تركيا وإعلان الحرب .. ما لها وما عليها

الاراء 11:04 AM - 2015-08-03
تركيا وإعلان الحرب .. ما لها وما عليها

تركيا وإعلان الحرب .. ما لها وما عليها

ترددت تركيا كثيرا، في دخولها الحرب على داعش، بجوار التحالف الدولي. بقيادة الند السياسي لها "واشنطن"، وقامت بالمماطلة دبلوماسياً وإعلاميا، لإيجاد تبريرات عدة لتجنبها القتال مع تنظيم " داعش". حتى تأكدت المساعي التي تريد ربط التنظيم بسياسة تركيا، ودعمها له. وذلك من خلال تدفق المقاتلين الأجانب عبر أراضيها الى سوريا، والدعم اللوجستي أيضا ومعسكرات التدريب. كانت معللة عدم خوضه الحرب بجانب التحالف، إنها لا تريد خدمة الصالح الأمريكي، وهي ترى إن حرب أمريكا على داعش فيها مصالح جيوسياسية واقتصادية للأولى.
لعل التوقيت الذي أعلنت فيه تركيا دخولها المشروط، يرجع الى زيارة أمير قطر في الخامس عشر من يونيو الجاري. الذي اتفق فيها الجانبان، على خارطة طريق للمنطقة الإقليمية بين العراق وسوريا. وثانيها الاتفاق النووي الإيراني، والذي فكرت فيه الدولتين أي " قطر وتركيا" على وضع برنامج يضمن توازن القوى في المنطقة، بعدما باعت واشنطن التحالف الخليجي كما يضنون في اتفاقها مع طهران.
الوضع الداخلي أيضا في تركيا، لم يكن خارج دائرة الصراع، فالتفجيرات التي طالت مدينة "سوروتش" كانت دافعاً قوية وملح لدخول الحرب. جرت بعده اتهامات متبادلة بين حكومة تركيا وحزب العمال وداعش، مما دفع حزب العمال الكردستاني في بيان له قائلا: أن التفجير لم يكن لداعش بل كان للحكومة!!. لذا في نجاح احد السببين السابقين في اندلاع الانفجار النجاح، إلا إن تركيا استغلت الموقف استغلالا لصالحها، ورسم سياستها الخارجية بسرعة حول اتخاذ القرار. وهو شنها الحرب على الاثنين" داعش والعمال الكردستاني".
الضغط الحاصل من قبل المعارضة، على إجراء انتخابات مبكرة، لفشل الحكومة الائتلافية الى الآن من تشكيل الكابينة الوزارية، هو الطموح الذي يراود اوردغان ايضاً، في فشل تشكيل الحكومة، حتى يكون المتربع الوحيد على عرش السلطة، وإعطاء الدور له في التشكيل والتفرد. خصوصا بعد انهيار هرم الأغلبية الذي كان مهيمن طيلة السنوات السابقة.
اوردغان وحزبه ما زال اللاعب الأوحد في القرار السياسي، كما صرح " اوغلوا" رئيس الوزراء المستقيل، موضحاً بذلك ان السياسة التركية لا تزال تمضي على ما يشتهيه حزب العدالة والتنمية. ناهيك عن تأجيج الحدود واختلاق المواجهات المسلحة، الذي سيدفع الدستور التركي الى إجراء انتخابات مبكرة، وبذلك ينجح اوردغان بإزاحة التحالف المؤقت بين المعارضة والديمقراطيين من إمامه.
الإقدام على فتح باب الحوار مع الجانب الأمريكي، يضمن لتركيا تواجدها في الساحة الإقليمية خشية من تفرد إيران بذلك، بعد الاتفاق النووي. لذا التجأت الى فتح قاعدة " انجيرليك" الأمريكية، لتقوم مقاتلاتها بقصف مواقع داعش في سوريا والعراق. وقد علق اوردغان على ذلك على انها : خدمة لصالح تركيا!!
ما ستحصل عليه تركيا عموما، هو إفساح المجال أمامها لمحاربة الجانب الثاني لها، اي حزب العمال الكردستاني فقط. لما تراه هي اخطر من داعش عليها حيث اتفاقية السلام عام 2013 لم تكن على المزاج التركي، وخصوصا ما أعطى قوى للكرد داخل تركيا، وفق المعايير الدبلوماسية ولعبة السياسة وتحديد المصير، لذا تركيا دخولها التحالف كان مشروطاً بهذا، هو تهدئة صيحات الاقلمة الكردية، إلى جانب السماح لضرب داعش. اما ما يحاول اوردغان حصوله، هو دخوله الانتخابات المعادة، كبطل قومي حقق لبلاده الاستقرار والوحدة وإعطاء، درساً للأتراك إنكم بدون اوردغان ستكونون أقاليم مفرقة يا أحفاد الإمبراطورية العثمانية.
 


أكرم السياب

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket