جودة التعليم على المحك دائماً

الاراء 10:16 AM - 2015-10-08
جودة التعليم على المحك دائماً

جودة التعليم على المحك دائماً

في اليوم العلمي للمعلمين والذي يصادف الخامس من تشرين أول/ أكتوبر من كل عام ، لانريد التحدث عن خلل الانتاجية التعليمية في العراق ، ولا عن ستراتيجية التعليم لمستقبلنا المجهول ، ولا عن رواتب المعلمين ومقارنتها مع رواتب أقرانهم في بلدان العالم المتحضر ، ولا عن حاجتنا لعشرات الالاف من المدارس لإستيعاب الطلبة وفك الاشتباك في الدوام ، ولا عن حمايتهم من القتل للإستحواذ على رواتبهم ،  ولا عن حماية أطفالنا من الاختطاف ، ولا عن البطالة التي تطوق مستقبل شريحة كبيرة جداً من خريجي كليات التربية ولدينا معلمين لديهم أكثر عشر شعب وكل شعبة تتكون من 40 – 45 طالب وعلى المعلم أن يحسن التدبير مع 450 طالب خلال العام بكل الاحتياجات القانونية لهم تعليم وإمتحان وتصحيح اوراق وامتحانات يومية وشهرية ونشاطات ، 450 طالب لا تعلم ماذا تعلموا في العام الماضي وما علمهم الانترنت والفضائيات والشارع الملتهب المتأزم بسوء الخلق.
جميع ما أوردناه اعلاه تطرق له الكثيرون خلال الفترة السابقة ، ولم يلق اذاناً صاغية من الجهات المسؤولة بسبب عدم قدرتنا عن رسم عالم جديد للمعلم يفخر به كما يفخر معلمو العالم الحديث بحكوماتهم وكيف يدفعهم ذلك الى مزيد من الجدية في العمل ، ما نتحدث عنه اليوم هو مايلقاه المعلم من ممارسات لا تنم إلا عن قلة التقدير والاحترام من قبل موظفي مديريات التربية عند مراجعة المعلمين لها لأغراض وظيفية خاصة بهم من المفترض ان يكونو موظفي المديريات في خدمة المعلم والأسرة  التعليمية لا أن يتحولوا الى اداة سلبية تحبط المعلم وتطيح بهمته في العمل.
معلمون تأخر ترفيعهم ولم تصرف مبالغ الترفيع بأثر رجعي ، معلمون أستلموا سلفة الخمسة ملايين وأنتهى التسديد واكتشفوا أن أحد ما يتلاعب بالصكوك المرسلة الى المصارف ليسرق منهم ، معلمات يحاولن أن يجدن بديل لتنفيذ واجب المراقبة في امتحانات المركزية فترفض طلباتهم بحجة أن القانون لايسمح بذلك على الرغم من وجود البديل من الرجال وفي فصل الصيف القائض ، ويتبين بعد حين ان من لديها "واسطة" في مديرية التربية يمكن أن تستبدل بآخر ، معلمات يتعرضن للتهديد ويدخل عليهن أولياء الامور الى اللجنة الامتحانية مع مدير المدرسة والغريب أن أولياء الامور يعرفون درجة أبنهم قبل ان تعلن النتائج ويطالب بتغيير الدرجة ويهددهم ويتوعدهم بالويل والثبور.
المعلمون يأسوا  من قرار حكومي برفع رواتبهم أو ان تقدم لهم أمتيازات تعينهم على الحياة ولا تجعلهم يفكروا بعمل آخر يعينهم على تدبير امورهم الحياتية لكون عملهم يفرض عليهم حياة خاصة تختلف عن بقية المهن ، وياسوا من أن يصلح حال المدارس وأن يكون مكان جلوسهم مريح على اقل تقدير .
نحن نعرف ان هناك معلمون يعملون بعد أوقات الدوام الرسمي سواقاً لسيارات أجرة ، أو ان لديهم بسطات ، لا ظير في ذلك ، ولكن كيف يكون موقف المعلم إذا ركب معه أحد طلابه ! أو أن يشتري منه أحد الطلبة حاجة ما ! لا أعتقد أن معلماً في دولة متحضرة يفعل ذلك ، بل أن له دوام محدداً بوقت خاص والوقت المتبقي يبذله في الاعداد للمحاضرات والتهئية للإمتحانات والتفكير بطرق تدريس جديدة تساعد على رفع شأن التربية والتعليم.
للمعلم في العالم المتحضر شأن كبير أبتعدنا نحن عنه بخطوات كبيرة ولم نمنح المعلم فرصة أن يلم شتات نفسه ويعيد التوازن لمهنته بتوفرنا لكافة الامكانات التي تجعل منه مبدعاً يحيط به الاحترام والتقدير أينما حل وارتحل في بلاده ، خلاقاً قادراً على أن يقدم صورة المعلم القدوة لأبناءه الطلبة حينما جعلناه يركض وراء عيشه بعدما اضنته الظروف الصعبة التي يعيشها أغلبهم ، الغريب أن على الرغم من كل ذلك لم يضرب معلمو العراق عن العمل مهما كانت الاسباب إلا إنهم قد يفعلوها يوماً ويضعوا الحكومة أمام خيار التقدير الكامل لهم.
المعلم أهم ركائز التعليم والتربية وبفقدانه لشخصيته نفقد معها القدرة على اللحاق بالمستقبل ، شخصية المعلم لها الدور الاكبر في جذب الطلبة الى مقاعد الدراسة وعدم تسربهم منها ، وفي عيدهم العالمي علينا أن لا نحتفل كثيراً ، علينا أن نقدم شيئاً مميزاً لنحسن بعد ذلك الاحتفال .. حفظ الله العراق.


زاهر الزبيدي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket