الاستخبارات في عصر الإرهاب

حسين علاوي

يبدو ان الاستخبارات في عصر الارهاب باتت احد المواضيع السيادية المهمة جداً نتيجة الحاجة الضرورية لإعادة تنشيط الجهد الاستخباري للدولة في الحد من الجماعات الارهابية التي تهدد كيان الدولة والمجتمع، ومن المتعارف عليه ان الارهاب يحاول ان يقدم رسالة عبر استخدام العنف المسلح غير المشروع للتعبير عن رؤيته العدوانية التي تحاول ان تلتقي مع الطموحات الطوباوية والادوات غير المشروعة اضافة الى التصلب العقائدي الشامل الذي يصب بالنهاية في نشوء الفعل الارهابي العنيف، وهذا حال الجماعات الارهابية في كل منطقة من مناطق العالم، لكن يبدو ان هنالك حلا!.
الحل الجديد في مواجهة الارهاب هو تطوير النظم التقليدية لأجهزة الاستخبارات الوطنية في كل دول العالم ومنها العراق الذي عانى من الارهاب بصورة كبيرة جداً، وجعل من المنجز الديمقراطي عرضة للتعطيل نتيجة تحدي الارهاب، فضلا عن انه اصبح محط انتقاد من لدن البعض داخل وخارج العراق نتيجة توغل انياب الارهاب في اراضيه وهذا واضح جداً عندما سقطت الموصل والتي سيستعيدها الابطال الاشاوس العراقيين من الجيش والشرطة والحشد الشعبي وابناء العشائر والبيشمركة.
ان التحديات التي مر بها الجهاز الاستخباري للدولة العراقية تدفعنا الى التفكير بسياقات جديدة للعمل الاستخباري قائمة على المصدر البشري التقليدي تارة، وتارة اخرى على توظيف ثورة التكنولوجيا عبر القدرة على الموازنة في ادارة الفضاء السبراني والحريات الخاصة بما يحافظ على الحريات العامة بصورة فعالة عبر الممارسات المثلى للحفاظ على الامن الوطني ومكافحة الارهاب، اضافة الى العمل والاستفادة من الاعلام الاجتماعي (المصادر المفتوحة) في تحسين جودة المعلومات لتحسين آلية توضيح تحركات القوى الارهابية سواء كانت كيان داعش الارهابي او غيرها من الكيانات الارهابية الاخرى التي تهدد الامن الوطني العراقي.
لا شك ان الاهتمام بالعمل على بناء نموذج متكامل لجهاز الاستخبارات خلال المرحلة الحالية بات ضرورة وليس خيارا ثانويا نتيجة توافر الفرص من حيث التعاون والموارد الناشئة، وبالتالي كل هذه الدوافع تعجل بضرورة تطوير اجهزة الاستخبارات الوطنية واعادة هيكلة الادوار والوظيفة بما يعزز المكتسبات ويعمل على مواجهة الضعف في مرحلة المواجهة التي تعتبر مرحلة اختبار فعالة للجهاز الاستخباري العراقي الذي تطور تطوراً كبيراً اليوم في العراق وأعطى فرصة كبيرة للنجاح رغم بعض التحديات في حربنا ضد الارهاب والقضاء على داعش بتجربة فعالة وجيدة على الرغم من الموارد التي تكاد تكون مقبولة اليوم في
 العراق.
لا بد من القول بأن هنالك ضرورة قصوى لتعزيز عمل جهاز الاستخبارات الوطني والتنسيق عبر غرفة الاستخبارات الاتحادية من خلال الاجهزة التي تعمل الآن في جهاز المخابرات الوطني وجهاز الامن الوطني ووزارة الدفاع والداخلية وجهاز مكافحة الارهاب .

د. حسين علاوي*رئيس مركز أكد للشؤون الستراتيجية