تحقيق الانتصار صعب ولكن ليس مستحيلا!

الاراء 11:43 AM - 2015-09-02
تحقيق الانتصار صعب ولكن ليس مستحيلا!

تحقيق الانتصار صعب ولكن ليس مستحيلا!

يخوض الجيش العراقي والپيشمرگة والمتطوعون قتالاً وطنياً شرساً ضد أعداء الشعب في المناطق التي سقطت تحت احتلال قوى الشر والجريمة، عصابات القتل واللصوصية، عصابات السبي والاغتصاب والعبودية. وفي هذه المعارك البطولية والمقدامة يسقط يومياً الكثير من الجنود والضباط الشرفاء، ومنهم استشهاد البطلان معاون قائد عمليات الأنبار اللواء الركن عبد الرحمن ابو رغيف والعميد الركن سفين عبد المجيد قائد الفرقة العاشرة وجنود أشاوس، الذين ضحوا بحياتهم في سبيل إنقاذ البلاد من شرور هذه العصابات الجامعة لكل أفَّاكٍ أثيم وزنيم في العالم الإسلامي والعربي التي جاءت بدعم ومساعدة مباشرة من نظم وقوى وجماعات سياسية عربية وأجنبية في منطقة الشرق الأوسط واحتضان من قوى داخلية شريرة برهنت على إنها قد خانت هذا الشعب الطيب والمستباح في سبيل مصالحها الأنانية والطائفية المقيتة. 
يمتلك العدو الجاثم على صدور الشعب وعلى جزء عزيز وكبير من تراب الوطن ويتحكم بملايين البشر وهجَّر الملايين من النساء والرجال والأطفال من أتباع مختلف الديانات والمذاهب والأفكار إلى أنحاء أخرى من العراق أو إلى الشتات العراقي الدولي التي تعيش في أسوأ الأحوال، يمتلك هذا العد أحدث الأسلحة والأعتدة والمعدات التقليدية والأكثر فتكا، كما يمتلك الغازات السامة المحرمة دولياً التي استخدمها أخيراً في المعارك ضد قوات الپيشمرگة المقدامة، بالإضافة إلى موارد مالية تقدر بالمليارات التي نهبها من بنوك العراق ومن بيع النفط الخام ومشتقاته ومن التبرعات السخية التي تنهال عليه من ذات النظم والقوى والشخصيات السياسية والتجار التي سهلت له عمليات اجتياح الموصل والهيمنة على مناطق واسعة من العراق وسوريا، ويسعى إلى التوسع صوب باقي مناطق العراق وسوريا والأردن .. وغيرها.
ومما يزيد من مصاعب مواجهة ودحر العدو الداعشي ومن معه من قوى البعث الصدّامية والنقشبندية وبعض المتطرفين من شيوخ العشائر يستوجب الإشارة إلى خمسة عوامل لا بد من مواجهتها من جانب الشعب ورئيس الحكومة ومن يسانده من القوى السياسية المخلصة للشعب والوطن والدولة المدنية الديمقراطية:
1. القوى التي تتآمر حالياً ضد الإصلاح والتغيير وضد الدولة المدنية الديمقراطية التي تعيق تسريع هذه العملية، وبالتالي تعيق توجه الدولة صوب المعركة المصيرية ضد المحتلين الأوباش. وهي قوى من داخل النظام السياسي الطائفي الراهن ومن قوى متنوعة تخشى على مصالحها الأنانية وفقدان قدرتها على مواصلة النهب. 
2. القوى الإقليمية التي ترى في العراق الذي يسعى للتغيير خطراً كبيراً على نظمها السياسية المعادية لمصالح شعوبها والمستبدة في سياساتها.
3. القوى الدولية والإقليمية والمحلية المستفيدة مباشرة أو بصورة غير مباشرة من نهب النفط العراقي وتهريبه من قبل عصابات داعش التي تسيطر على بعض حقول النفط وبعض مصافي تكريره في المناطق المحتلة والذي يحقق لها أرباحاً طائلة على حساب مصالح الشعب وموارده النفطية.
4. ضعف التنسيق والتصميم والإصرار من جانب القوى الدولية والإقليمية التي شكلت تحالفاً دولياً لمواجهة عصابات داعش بالعراق وسوريا، إذ إن بعضها يرغب في بقاء المنطقة قلقة وغير مستقرة، والبعض الآخر يخشى على مصالحه الآنية، وبعضها الثالث بسبب تحالفاته السابقة غير المنقطعة مع داعش. إذ إن بعض هذه القوى ما زال يمارس تقديم أنواع الدعم غير الرسمي لعصابات داعش بالعراق وسوريا. 
5. كما إن مواجهة هذا العدو بحاجة ماسة إلى وحدة الصف الوطني العراقي ومعالجة المشكلات التي تعيق طريق التفاهم بين القوى الراغبة والساعية إلى الإصلاح والتغيير وتوحيد الجهود لمساعدة العبادي في السير قدما في إصلاحاته والتنسيق معه لهذا الغرض، إذ إنه بحاجة ماسة إلى المزيد من دعم الشعب ومظاهراته المليونية لتكون عوناً له في مواجهة أعداء التغيير بالداخل والخارج.
6. ويتطلب من الشعب وقواه الخيرة مواجهة أولئك الذين يسعون غلى التشكيك بالمظاهرات والادعاء بأنها يمكن أن تنحرف عن أهدافها بأمل دق أسفين الفرقة في وحدة المتظاهرين. فاستمرار المظاهرات يمنح العزيمة للشعب ورئيس الحكومة ومؤيديه في مواصلة عملية الإصلاح والتغيير الملحة والعاجلة. 
إن انتصار الشعب صعب حقاً، وفي الظروف التي يعيش تحت وطأتها العراق حالياً، ولكنه ليس مستحيلاً بل ممكناً، وعمليات الإصلاح والتغيير السريعة والمدروسة ستسهل وتقرب دون أدنى ريب ساعة الانتصار النهائي على أعداء الشعب الداعشيين ومن لف لفهم ومن يقف ضد التغيير.


كاظم حبيب

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket