فعلى سبيل المثال بشأن المياه، فبقدر ما لهذا المورد من أهمية حيوية لاحظنا تاريخيا أن البلدان كانت تميل بالأحرى للتعاون. والجزر المهددة بالغرق قلقة لما ستصبح عليه مياهها الإقليمية التي تحدد قياسا إلى المسافة من الشاطىء. لكن يمكن ترسيم هذه الحدود مع إحداثيات جغرافية أخرى.
والرابط بين التغير المناخي والأمن قد أقر مع منح جائزة نوبل للسلام في 2007 إلى آل غور نائب الرئيس الأمريكي السابق ومجموعة الخبراء الحكومية حول التغير المناخي. وعلى المستوى السياسي فإن الأمر بدأ يظهر.
فهناك وزارات دفاع لديها أقسام مخصصة للمناخ. لأن مهمات الجيش ستتطور على الأرجح (عمليات إجلاء وغيرها). وكذلك المعدات، حتى المروحيات التي يختلف توازنها عندما يكون الهواء ساخنا وسيتعين بالتالي بناؤها بصورة مختلفة".


PUKmedia عن فرانس 24

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket