الزيات: ما يحصل في اقليم كوردستان حالياً انقلابٌ رئاسي

الزيات: ما يحصل في اقليم كوردستان حالياً انقلابٌ رئاسي

اكد الدكتور محمد مجاهد الزيات رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط السابق المستشار الأكاديمي للشئون الاستراتيجية للمركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بان الحدث الذي جرى في اقليم كوردستان بشان ازمة رئاسة الاقليم تعد انقلابا رئاسيا من قبل السيد مسعود بارزاني على الشرعية الدستورية في البلاد .
واضاف الدكتور محمد مجاهد الزيات خلال الحلقة النقاشية التي نظمها مركز القاهرة للدراسات الكوردية يوم امس الاثنين السادس والعشرين من شهر اكتوبر 2015 الجاري في المنتدى الثقافي المصري وسط العاصمة القاهرة بعنوان ( الازمة السياسية في اقليم كوردستان – التداعيات – الحلول ) بان ازمة الرئاسة في الاقليم كشفت لنا جميعا خلال الفترة الماضية بمسعى رئيس الاقليم الحالي يحاول ان يحصل على مكاسب وحقوق يعتقدها  بانها من حقه وينتظر اية لحظة للتواصل على سيطرته على رئاسة الاقليم والذي يعده مكسبا وثمرة لنضال الكورد لمدة 60 عاما .
واشار ( الزيات ) بان المصالح الشخصية التي غلبها رئيس الاقليم الحالي مسعود بارزاني  رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني على المصلحة العليا للاحزاب الكوردية الاخرى الاربعة وهي ( الاتحاد الوطني الكوردستاني والتغيير والاتحاد الاسلامي والجماعة الاسلامية )  ستضر بالقضية الكوردية برمتها والتي تمخضت عن التفاهمات التي اجراها مع الحكومة التركية التي تواجه الاحزاب الكوردية في تركيا وفي سورية  بقوة السلاح والتفاهمات السرية بين حزبه وحركة التغيير  مما حدى بكافة الاحزاب الاخرى في اقليم كوردستان او في سورية الى ان تفقد ثقتها في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وموقعه الستراتيجي من القضية الكوردية .
وقال الدكتور محمد مجاهد الزيات رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط السابق بان المرحلة الحالية التي يعيش اقليم كوردستان بخصوص الازمة الرئاسية بحاجة ماسه  لفخامة الرئيس الامين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني لانه شخص حكيم جدا  ورمانة الميزان أو أن يجدوا شخصا يحمل صفاته وتطلعاته في حب شعبه، يسعى بكل جدية وواقعية الى ان يجمع الكل تحت مصلحة الشعب الكوردي وبالطرق الدستورية والشرعية وهي البرلمان.
من جانبه اكد ملا ياسين رؤوف رسول مسؤول مكتب الاتحاد الوطني الكوردستاني في القاهرة على اربعة محاور للتطرق لموضوع الحلقة النقاشية التي تركزت على الاسباب التي ادت الى حدة الازمة واطرافها ومواقف الاحزاب والمبادرات التي طرحت لحل الازمة والمحور الثاني مواقف الاطراف الخارجية بالاضافة للاقليم والمركز ( ايران – تركيا – امريكا ) لحل الازمة ام تعقيدها والمحور الرابع التداعيات والتاثيرات السلبية للازمة داخليا في الاقليم وفي استقرار العراق والمنطقة والمحور الرابع  الحلول لهذه الازمة ومناشدة الاطراف كافة للحفاظ على المكتسبات التي حققها الاقليم في السنوات الماضية .
وتطرق ملا ياسين رؤوف رسول مسؤول مكتب الاتحاد الوطني الكوردستاني في القاهرة الى شرح تفاصيل الاحداث الجارية في الاقليم خلال الفترة الماضية مشيرا الى ان الازمة الاقتصادية التي تحصل في الاقليم كل الاحزاب شركاء فيها في العراق والاقليم فالحكومة المركزية في بغداد لم تعطي الميزانية المالية للاقليم من سنتين وبذات الوقت الاقليم يحاول تصدير النفط ويبيع النفط بطريقة غير شفافة وهذا التصرف يعد ( موضع شكوك )  وعلى هذا الاساس الحكومة المركزية لا ترسل الميزانية والمستحقات المالية للاقليم والنسبة المقررة مما ولد ظهور اضرابات وتظاهرات للكورد في الاقليم بشان المطالبة بحقوقهم ( الرواتب )  ودخلت في هذه التظاهرات عناصر مخربة قامت باحراق المقار الحزبية للحزب الديمقراطي الكوردستاني وانزال الاعلام لكافة الاحزاب لعدم رضا الشعب  الكوردي .
واضاف ملا ياسين رؤوف رسول بان الازمة الثانية وهي ( الازمة الرئاسية ) في الاقليم تولدت بتمسك السيد مسعود بارزاني بالرئاسة بكل ما اوتي من قوة بالرغم من انتهاء ولايته في التاسع عشر من اغسطس 2013 وانتهاء مدة التمديد لسنتين في التاسع عشر من اغسطس 2015 موضحا الى ما جاء بالاتفاق السري الذي ابرم بين حركة التغيير وحزب الديمقراطي الكوردستاني والخاص بتوزيع المناصب حيث استلموا رئاسة الحكومة والاقليم والتغيير كان نصيبها رئاسة البرلمان وبعض المناصب للوزراء من حركتها ورغم هذا الاتفاق اقدم الحزب الديمقراطي الكوردستاني الى اتخاذ تصرف غير متوقع ( فلته تاريخية )  بمنعه دخول رئيس البرلمان الكوردستاني الى عاصمة الاقليم اربيل وهو شخص منتخب من قبل البرلمان كما طردوا وزراء حركة التغيير من حكومة الاقليم مما حدى بحركة التغيير الى اتخاذ موقف ثابت مفادة عدم  لا  اجتماع ولا حوار الا بعد عودة رئيس البرلمان والوزراء الى مهامهم .
واوضح ملا ياسين رؤوف رسول بان الاتحاد الوطني الكوردستاني ليس طرفا في الازمة بين الديمقراطي والتغيير فبشان الازمة الرئاسية للاتحاد الوطني الكوردستاني لنا راي ولنا مشروع وتم طرحه قبل التاسع عشر من اغسطس 2015 امام البرلمان وتمت قراءته واجتمع البرلمان لحل الية موضوع الرئاسة في الاقليم وملخص المشروع باتجاه حل كافة القضايا بالبرلمان.
وقال ملا ياسين رؤوف رسول تمت دعوة الحزب الديمقراطي الكوردستاني لاجراء انتخابات للشعب الكوردستاني في الاقليم حول الرئاسة  لكن المفوضية العليا للانتخابات اكدت حاجتها الى تسعة شهور بالاضافة الى توفير ميزانية مالية لتغطية فعاليات الانتخابات فلا شكلت اللجنة ولا تم توفير الميزانية لها مما واصل الفراغ الرئاسي في الاقليم وعلى هذا الاساس كان راي الاتحاد الوطني الكوردستاني مع حل الازمة  في البرلمان وتشكيل حكومة جديدة بتوافق كافة الاحزاب الكوردية دون تهميش او ابعاد اية حركة او حزب ودون التمسك بالسلطة.
وتطرق ملا ياسين رؤوف الى موضوعة المبادرات الاقليمية والدولية واهمها المبادرات الايرانية التي تسعى الى حل الازمة بغية ابعاد شبح تنظيم داعش الارهابي من المنطقة وبالنسبة للامريكان فانهم يسعون الى حل الازمة الرئاسية في الاقليم داخليا دون الانحياز لهذه الحركة او الحزب او تلك .
كما قدم رجائي فايد رئيس المركز المصري للدراسات والبحوث الكوردية والسيد عبد الفتاح رئيس مركز القاهرة للدراسات الكوردية رؤيتهما بصدد الازمة الرئاسية والاقتصادية التي تتلخص بضرورة استخدام الحكمة في حل الازمة لما  يحافظ على المكتسبات التي حققها الاقليم في السنوات الماضية .
 
 PUKmedia ابراهيم محمد شريف/القاهرة