صراع العمة والجنة يتحول الى حرب الكترونية

تقاریر‌‌ 03:04 PM - 2015-08-26
 صراع العمة والجنة يتحول الى حرب الكترونية

صراع العمة والجنة يتحول الى حرب الكترونية

جملة تكونت من كلمتين شاركتها (ب.ع-30 عاماً) في صفحتها على الفيس بوك( اشعر بالاسف) كانت كفيلة بأن تشعل فتيلاً كاد ان يحرق بيت عائلة طور التكوين حين عدت والدة خطيبها العبارة التي ذكرت موجهة لها، وانها فضيحة امام الاقارب الذين ذهبوا يتساءلون عن هذه الاهانة وما اسبابها؟ ويترتب عليها النظر بقرار انهاء العلاقة بين الخطيبين اللذين لم تكن تعني لهما الجملة المذكورة ولا تشكل اي عائق او خلاف بينهما. في حالة معاكسة ( شهد عزام - 22عاماً)  كانت والدة خطيبها تشارك في منشورات تعبر عن نسيان الابن لوالدته، وسيره اعمى وراء طلبات زوجته لمستقبلية، وكيف هو جاحد بحق من بذلت سنوات العمر في تربيته في سبيل امرأة اخرى وهي (الجنة)
وانتهى المطاف ان طلبت الا يسكنا معها على الرغم من انه ابنها الوحيد ما اضطرهما لاستئجار منزل صغير لنقل اثاثهما . انها الحرب التي لا تنتهي بين (العمة والجنة) بثوب الحداثة لتنتقل من تبادل الكلمات والنظرات المباشرة الى ساحة المواقع الافتراضية للتواصل الاجتماعي .

حديث شاي العصر

لكل شخص خصوصيات لايمكن تجاوز حدودها الا اني لاحظت بعض "الجنات" تنشر كل مشاكل العائلة على صفحات الفيس بوك وكثيراً ما تتجاوز العائلات مثل هذه التصرفات تجنباً للمشاكل، هذا ما عبرت عنه (سارة طاهر-25 عاماً) من خلال معايشتها لبعض الحالات في محيطها وتعدها لهوا يمر من قبل "الجنة" لا تبالي له كي لا تخلق توترا في محيط العائلة.اما (ميس محمد -28 عاماً) تقول: تعرضت للمضايقات من قبل اهل زوجي حتى ان كل كلمة كنت انشرها وجميع تحركاتي اصبحت مراقبة ما اضطرني الى الغاء الصفحة الشخصية المسجلة بأسمي الصريح باخرى بأسم مستعار تجنبا لحدوث المشاكل العائلية .عقبت على كلامها (ر.ص -32 عاماً) ليس (العيال) فقط من يراقب انما الاقارب و زملاء العمل وتكون اخبار ما انشره واعلق عليه (حديث شاي العصر) على حد تعبيرها .ناقضتها (سمية الربيعي-28 عاماً) بالقول: اهل زوجي متفهمون وعلى الرغم من محاولة البعض ممن اصيب بهوس التفتيش في خصوصيات الاخرين الايقاع بيني وبينهم الا انهم تجاوزوا الامر. ايدتها (ام تمار-38 عاما) واصفة الفيس بوك منصة للتواصل مع العائلة و الاقارب، فالجميع يتبادلون التهاني في المناسبات و يتفاعلون مع ما ينشر من قبل اي منا ويبدون الاراء بكل مودة واحترام، واضافت:
على الرغم من اني لا اعاني من هذه المشكلة في بيتي الا ان بعض الصديقات اضطررن الى انشاء صفحات سرية وبأسماء اخرى هربا من مضايقات اهل الزوج .
 
الغيرة مشكلة

للرجال رأي ايضاً حول الحرب الدائرة بين أمهاتهم وزوجاتهم ( ايسر الاعسم – 28 عاماً)  يعتقد ان السبب وراء مشاكل (العمة والجنة ) هو الغيرة، فالزوجة احياناً تتضايق من وجود ام الزوج وتعد ان قربها من ابنها يأخذه ويشغله عنها حتى تصل الى انها تعتقد انها تزاحمها في حبه لها فتسعى لاختلاق الخلافات معها . واحياناً تكون الام هي من يشعر بذلك التي لا تعجبها تصرفات جنتها فتبدأ للبحث عن ثغرات تصنع منها مشكلة.اما (علي حسين- 31 عاماً) فيعتقد ان ما يحصل هو نتيجة اختلاف طبيعة العائلات المتصاهرة ما يثير الحساسية بين الطرفين، اضافة الى عاطفة الحب الاستثنائية التي تحملها الام لابنها يثيرالغيرة عند بعضهن من دخول امرأة غيرها الى حياته وانشغاله بها.(مؤيد محسن- 45 عاماً) وصف العائلة وصفاً لطيفاً فوصفها بالاقليم وان انشاء عائلة صغيرة في ظله يشبه بداية انشاء اقليم صغير مصيره الانفصال والاستقلال وهذا بالطبع سيثيرغضب المركز (الام او العمة) لانها ستشعر بان جزءاً منها سلب وابتعد عنها الا انها سنة الحياة، ويبقى الاتفاق منذ البداية بين الاطراف الثلاثة في العائلة بين الزوج والزوجة والام القاعدة الاساسية لنجاح العلاقة الاجتماعية وديمومتها.

موروث اجتماعي
 
للوقوف على طبيعة الصراع الاسري وكيف يمكن تجنب اثاره السلبية تحدث باحث علم الاجتماع في مركز البحوث والدراسات التربوية الدكتور محمد عبد الحسن الذي قال:
هناك مشاكل اجتماعية ازلية داخل المؤسسة الاسرية ومن هذه المشاكل الصراع ما بين (العمة والجنة) وبحسب علمي فان هذه العلاقة غير مستقرة حتى في المجتمعات المتقدمة التي تعيش حياة الاسرة النواة والاسرة المبنية على اساس الزواج الحر..وهذه العلاقة الصراعية اشارت لها القصص الشعبية والتراثية والتاريخة، ووثقتها الامثال الشعبية مثل (لو ان العمة ترضى عن الجنة كان ابليس يدخل الجنة)، مما يعني ان هناك علاقة متوترة، صارت موروثاً اجتماعياً، وثقافة اجتماعية، تبنى في ضوئها قاعدة من التوقعات السلبية، وهذه التوقعات السلبية، تبنى عليها جملة من الافعال وردود افعال، فيما بين كل من العمة و(الجنة)..
واضاف يظهر ان طبيعة الصراع بين العمة و(الجنة)، يمثل حالة من التعارض في الفلسفة وتأدية الادوار الاجتماعية والمكانة، هذه المحاور تشكل نقاط اشتباك وتعارضاً واختلافاً فيما بين (الجنة) والعمة، وفي هذا الصراع كل واحد من اطرافه تستخدم كل السبل والوسائل كي تحظى بالقبول الاجتماعي، العمة تدافع عن مكتسباتها التي حصلت عليها عبر فترة طويلة من الزمن، كاحترام الابناء وتقديرهم، واحتكارها للموارد المالية للأسرة، وتسير امور العائلة بحسب طبيعة ماتراه مناسباً لها ولاسرتها.. والزوجة ترى انها خرجت من بيت الاب، كي تستقر في بيت جديد تكون لها الكلمة الفصل، وتكون هي السيدة الاولى في حياة زوجها، لا تنافسها فيه منافسة، وان كانت هذه المنافسة الام او الاخت.. هذا غير ان الزوجة تريد ان تعود الزوج على طبيعتها وما تراه مناسباً لحياتها المقبلة. والام ترى ان هناك تقصيراً من قبل هذه المرأة الغريبة، فان هذه الزوجة مهما تكن لا يمكن ان تكون بالحب والحنان  نفسه بالمقارنة مع الام، طبعاً هذا غير الصراع الذي يكون بصورة غير مباشرة، فان هناك بعض المشاكل التي تكون ما بين العمة والجنة، تكون تصفية حسابات، فيما بين اطراف الاسرة، سواء اكانت اسرة الزوج، ام اسرة الزوجة.
واشار  الى أن في السابق كانت العلاقة تتخذ طبيعة الصراع فيما بين العمة والجنة نقل الاخبار، ومحاولة كل من الاطراف تشويه سلوكيات الاخر، والحصول على الدعم من الاطراف الاسرية والمجتمعية، في الحي او المجتمع المحلي، وتسقيط كل طرف جزء من استحصال الحقوق، والنيل من الاخر، في مرحلة ما كان يعتمد نقل الاخبار الشفاهية، او توثيق ذلك عبر الاشعار والامثال الشعبية كمحاولة لكسب التأييد، وفرض الارادة، وعندما تقدمت التكنولوجيا صار استخدام الهاتف الارضي وسيلة فاعلة في نقل الاخبار ومحاولة تشويه سمعة كل طرف من اطراف الصراع، وصولاً الى الوقت الحاضر، حيث تم استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، بصورة فاعلة في هذا الصراع، وزاد الامر عبر استعمال التوثيق بالصوت والصورة في بعض الاحيان،  اذن الصراع بين جيل (الجنة وجيل العمة) صراع قديم جديد، غير ان وسائل هذا الصراع متجددة، وتتجدد بحسب المكان والزمان..وبحسب عبد الحسن فان من الوسائل المهمة للتقليل من حالة التشاحن والصراع فيما بين العمة والجنة جملة من الاجراءات منها:

النموذج المثالي

البناء الاسري، وديمومة استمراره، يعتمد بشكل كبير على استقلال الاسرة، والابتعاد عن التدخلات الاسرية لكلا طرفي العلاقة، والاتفاق فيما بين طرفي العلاقة الزوج والزوجة، على الخصوصية في الاسرار، والاحتفاظ بمستوى علاقة يسودها التفاهم والاحترام والتقدير، وعدم اشراك الاباء والاخوة والاصدقاء، بما يعتري العلاقة فيما بين الزوجين من مشاكل يمكن حلها بالحوار والنقاش الهادف والبناء.، وكذلك عندما يكون الزواج داخل بيت الاسرة الكبير، فعلى الزوجة ان تحترم فلسفة الاسرة، وان تكون جزءاً من هذه الاسرة،وان تكون هناك صورة واضحة لطبيعة الادوار والمهام التي تؤديها الزوجة داخل بيت العائلة الكبيرة.. 
 واضاف عبد الحسن وتبقى العلاقة الزوجية عبارة عن معادلة:
أ‌.     هو +هي= هو.........تمثل تسلط الزوج
ب‌.     هو+هي= هي.......تمثل تسلط الزوجة
ت‌.     هو+هي=هما.......تمثل الانانية الزوجية
ث‌.     هو+هي= نحن..... تمثل النموذج المثالي لطبيعة العلاقة المفترضة فيما بين الزوجين والنظرة الى قارب كل طرف من اطراف العلاقة الزوجية على انه جزء من العائلة ويفترض التعامل معه بشكل ايجابي، كون هذا التعامل سينعكس وداً وارتياحاً على العلاقة فيما بين الزوجين..
النماذج أ، ب، ت، هي التي تشعل فتيل الازمة والصراع فيما بين العمة و(الجنة)، في حين ان النموذج الاخير يكون مدعاة لحالة التسالم والتسامح فيما بينهما.

PUKmediaعن صحيفة الصباح

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket