انتصار كوباني انتصار السلم العالمي-5-

لقاءات 06:12 PM - 2015-09-28
انتصار كوباني انتصار السلم العالمي-5-

انتصار كوباني انتصار السلم العالمي-5-

الحلقة الخامسة
بعد أن التقيت بأبو أحمد، أحد مواطني قرى غرب كوباني، وحدثني عن وضعه قبل الحرب وكيف نُهبت قراهم على يد المسلحين و عن مقاومة الوحدات لهم، تقول زوجته بأنها لن تخرج من كوباني مادام ابطال وحدات حماية الشعب والمرأة يدافعون عنهم بكل ما يملكون من قوة و عزيمة، و أنها ستبقى مع زوجها و اولادها الاثنين الى آخر لحظة وهم لا يهابون اللصوص و أن أطفالهم تعودوا على سماع أزيز الرصاص و دويّ المدافع وقصف طائرات التحالف، وأضافت أن جو الحرب والمعارك بالنسبة لهم اصبح عادياً وانهم مصرين على تحرير قراهم ومدنهم من المسلحين الذين هاجموا قراهم ونهبوا و سرقوا املاكهم و دمروا بيوتهم بأساليب و حشية. وأثناء تحدثها عن وضعهم و معاناتهم خرج ولداها من مؤخرة السيارة التي كانت بمثابة مأوى لهم و كان أحدهما في التاسعة و الآخر في السادسة من العمر و لم يبدُ الأمر شيئاً بالنسبة لهم بالرغم من اصوات المدافع و الاسلحة الثقيلة التي كانت تطلق من قبل مسلحي داعش على مدينة كوباني و اماكن تواجد المدنيين. عندها سألت الابن الاكبر عن وضعهم و عن مطالبهم فقال: "نحن لا نطلب شيئاً من احد. طلبنا الوحيد نطلبه من وحداتنا بأن يقضوا على اللصوص ويخرجوهم من كوباني و نتخلص منهم ونرجع الى بيتنا و قريتنا فأنا أنوي أن أكمل دراستي و أذهب لمدرستي." هكذا كان شعور هذه العائلة المناضلة الصبورة في داخل كوباني التي كانت ساحة حرب طاحنة والهجمات الشرسة من قبل اخطر تنظيم ارهابي في العالم ومنه حاولنا ان ندخل اراضي شمال كوردستان لكي ألتقي بنازحي المدينة في بلدة سروج(برسوس) حيث كانت ملجئاَ لاهل كوباني بعد أن خرجوا من قراهم و بلداتهم لكي لا يقعوا فريسة هؤلاء الهمجيين كما حصل للكورد الايزيديين . في تمام الساعة الرابعة صباحاَ دخلنا الى شمال كوردستان و ذلك عبر بساتين الفستق التي تشتهر بها المنطقة، ولكن مجموعتنا انقسمت وبقي كل واحد لوحده، حتى وصلنا الى القرى المجاورة وهناك التقيت مع شيروان قاسم ولكني لم التقِ بمراسل فضائية ناليا  NRTالكوردية اياز كريم وبعدما وصلنا الى داخل مدينة برسوس هناك التقينا ببعضنا البعض ثم تناولنا الشاي في احدى بيوت المعارف، بعدها ذهبت لمقابلة النازحين لكي اتعرف على وضعهم و احتياجاتهم، و دخلت الى متجر و أعلمت صاحبه بأني أرديد ان التقي ببعض اللاجئين الكورد الكوبانيين فارشدني و هناك التقيت بالعوائل النازحة حيث كانوا يباتون في بيوت أهل برسوس و منهم كانوا يسكنون بشكل جماعي في مخازن و اماكن كانت تستخدم للاحتياطات البيتية. هناك كانت العوائل تشتكي من احزاب المجلس الوطني الكوردي بما انهم استلموا معونات و مساعدات كبيرة بأسم نازحين كوباني من حكومة اقليم كوردستان و لم يصل منها شيء للأهالي و يقول العم محمد وهو في عقده السابع بأنه مضى اكثر من شهر ولم يصل اي شيء من قبل المجلس الوطني الكوردي للنازحين من ديارهم اثر الهجمات الارهابية لما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام. و قال فقط استلمنا من بلدية بربسوس(سروج) ومن حزب الاقاليم الديمقراطية و من حزب الشعوب الديمقراطية ولولاهم لكان وضعنا أسوأ وحتى الآن لم نشاهد اي شخص او لجنة او منظمة انسانية تابعة للائتلاف السوري المعارض الذي استلم من المنظمات الانسانية العالمية ملايين الاطنان من الاغذية والأدوية و هم باعوا ومنها ارسلوا الى جبهة النصرة من طريق باب الهوى و الى داعش من معبر تل ابيض ولكن العذر ليس منهم بل من احزاب المجلس الوطني الكوردي لانهم اعضاء في الائتلاف وهم يدرون ماذا يعمل شركائهم في الائتلاف!. العم محمد الذي فقد كافة أملاكه في القرى الجنوبية من كوباني أثناء احتلالها من قبل عصابات داعش يتهم حكومة اردوغان بانها تلعب على حبلين و تغض طرفها عن مرور المجموعات الارهابية من الدول الاوروبية وباكستان وافغانستان الى كوباني ومن خلال ممرات تل ابيض و الراعي وجرابلس و يقول بأنه حتى الجنود الأتراك يساعدون المسلحين على المرور بأمان ولكنهم لا يسمحون لنا بالمرور و لا حتى للجرحى و المرضى بالدخول الى برسوس لتلقي العلاج و طالب من القوى الدولية بمداخلة جدية للضغط على تركيا لكي لا تغض الطرف عن الإرهابيين لكي لا يدمروا بلدنا و مدننا و قرانا. و بصدد قيادة الولايات المتحدة الامريكية للتحالف الدولي ضد الارهاب قال العم محمد: "نحن واثقون من انه الولايات المتحدة الامريكية سوف تساعدنا حتى نقضي على العصابات واللصوص والارهابين من الدولة الاسلامية، لأن هذه العصابات سوف تشكل خطرا على العالم قاطبة و ارسال الولايات المتحدة للاسلحة جواَ لقواتنا من وحدات حماية الشعب والمرأة الكوردية دلالة ساطعة لجدية العمل والمساعدة الامريكية لنا في كوباني للقضاء على وجود الارهابيين فيها و في غرب كوردستان. ***ولياما*** صالح تكلم على نقيض العم محمد وقال لقد وصلتنا المواد الغذائية من اقليم كوردستان (أرز وزيت وبرغل) و طالب صالح بأن تتوحد الاحزاب الكوردية في غرب كوردستان لكي يحافظوا على المكتسبات الوطنية ونحمي وجودنا. و هناك أيضاً حيث ألتقي بعائلة اخرى وهي من ناحية شيران كوباني، سألت إحدى النساء وهي في الخمسينات من العمر، و كانت حزينة و بجانبها بنات و شباب و اطفال صغار، قالت: " ليس لدي اي طلب إلا إخراج تلك العصابات من بلدنا ونرجع الى قرانا وبيوتنا ." و طالبت امرأة أخرى شابة، الامم المتحدة بأن يضغطوا على الدول المتورطة في دعم العصابات المهاجمة وان يرجعوا الى بيوتهم و قراهم ويعيشوا مثلما كانوا. وكانت هناك مع تلك العائلة فتاة في الخامسة و العشرين وهي كانت مكفوفة لا ترى بعيونها الدنيا واسمها مريم، قالت مريم : "نحن لا نطلب شيئاً من القوى العالمية عدا السلم والحياة الحرة لاهلنا و أطالب الدول المعنية أن يرسلوا القوة والاسلحة لتحرير المدن و القرى الكردية من الارهابيين و ليرجعوا الى بيوتهم ولا نطلب غير ذلك." و أنا بدوري عاهدتهم بانني سأشرح معاناتهم للمنظمات الانسانية العالمية المعنية و أشِرح وضعهم للقنوات
و أنا بدوري عاهدتهم بانني سأشرح معاناتهم للمنظمات الانسانية العالمية المعنية و أشِرح وضعهم للقنوات الاعلامية وسأكتب عنهم وعن مقاومة كوباني واهلها ووضع النازحين. وفي النهاية وبعد أن أنهيت لقاءاتي مع اهلنا النازحين من ديارهم الى شمال كوردستان، اتصلت مع الكاتب الكوردي عمر.....وهو من برسوس، كان موجوداَ في آمد و تعرفت عليه من خلال صديقي الاعلامي في صوت امريكا روبين رشفاني واحترمني كثيرا و قدم لنا يد العون اكثر من الواجب وطلب من احد اقربائه ليوصلني الى مدينة اورفا، حيث كان لدي موعد مع الاخ مراد هونر وهو من كوباني و كان يعمل في فرقة فنية انه شخص محبوب وكوردستاني و مناضل ثقافي بامتياز وقد استقبلني في بيته عندما رجعت من كوباني الى مدينة روها(اورفا) واتذكر حينها كانت بنته لافين عم بتغني لكمقاومة كوباني تلك الاغنية المشهورة (كوباني ايرو غمكينة) ومن المناضل مراد هونر خلاله تعرفت على الاستاذ جلال ملك وهو رجل مناضل و له شخصية كوردية وطنية خالصة و ساعدني في رجوعي الى اقليم كوردستان وكان متحمساً لمساعدة كوباني وكل من يعمل لمساعدة كوباني و هو مقرب من حزب السعوب الديمقراطية ومن قياداته وخاصة المناضل صلاح الدين دميرتاش و عثمان بايدمر.وهو لديه روح كوردستاني بامتياز ولا يقصر من ناحية الواجب.
الخلاصة:لقد استفدت من مشواري هذا الى كوباني الكثير وخاصة عندما كنت احلل واشرح على القنوات الفضائية حول مقاومة وحدات حماية الشعب والمرأة في غرب كوردستان و خصوصاً في كوباني، لقد تغيرت نظرتي واصبحت واقعية اكثر من قبل و بعد زيارتي لأرض المقاومة استوعبت حقائق كثيرة و كانت بالنسبة لي تجربة حياتية عملية صحافية من ارض الواقع وليس عشوائياَ او خيالياَ او بالمراوغة و بعدما رجعت من كوباني استضافتني فضائية ناليا NRT  وكانت موضوع البرنامج الصباحي خاص بزيارتي لكوباني وعن كيفية ارسال قوات بشمركة من اقليم كوردستان و عن العدد المناسب للبشمركة لاجل الدخول الى كوباني لمساعدة قوات المقاومة هناك من وحدات حماية الشعب والمرأة الكوردية ضد الارهابيين. وفيما بعد استضافتني فضائيات كوردستانيوز و كلى كوردستان و KNN و من خلال تلك البرامج قدمت شرح مفضل عن زيارتي الى كوباني. كما أجرى المخرج الكوردي الشاب شيروان قاسم مقابلة خاصة معي حول حقيقة المقاومة التي شاهدتها و جعل من مقابلتي اساساَ لفيلمه حول كوباني و مقاومتها ضد الارهاب و هو الآن موجود في المغرب للمشاركة في المهرجان الدولي للفيلم بطنجة 35 فيلما روائيا قصيرا و16 فيلما تسجيليا قصيرا 20 -- 24 أكتوبر 2015 وسوف يشارك بفلمه الجديد عن مقاومة كوباني التاريخية. ويذكر ان الأفلام الوثائقية القصيرة التي اختيرت في المهرجان الدولي للفيلم بطنجة :حياة طاهرة (مصر)، سكين في الزوجة (بولندا)، حمص بالسكر (اسبانيا) ، نساء البحر (اسبانيا)، اقطف معنا الذرة (كرواتيا)، أغنية الصياد (الصين)، في انتظار القطار والمطر (فرنسا)، أكثر من مجرد امرأة (بريطانيا العظمى)، كوباني تحت الحصار (العراق)، قصة الأصل (البوسنة)، الحلم المعصور (المغرب)، بوكارا صناع الفخار (البيرو)، أحجار متدحرجة (إيطاليا)، الجزيرة (كوبا)، مرونة (الشيلي)، قوة العقل (استراليا). - غدت كوباني رمزاَ للمقاومة العالمية ضد الارهاب و اصبحت منبع الثوار و المناضلين الحقيقين وهكذا انتصرت، و بفضل بطولات أهلها و تضحياتهم، في وجه اكبر تنظيم ارهابي على مستوى العالم. في 15-9-2014 قامت المجموعات المسلحة المجهزة باحدث انواع السلاح التي استلموها من الجيش العراقي في الموصل ومنها هاجموا كوباني وبتاريخ 26-1-2015 انتصرت مقاومة كوباني بقيادة وحدات حماية الشعب والمرأة الكوردية . انتصر الحق و زهق الباطل و انكشفت عورة المنافقين والذين كانوا يدعون الاسلام وبمساعدة و مساندة طائرات قوات التحالف الدولية وباسناد مدافع البشمركة استطاعت قوات حماية الشعب والمرأة الكوردية ان تنتصر انتصاراَ كبيراَ و تاريخياَ على اكبر قوة ارهابية في العالم، تلك القوة التي احتلت اكثر من نصف مساحة العراق و سورية و ليبيا ولم يستطع الجيش السوري و لا العراقي والليبي ان ينتصروا على تلك المجاميع المسلحة الارهابية التابعة لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام. اليوم تبين بأن انتصار كوباني جعل من التحالف الدولي بقيادة أمريكا ان يتمدد ويصبح املاَ للشعوب الديمقراطية و المضطهدة، كما اظهر للعيان ان وحدات حماية الشعب هي اول قوة كسرت شوكة داعش في شنكال و غرب كوردستان و هي ستبقى القوة الوحيدة الداعمة للتحالف الدولي في سوريا باكملها كما البشمركة في جنوب كردستان و هكذا كما قاله الشهيد آزاد كوباني بأن " انتصار كوباني هو انتصار السلم العالمي."

هوزان عفريني

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket