ايزيدية مختطفة تروي تفاصيل مقتل ابو سياف

جینوساید‌‌ 12:47 PM - 2015-09-20
ايزيدية مختطفة تروي تفاصيل مقتل ابو سياف

ايزيدية مختطفة تروي تفاصيل مقتل ابو سياف

جليلة، هي من النساء الايزيديات المحظوظات اللائي بقين على قيد الحياة، كانت احدى سبايا الارهابي ابو سياف الذي قتلته القوات الأمريكية في عملية خاصة بسوريا خلال شهر ايار الماضي.
صحيفة الاندبندنت البريطانية، التقت بجليلة في كوردستان، وروت تفاصيل الايام التي عاشتها مع ارهابيي داعش وكيف كانت تعتبر من الممتلكات الشخصية للارهابي ابو سياف، حيث تشير الصحيفة في تقرير لها اعده جيمس هاركين، الى ان جليلة تعيش الآن في الخفاء.
ويقول هاركين ان رحلة اللقاء مع جليلة استغرقت وقتا طويلا، مضيفا لمدة اسبوع كنت اتصل مع اقاربها وكل من يعرفها والجواب كان الامريكيين لايريدون لها ان تقول شيئا .
ويتابع هاركين: جليلة هي من النساء اليزيديات المحظوظات التي بقيت على قيد الحياة, عندما قام ارهابيو تنظيم داعش بمهاجمة قريتها في شنكال منذ اغسطس الماضي، كانت واحدة من آلاف النساء والفتيات اللواتي تم بيعهن في سوق النخاسة المحلي او العبودية الجنسية، وتشير الصحيفة الى ان جليلة كانت في منزل في دير الزور في شرق سوريا عندما وصل الجنود الامريكيين في طائرات بلاك هوك لتنفيذ عملية قتل الارهابي ابو سياف.
وتضيف الصحيفة ان ابو سياف، وبحسب ما اعلنته الولايات المتحدة، كان عضوا بارزا في جماعة ارهابية ساعدها بكسب ملايين الدولارات عن طريق توجيه النفط، والغاز والعمليات المالية، سرعان ما اتضح ايضا بانه كان المشترك باختطاف الرهينة الامريكي كايلا مولر، والذي قتل في وقت لاحق.
وتسرد جليلة تفاصيل العملية التي قتل فيها الارهابي ابو سياف، ويقول هاركين، قادني مع المترجمين بعض الاطفال الفضوليين الى بناء لم تنته نوافذه من الاكتمال كانت تشاركه مع بعض اللاجئين , معطمهم كانوا اطفال، لاشيء اكثر من مجرد لوح من الخرسانة ملفوف باغطية بلاستيكية، (يتحدث عن مقر سكن جليلة في احد المخيمات) ينما اختها الكبرى كانت تحضر الشاي, جلسنا على وسائد، وقدمت لنا الفواكه المحلية في طبق، جليلة كانت تفكر قبل الاجابة على اسئلتي- كانت تتكلم فقط عندما كان لديها ماتقوله، هنا قصة الثبات الاستثنائي والشجاعة الحقيقية، بعد فترة قصيرة من تحدثها، قالت: تم فصلهاعن عائلتها وتم بيعها كسبية في مدينة الوصل التي وقعت مؤخرا بيد داعش.
وتقول جليلة ان الارهابيين ابلغوها ان اهلها ماتوا، وكانوا يقولون انهم يغتصبون الفتيات من اجل الله، مضيفة بانها قالت لهم, لكن ما تفعلوا هذا فقط لاجل الجنس, واغتصاب الفتيات.
ومثل العديد من النساء الايزيديات، جليلة تظاهرت بانها متزوجة لكن سرعان ما اكتشفوا بانها كانت تكذب.
ويتابع هاركين، ان الارهابيين تعبوا من عناد جليلة، فقام مالكوها بمبادلتها مع فتاة ايزيدية اخرى، وارسلت جليلة الى منزل ابو سياف، في شقة بمبنى متعدد الطوابق في مجمع سكني، وذلك قبل اسبوع واحد من الغارة الامريكية، قالت عن نفسها بأنها كانت مثيرة للمتاعب، تتذكر ابو سياف بانه كان قصيرا ومتوسط البنية، شعره اسود مموج وندبة على جبينه.
وتقول جليلة انها كانت في بيت ابو سياف مكلفة بخدمة زوجته والمعروفة باسم ام سياف، التي تقضي معظم اوقاتها في الطابق العلوي كانت تستقبل العديد من الضيوف النساء، ولكن ام سياف كانت تكره جليلة، وبدأت ببذل قصارى جهدها لتوريط جليلة بمشاكل في محاولة استفزازها وتشكو من سلوكها لزوجها، قام ابو سياف بمناداتها وقام بصفعها.
وتروي جليله ان وفي احد الايام وبعد منتصف الليل، كانت لوحدها في غرفة مقفلة، عندما سمعت ضوضاء وكان الظلام دامس، وتم قطع التيار الكهربائي، كل شيء حدث بسرعة اول شيء كانت تتذكره هو ابو سياف وزوجته كانا بغرفتهما في حالة ذعر ولم يكن لديهن فكرة ان هذا كان غارة القوات الخاصة، وكانت خطتهم التوجه للطوابق السفلية ثم الفرار من المبنى، واخذوا جليلة معهم حيث قالت لها ام سياف "علينا الخروج من هنا".
ولكن بعد لحظات ظهر عدد من الكوماندرس مدججين بالاسلحة يرتدون سترات عسكرية،حاول ابو سياف اطلاق النار عليهم، اطلق الجنود النار وقع ابو سياف ارضا، وتضيف جليلة انها قالت للجنود بانها يزيدية، قالوا لها هل تريدين المجيء معنا قالت بالتاكيد .
كان هناك مقاتلين اخرين من داعش في المبنى، من بينهم مساعد ابو سياف المدعو ابو تميم، الذي قتل بالرصاص ايضا جنبا الى جنب مع زوجة ابو سياف، اختها وزوج اختها.
وقد اطلع مسؤولون امريكيون للصحفيين بان نحو عشرة من ارهابيي داعش قد قتلوا، ولكن جليلة قالت بانها لم ترى سوى اربع حثث فقط, على الرغم من انها قالت بانها كانت ترغب ان يكونوا اكثر، الرجل الذي تحدث الى جليلة خلال الغارة كان كورديا، وعلى الارجح كان مترجما، وكانت هناك ايضا امراة تتحدث العربية.
وتؤكد جليلة ان ام سياف لم تبد اي ردة فعل على مقتل زوجها، وبدلا من ذلك حاولت الحيلة، وقالت للجنود "أنا أيضا ايزيدية"، ولكن عندما سأل الجنود جليلة نفت ذلك وقالت هي ام سياف.
وتروي جليلة كيف تم اجلاءها وام سياف من منزل ابو السيف الذي كان محاطا بسياج طويل، حيث تم اجلاءها في وقت كان جنود امريكيون يوفرون غطاء للعملية، خاصة وان ارهابيين كانوا بدأوا باطلاق النار على المبنى من الخارج.
وتضيف بان ام سياف كانت معهم ايضا, وكانت معتقلة من قبل جندي اخر, معصوبة العينين ويديها مربوطتين, وكانت مكممة لمنعها من احداث ضجيج, وساروا مسافة تبدو طويلة وقدرا بنصف ساعة حتى وصلوا الى مكان طائرتي هليكوبتر كانتا تنتظرهم.
استغرقت رحلة الهليكوبتر حوالي ساعتين , السلطات الامريكية خلال ذلك كانت تاخذ المعلومات من جليلة، معربة عن امتنانها وقالت: انا ممتنة لامريكا . وقد كشف عليها طبيب وقضت مدة اسبوع مع الجيش الامريكي قبل العودة للعيش مع شقيقتها لاكبر سنا في مكان باقليم كوردستان.
في آب، اعيدت ام سياف الى عهدة حكومة اقليم كوردستان، حيث تنتظر محاكمتها، فيما قالت السلطات الامريكية بانهم يشتبهون دور مهم في انشطة ارهابية لداعش .
امل ان لاتتحرر ابدا، و ان تكون دائما في السجن، هكذا قالت جليلة عند سؤالها عما يجب ان يحدث لام سياف.
عندما مشت معنا في طريق ذهابنا الى سيارتنا لاحظت بعض الاغطية التي تغطي المنزل منقوش عليها المعونة الامريكية، من الشعب الامريكي، اعطوها لشقيقتها، هي قالت، قبل وقت طويل من نجدتها، الامريكيين ساعدوني عندما كنت معهم، ولكن ليس اكثر من ذلك، لكنها جيدة مع ذلك، لم تطلب ان يتم انقاذها، بعد كل ذلك، الان تريد ان تترك لوحدها، الامريكيون عرضوا منحها تاشيرة ولكنها رفضت، وقالت انها سوف تبقى وتنتظر عائلها مهما طال الزمن.
كانت تجربتها الشخصية كونها اسيرة داعش مؤلمة، ولكن قبل ان اغادر طلبت مني وعدا بعدم الكتابة عن ذلك، على اية حال، قالت، انه لا شيء غير عادي، "كل شخص لديه اوقات سيئة مع داعش، الجميع يعرف كم هم سيئين".
كما انها لم تود ان ينشر اسمها الحقيقي. ربما حياتي قد تكون في خطر، قالت، ناهيك عن ان عائلتها، اربعة عشر من اقربائها بايدي داعش، بما في ذلك والدها ووالدتها، ثلاثة شقيقات، اخ واحد واولاد اخيها، ليس لديها معلومات فيما اذا كانوا احياء او اموات.



PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket