برهم صالح: نشعر بقلق بالغ من زج الجيش في الصراعات الداخلية

کوردستان 12:20 PM - 2013-04-27
الدكتور برهم صالح

الدكتور برهم صالح

أعرب الدكتور برهم صالح نائب الأمين العام للإتحاد الوطني الكوردستاني، الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، عن قلقه من الأحداث الأخيرة التي يشهدها العراق، خصوصاً إشتعال الأحداث بالحويجة والذي أمتد بلهيبه إلى بعض المناطق الأخرى بالبلاد، مؤكداً أن «الوضع الأمني المتفجر في بعض المناطق القريبة من كركوك يشكل مخاطر جدية وحقيقية ليس بالنسبة للمناطق السنية فحسب، بل على عموم مناطق العراق، لأن ما حدث هناك ستكون له تداعيات خطيرة على معظم مناطق العراق».
جاء ذلك في حديث خص به صالح «الشرق الأوسط» أمس تعليقا على التطورات الأمنية المتفجرة في كثير من المناطق السنية التي امتدت لها من قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك وانتقلت إلى مناطق تابعة لمحافظات نينوى وديالى وصلاح الدين. وأدان صالح قتل المدنيين الذي حصل بتلك الأحداث، داعيا إلى حوار عقلاني لتجاوز تداعيات الأزمة وقال: «نحن في قيادة الاتحاد الوطني نراقب عن كثب تطورات تلك الأحداث الخطيرة التي بدأت من الحويجة وانتقلت إلى مناطق أخرى، ونشعر بقلق بالغ من زج الجيش في الصراعات والنزاعات الداخلية، وهذا أمر يتعارض مع أسس ومبادئ الدستور العراقي الذي صوت له غالبية الشعب العراقي، ولا نجد أي مبرر لاستخدام العنف المفرط في التعامل مع التظاهرات السلمية للمواطنين الذين يمارسون حقا دستوريا طالما التزموا بسلميتها وعدم إفساح المجال للقوى الإرهابية أو المعادية للتجربة السياسية بالعراق للتدخل فيها، أو توجيه مساراتها بالضد من رغبة وإرادة الشعب، ففي الوقت الذي ندعو فيه الحكومة الاتحادية إلى ضبط النفس وتغليب الحوار العقلاني لحل الأزمة المتفجرة، ندعو بالمقابل المواطنين والمتظاهرين إلى الالتزام بسلمية مطالبهم وتغليب المصلحة العليا للوطن فوق أية اعتبارات أو حساسيات أخرى، وأن لا يسمحوا للآخرين بالتدخل لتنفيذ أجنداتهم الخاصة، وأن يعمل الجميع لدرء الأخطار المحدقة بالبلد وخصوصا في هذا الظرف الحساس الذي تمر به المنطقة». وأشار صالح إلى أن «اتساع رقعة الأحداث الأمنية وامتداداتها إلى مناطق أخرى يزيدان من خطورة الوضع، وعليه فإن العملية السياسية برمتها تتعرض حاليا إلى مخاطر حقيقية مما يفرض على جميع الأطراف أن تبحث عن الحلول المنطقية لهذه المواجهات، وأعتقد أن الدستور والالتزام به هو الطريق الأسلم للتغلب على مشكلاتنا ونزاعاتنا ودفع الأمور بالتي هي أحسن».
وأشار نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني إلى «أننا عارضنا في السابق تشكيل قيادة عمليات دجلة وغيرها من القيادات العسكرية، لأننا كنا نشعر بالمخاوف من زجها في أتون الصراعات الدائرة بالبلاد وخصوصا في المناطق المتنازع عليها، واعتبرنا تشكيلها غير دستوري، وبالضد من إرادة سكان تلك المناطق، وكنا نخشى من هذا الأمر لأننا كنا قلقين من احتمالات استخدامها في النزاعات الداخلية، ولذلك نعتقد بأن الأمر يتطلب نزع مسببات الأزمة الحالية في تلك المناطق، وبالطبع فإن إلغاء تشكيل تلك القيادات العسكرية هو المطلب الأهم في هذه المرحلة وذلك لوقف التدهور الأمني في تلك المناطق».
وفي الوقت الذي يربط فيه كثير من المراقبين الأحداث المتلاحقة والتدهورات الأمنية في كثير من المناطق العراقية بتداعيات الأزمة السورية، يرى الدكتور برهم صالح أن تأثيرات وتداعيات الأزمة السورية لا تنحصر فقط بالعراق، بل على عموم دول المنطقة، وأبدى قلقه من تطورات تلك الأزمة واستمرار الصراع الدائر هناك، الذي يعزز حسب رأيه من مواقع القوى المتطرفة داخل سوريا، وقال: «نشعر بقلق من تنامي نفوذ المتطرفين داخل سوريا، فاستمرار الصراع الحالي هناك يساعد على تعزيز نفوذ هؤلاء، وخصوصا المجموعات التابعة لتنظيم القاعدة، وعلى الجميع أن يشعروا بهذا القلق، لأن هذه المجموعات المتطرفة لن تستقر في سوريا بعد انتهاء الأزمة الحالية، بل سيتوجهون إلى دول المنطقة كالعراق وتركيا ولبنان وغيرها، وفي حال نجح هؤلاء المتطرفون في أخذ دور لهم في مستقبل سوريا، فإن المنطقة برمتها ستعاني من حالة عدم الاستقرار، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته بهذا الشأن». وحول الحلول الممكنة والمعقولة للأزمة السورية يرى صالح بأن الحل يجب أن يكون سلميا للأزمة السورية، خصوصا بعد أكثر من سنتين من المواجهات الدامية التي شهدتها البلاد وراح ضحيتها عشرات الآلاف من السوريين». ويقترح صالح حلا دوليا وإقليميا لهذه الأزمة بقوله: «كما أسلفت لا أعتقد بأن الحلول الأمنية والعسكرية تحل الأزمة السورية خاصة بعد مرور كل تلك الفترة على المواجهات المسلحة، وأعتقد بأن الحل السلمي والدبلوماسي ممكن تحقيقه عبر تفاهم وتوافق أميركي روسي تركي عراقي إيراني، مع دول الخليج العربي المهتمة بالشأن السوري، على أن لا تغفل تلك التفاهمات والتوافقات دور المعارضة الداخلية ومنها الطرف الكردي». وأضاف: «إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي يعتقد بأن له ارتباطات مع حزب العمال الكردستاني، والذي يثير قلق تركيا لدوره المتنامي داخل المناطق الكردية بسوريا، هو عنصر فعال ومهم في المعادلة السياسية بسوريا ولا يمكن تجاهل دوره على صعيد الأحداث الحالية والمستقبلية».

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket