قصة العلم الكردي

تقاریر‌‌ 02:05 PM - 2015-07-27
قصة العلم الكردي

قصة العلم الكردي

ليس من شك في أن كل إرث ينتقل إلينا من الأسلاف له مكانة عالية تصل إلى درجة كبيرة من الاحترام والقداسة، وعندئذ لا يحق لنا ولا يجوز لأي فرد من الأفراد العبث بهذا الإرث ومن جملة هذه المواريث رسم العلم الكردي بألوانه الأربعة الزاهية الذي تؤكد الوثائق التاريخية أنه صمم أول مرة في عام 1919م أي منذ قرابة قرن من الزمان وقد اعتمدته خلال هذه الحقبة دول وإمارات كردية وسيكون من نافلة القول، الخوض في تفاصيلها وذكر أسمائها. إن هذه المواريث أو تلك تقع في منزلة العقائد والأديان التي لا يجوز حتى مجرد التفكير في تعديلها وتحريفها.
ومن الغريب جداً أن نسمع بعض الدعوات التي تطالب بتغيير صيفة العلم الكردي. دون أن نجد لهذه الدعوات مبرراً أو أي ذريعة. ونعتقد أن السير في هذا الاتجاه لا يخدم القضية الكردية بحال من الأحوال بل يزيد من التشتت والانقسام وزرع خلافات والشعب الكردي بغنى عنها. وإننا نعتقد أن هذه المعاني والرموز تعبرّ تعبيراً واضحاً وشاملاً لكل الحقائق الكردستانية والكردية ولا نعتقد أن بالإمكان أحسن مما كان، وكم نتمنى على أصحاب تلك الدعوات إعادة النظر في هذه المسألة مع كل احترامنا لآرائهم.

*للأكراد علم كسائر الأمم، فيه من الألوان الأحمر والأخضر والأبيض وفي الوسط رسم شمس صفراء، وقد اعتمدته الهيئة الاجتماعية "الكردستانية" عام 1920م والأكراد يرونه رمزاً لكرامتهم.
مؤسسي "الهيئة الاجتماعية"1920م:
مصطفى باشا يامولكي خليل رامي بدرخان وكمال فوزي ومولان زاده رفعتْ.
*لقد كان "مصطفى باشا يامولكي" أحد مؤسسي هذه الهيئة "الكردستانية" التي أقرت العلم على هذا الشكل. وفي حكومة "الشيخ محمود البرزنجي" تسنم منصب الوزارة وتحمّل مسؤولية صحيفة هذه الدولة "فجر كردستان" التي كانت "نصف رسمية". وليس ببعيد أن تكون حكومة "الشيخ محمود" قد قبلت هذا العلم علماً للبلاد بتوجيه من "مصطفى باشا" واقتراحه.
*إنه علمنا يا بني.. إنه يمثل كرامتنا.. إنه تجسيد لشرف الأمة الكردية.
ولجميع الأمم والشعوب والقوميات والدول والأقوام علم يمثل هويتها ويرمز إلى كيانها ووجودها وللعلم أشكال وألوان مختلفة لدي كل شعب وأمة.
وعلى غرار تلك الشعوب والأقوام للأكراد علم على الصورة التي نوّهنا بها.
لا ندري على وجه الدقة متى اتخذ الأكراد أول علم مدى أحقابهم التاريخية. إلا أنَّ أولئك الأكراد الذين عاشوا وأقاموا في كردستان "موطنهم الذي ما زالوا يقيمون على أرضه" منذ قرابة سبعة آلاف عام، أسّسوا دولاً وإمارات كثيرة لا بد أنهم كانوا يتخذون شكلاً من أشكال الأعلام لاشك في ذلك. أي أن تلك الدول القديمة التي كان لها دور بارز في بناء الحضارات وتأسيس المدن والجيوش مثل الدول الميتانية والهورية والسوبارية والكاردوكية والميدية- وهذه الشعوب القديمة هم اسلاف الأكراد حسب معرفة المؤرخين- كانت تقتني صورة من صور الأعلام للتعريف بشخصيتها. ثم إن تلك الإمارات الكردية التي أقيمت على أرض كردستان وكانت ذات سيادة شبه مستقلة ويذكر اسماء امرائها في المساجد ويُدعى لهم مثل الإمارة الشدادية والمروانية والصورانية والأردلانية والبادينانية وسواها، وكانت لها صروح وقلاع وقصور شاهقة،.. هذه الإمارات التي عاشت على أرض كردستان مئات الأعوام لا بد لها أنها كانت تتخذ لنفسها شكلاً خاصاً من الأعلام.
ويقول الكاتب الكردي محمود لوندي: "والأمير "بدرخان" (1806-1868)م الذي كانت إمارته التي امتدت رقعتها على أرض كردستان برمتها. وكانت له أموال وذخائر وبنادق ومدافع وتُسك النقود باسم دولته. وفي ذلك العهد كانت له علاقات بأوروبا لتطوير وتحسين أحوال إمارته، وكان يوفد إليها البعثات العلمية. وكان قد أمر ببناء الأساطيل والسفن التجارية والحربية على بحيرة "وان" لحماية دولته وللأغراض التجارية فهل بوسع المرء أنْ يزعم بأن الأمير بدرخان وهو صاحب هذه المآثر العظيمة لم يكن قد اتخذ لدولته علماً فإن هذا الزعيم سيكون باطلاً دون ريب.
وما دمنا نفتقر إلى البراهين ولا نجد بين أيدينا دليلاً فلن نستطيع الجزم بأن اعلام تلك الدول والإمارات كانت على هذه الشاكلة أو تلك...
وفي اسطورة "كاوا الحداد" يروى أنه حين انتصر على الملك خلع مئزره المصنوع من الجلد وجعله علماً ولوّح به إيذاناً بالنصر.

 
كلمة العلم من حيث اللغة:
"آلاAla =" أو "آلAl= ":

وقد وردت كلمة "آلاAla=" بدلاً من كلمة "آلAl=" "التي تعني العلم" في قصائد كثير من الشعراء الكرد القدماء مثل "الملا أحمد الجزيري وملا باتي والملا أحمد خاني" اذاً كلمة "آلاAla=" موجودة عند الكرد منذ القديم وكلمة العلم باللغة الكردية تلفظ  "آلا Ala" وليست "آل  Al" كما تلفظ اليوم.

Zalimê kuştim şepalê
Nazikê, qencê delalê
Bûn hîcaba zilf û xalê
Êdek û ala û tox.
           (Ji Dîwana Melayê Cizîrî, 1407-1481).
Bejn û bala tox û ala
Min kirin vêkra mitala
Çîçeka terhînî wala
Dil ji min bir, dil ji min.
              (Ji Dîwana Melayê Cizîrî).

Lê me hêvî wasiq e ez feqîr
Jêrî alaya te bim roja esîr.
            (Ji Mewluda Melayê Batê, 1417-1491)

Ya Reb îmanê dixwazin em midam
Jêrî alaya Muhemmed wesselam.
           (Ji Mewluda Melayê Batê)

Îşaret wehy-û telwîh û îradet vîn û qudret şîn
Ceman qels û betel merd û lîwa ala, alem nîşan.
         (Ji Nûbihara Ehmedê Xanî, 1651-1706).


العلم الكردي كما هو اليوم
تُرى متى وكيف تمت صياغة هذا العلم الذي قبل به الجميع؟
لدينا من الدلائل ما يؤكد ظهوره في مستهل عام 1920م حيث صاغته المنظمات الكردية الموجودة في ذلك العهد فقد كانت صورته مطبوعة باللون "الأخضر وفي الوسط رسم للشمس" على بطاقات "جمعية التعالي الكردستانية" بقلم الكاتب: "زين الدين" عضو الجمعية.
وحسب رأي زنار سلوبي "قدري جميل باشا" فإن منظمة "الهيئة الاجتماعية" هي التي تبنته وأقرته على صورته الحالية كالآتي:
اللون الأحمر في الأعلى والأبيض في الوسط اللون الأبيض الذي يحتله قرص الشمس وفي الأسفل اللون الأخضر وأُعِلنَ عنه بصفته علماً للبلاد. وعلى الرغم من أننا لا نجد بين ايدينا رسماً لذلك العلم فإن نستطيع القول بناءً على حديث "سلوبي" أنّ الهيئات الكردية هي التي صاغته وارتضته علماً رسمياً في بداية أعوام 1920م.

في عام 1921م توجه مصطفى باشا مع بعض مؤسسي "الهيئة الاجتماعية": خليل رامي بدرخان وكمال فوزي ومولان زاده رفعتْ إلى كردستان الجنوبية إلّا أنَّ البريطانيين لم يأذنوا لهم بدخولها باستثناء مصطفى باشا يامولكي لأنه كان من أهالي "السليمانية". وفي السليمانية يُنصب وزيراً للتربية والتعليم في الحكومة الكردية التي أسسها الشيخ محمود البرزنجي عام 10-10-1922م. وكانت حكومة الشيخ محمود قد اعتمد علماً واصدرت الطوابع وليس بين أيدينا من الوثائق ما يثبت لنا جوهر هذا العلم. ولكن يتجه بنا الظن إلى أنّ علم تلك الدولة كان هو العلم نفسه الذي نراه اليوم باقتراح من مصطفى باشا الذي كانت له علاقات عميقة بدولة الشيخ محمود البرزنجي.

رسم العلم عام 1928م
إنَّ أولئك السياسيين والمتنورين الأكراد الذين كانوا يقيمون في كردستان واستانبول في أعوام 1900م-1928م ويؤسسون المنظمات والجمعيات هاجر معظمهم بعد ثورة الشيخ سعيد البيراني عام 1925م وعام 1930م إلى سوريا وأقاموا فيها. وفي ذلك العهد-1927م- أسسوا جمعية خويبون التي كانت تصدر كتباً ومنشورات تحت اسم خويبون ومن خلال دراستها يتضح لنا أن جمعية خويبون 1927م كانت قد اعتمدت علم عام 1920م. كما تبنى إحسان نوري باشا هذا العلم في انتفاضة "آكري" وفي كثير من الكتب والمجلات التي وصلت إلينا نجد فيها رسوماً لذلك العلم.
 
وبصدد هذا الأمر يتحدث إحسان نوري باشا في مذكراته:
"في عام 1926م تمرد "بروه سكي تلي"–من عشيرة الجلالية- ولاذ بالجبل وأعلن عصيانه" وفي عام 1927م استطاع إحسان نوري باشا الوصول إلى آكري بترتيب من جمعية خويبون وأخذ بيده مقاليد الانتفاضة. والعلم الذي صاغته "جمعية التعالي الكردستانية 1920م" تبناه الجنرال إحسان نوري باشا ونصبه أول مرة على جبال كردستان.
"أمرت بإعداد زي عسكري للفتيان الأكراد، ونصبت العلم الكردي عالياً خفاقاً على جبال كردستان، فكان الصناديد الأكراد يهتفون له ويحيونه من بعيد. في تلك الأيام وُجدت فرق عسكرية في آكري وكان للأكراد علم". (من مذكرات احسان نوري باشا).
وفي عام 1928م ظهرت صورة للعلم الكردي بألوانه على غلاف كتاب من تأليف ثريا بدرخان الذي كان عضواً في جمعية خويبون.

مجلة هاوار والعلم الكردي عام 1932م.
على صفحات مجلة "هاوار" نشرت قصائد وكتابات كثيرة. يقول جلادت عالي بدرخان في إحدى مقالاته المنشورة على صفحات "هاوار" معرفاً بالعلم الذي نراه اليوم: "ألوان العلم الكردي من الأعلى الى الأسفل هي: الأحمر والأبيض والأخضر وفي الوسط يتألق شعاع الشمس". (مجلة هاوار، العدد 9 ، السنة:1932، الصفحة 1-2).
عام 1932م ظهر رسم للعلم الكردي على صفحتين لمجلة "هاوار" ذو ألوان: الأحمر في الأعلى والأبيض في الوسط والأخضر في الأسفل وعلى الأبيض شمس تصدر عنها ثمانية عشر شعاعاً. وفي هذا العدد كتب جلادت بدرخان في رثاء الشيخ: عبدالرحمن كارسي:
"أجل يا شيخي:
لقد أعدت لك كفناً لم يكفّن به جثمان قط ورمْساً لم يُلحد فيه أحد من الموتى.. لقد صنعت كفنك من الأحمر والأبيض والأخضر والأصفر –ألوان العلم الكردي- وخبأتك بين صفحات "مجلة هاوار".....الخ.
(مجلة هاوار، العدد:11. 1932م، ص2-3).
 
ومن احدى قصائده نختار هذه السطور:
"علم الكرد في وسطه شمس..
كم هو ذو هيبة ووقار..
إنه ذو أربعة ألوان زاهية
سطر أخضر وسطر أحمر
وسطه ابيض وعليه اصفر
إنه قوس قزح ذو شمس.
 (مجلة هاوار، العدد:5. 1932م، ص4).

وفي العدد الثامن (كانون الأول عام 1932م) الصفحة (7) نشر الدكتور كاميران بدرخان قصيدة عن العلم وفي البيت الأول والثاني تعريف لعلم ووصف له:
"علم الكرد
نور القلب والروح
هدية الأم والأب
في الصدر شمس وضياء
بهاء الأرض والماء
علم الأكراد برمته
أحمر. أبيض
أخضر وأصفر".

وفي مدينة الحسكة، تأسست جمعية (التعاون ومساعدة الفقراء الأكراد) في عام 1932.

كان المؤسسون اعضاء في جمعية خويبون ومن الرعيل الأول الذين التجأوا الى الجزيرة (شمال سوريا)، بعد فشل ثورة الشيخ سعيد وآكري، ومنهم: (حسن حاجو آغا، عارف عباس، جكرخوين، الدكتور أحمد نافذ، المناضل عبدالرحمن علي يونس، حمزة بك، أمين أحمد بريخاني، وأوصمان صبري ....الخ). الجمعية تهدف الى تحسين أوضاع الفقراء الأكراد المعيشية والصحية والتعليمية، والاهتمام بالقضايا الاجتماعية (بناء المشافي، فتح المدارس، صندوق التعاون للمحتاجين). ظهر رسم للعلم الكردي على قسيمة التبرعات لجمع الأموال للفقراء والمحتاجين:
 
تأسس أول نادي كردي في مدينة عاموده:

وتأسس أول ناد كردي (نادي "جوان كرد"شباب الكرد في عاموده) في مدينة عاموده في منتصف الثلاثينات، وكانت اعمال النادي تتم تحت اشراف محمد علي شويش ويقوم الشاعر جكرخوين بادارة النادي ويدرس الشعر الكردي للطلاب، وهناك مجموعة من الأساتذة الذين كانوا يدرسون الطلاب اللغة الكردية بالأحرف اللاتينية والتاريخ والجغرافيا. ويصطف الطلاب كل صباح ينشدون النشيد الكردي، ويرفع العلم الكردي-المعروف اليوم بالألوان الأربعة- في سماء المدرسة، وكانوا يرتدون زياً موحداً، واطلق عليهم اسم (الكشافة) حيث يتجولون في الشوارع في المناسبات القومية، ويرددون قصائد الشاعر جكرخوين الحماسية.
وفي عام 1936م نشر الأديب والمناضل الثوري العم أوصمان صبري قصيدة عن العلم الكردي ووصفه بالألوان المعروفة اليوم: الأحمر والأبيض والأخضر والأصفر.

Ala Rengîn
Min divê her tu bilind bî
Ala rengîn kesk û zer
Him xweşî him ceng û rûmet
Tên zanîn ji sor û gewr…    
                      (Dîwana Osman Sebrî. R.23).

العلم الكردي في احدى قصص نورالدين ظاظا.
كتب نورالدين ظاظا قصة في مجلة "هاوار" يتحدث فيها عن دور الشيخ سعيد بيران وعن دراسته، وعندما ينتصر الأكراد ينزلون العلم التركي وينصبون العلم الكردي... إنه يرافق والده الى السراي.. إنهما أمام باب السراي. وتمضي الرواية كالتالي:
".... كان الناس قد تجمعوا حول السراي.. كنا صغاراً.. لم يكن ذاك الشيء الملوّن الذي كان يطل على رؤسنا قوس قزح سماوي. فسألت والدي قائلاً:
-ابتاه... ما هذا الـ"قوس قزح" المنصوب على السراي؟ فقال:
-إنه علمنا يا بني.. إنه يمثل كرامتنا.. إنه تجسيد لشرف الأمة الكردية. ولكن فرح الأكراد بالظفر لم يمكث طويلاً بسبب النزعات العشائرية والخصومات والأنانية، والخلافات الأسرية وعندئذ يعود الأعداء إلى احتلال البلاد فينزلون العلم الكردي ويعيدون علمهم إلى سابق مكانه". (مجلة هاوار، العدد:30. 1941م، ص4-5).
وفي مقال  للدكتور بنكي حاجو "ما أشبه اليوم بالبارحة" يتحدث عن زيارة خاصة للأستاذ المرحوم عزت فلو من كرد الشام المعروف بوطنيته واخلاصه لشعبه." المرحوم عزت فلو كان معلماً في اربعينات القرن الماضي في قرية "معشوق" التابعة لمنطقة "قبور البيض". معشوق كانت تقع على بعد 8 ــ10 كم من الحدود التركية.  استقبلنا الأستاذ عزت بحفاوة وسرور بالغين. طلب البعض من الاستاذ سرد قصته التراجيدية التي حدثت له كأستاذ لمدرسة "معشوق" . لنترك الآن الكلام للأستاذ ليروي لنا ذلك، حيث قال: "لم يكن هناك اي وجود لأجهزة الدولة لا من شرطة او جيش الا في قبور البيض البعيدة نسبياً. حراسة الحدود كانت منوطة بالأهالي. الجميع كان مسلحاً وحب الكرد للسلاح كان عشقاً وولهاً وحينها كان السلاح ضرورة قصوى ضد عنجهية وسطوة الجنود الاتراك واستهتارهم بالدولة السورية وحدودها. صباح كل يوم كان الاجتماع الصباحي يبدأ برفع العلم الكردي فوق المدرسة مع النشيد القومي الكردي".

 في مهاباد "جمهورية كردستان الديمقراطية" –العلم الكردي عام 1946م.
ويتحدث زنار سلوبي "قدري جميل باشا" عن العلم الكردي في جمهورية "مهاباد" كمايلي:
"كانت جمهورية مهاباد الكردية قد اعتمدت للدولة ذاك العلم الذي صاغته "الهيئة الاجتماعية" عام 1919م إلا أنَّ بعض الزيادات كانت قد أضيفت الى العلم المنوه عنه فقد رسم الى جانبي قرس الشمس سنبل من سنابل القمح ووضع خلف القرص رسم جبل وشجرة وكتب بشكل دائري "دولة جمهورية كردستان".
نشرت الفتاة الكردية "عشرت عزمي" خاطرة في صحيفة جمهورية مهاباد–العدد:9- تعرف بالعلم الكردي نختار منها:
" أيها العلم الكردستاني.. يا ذا الألوان الثلاثة... يا رمز السمو الكردستاني... لونك الأحمر شاهد على الدم الكردي المسفوح .. ولونك الأبيض هو من نقاء سريرة الأكراد وطيبة نفوسهم.. ولونك الأخضر آت من خصوبة أرض كردستان.
 
وقد كتب وليم ايكليتون عن العلم الكردي كالآتي:
"في شهر نيسان عام 1944م وضعت منظمة "كومل" تصميماً للعلم الكردي بعون من حلفائها وانصارها في العراق ليكون علم البلاد في جمهورية "مهاباد" وهو يتألف من ثلاثة أقسام... وكان كل قسم منه ملوناً بلون يختلف عن القسمين الآخرين. الأحمر في الأعلى وفي الوسط الأبيض وكان القسم الأسفل أخضر اللون، يتربع قرص الشمس على المساحة البيضاء إذ أن الشمس رمز من رموز الأكراد وإلى طرفي رسم الشمس سنبلان من سنابل القمح وفي الخلف جبل وقلم.
وفي أواخر شتاء عام 1946م كانت الشمس تشعّ في الصباح الباكر.. كان ذلك اليوم يوماً بهيجاً.. كان كبار القوم ورؤساء العشائر قد حضروا وكذلك جموع غفيرة من القرى المجاورة الى ساحة "جارجرا"-"القناديل الأربعة".. كان الشارع الذي يفضي من طرفي المدينة إلى ساحة "جارجرا" في مدينة مهاباد قد ازدانت بالأعلام والرسوم الملونة".
وبحسب بعض المعلومات تقول:" فقد سلم القاضي محمد رئيس أول جمهورية كردية مهمة خياطة العلم الكردي للسيدة "فاطمة اسعد شاهين". فاطمة تنحدر من احد العوائل في منطقة شمزينان في كردستان تركيا انتقلت مع عائلتها إلى قضاء زاخو في كردستان العراق واقترنت مع السيد " نعمان عيسى شيرواني" احد المقاتلين الكرد القدامى واستمرت بحياتها الزوجية مع السيد نعمان وشاركت في كافة الحركات التي ساهمت في تحرر الشعب الكردي في جنوب وشرق كردستان. جدير بالذكر بأن جمهورية مهاباد تأسست في الثاني والعشرون كانون الاول عام 1946 واستمر عمر جمهورية مهاباد 11 شهراً لتنهار في 15 كانون الثاني من عام 1947 بعد ان أخل الاتحاد السوفياتي بدعمه للجمهورية ، وكان قاضي محمد أول رئيس لأول جمهورية كردية أقيمت في القرن العشرين.
تحدث "موسى عنتر" في مذكراته عن منظمة سرية شاركة في تأسيسها "يوسف عزيز أوغلو" وبعض آخر من الأكراد وأنهم في أثناء أداء القسم كانوا يضعون أيديهم على العلم وقطعة سلاح. ثم تحدث عن العلم بإسهاب: "كانت مهمة إعداد الأعلام ملقاة على عاتقي، لذلك ذهبت الى "كابالي جارشي"-اسم سوق في استانبول. تعني السوق المغلقة- واشتريت لكل علم نصف متر من "القماش" أربعة ألوان.

مؤتمر "مكافحة الاستعمار" في اثينا عام 1957م والعلم الكردي.
تحدثت الأميرة روشن بدرخان لي شخصياً عن حضورها هذا المؤتمر "مؤتمر مكافحة الاستعمار " عام 1957م في اثينا- اليونان بصفتها ممثلة عن الشعب الكردي: "كان العلم الكردي المعروف اليوم بألوانه الأربعة: "ألوان العلم الكردي من الأعلى الى الأسفل هي: الأحمر والأبيض والأخضر وفي الوسط يتألق شعاع الشمس" امامي في قاعة المؤتمر وهو رمز الشعب الكردي وبلادهم كردستان".

والعلم معروف اليوم بألوانه الأربعة: الأحمر والأبيض والأخضر وفي الوسط رسم شمس صفراء. ولهذه الألوان معانٍ ودلالات، فالأبيض رمز للسلام، والأحمر تعبير عن الدم والثورة، واللون الأخضر يقصد به بركة أرض كردستان وخصوبة "ميزيوبوتاميا". والشمس رمز للديانة الزرادشتية التي كان الأكراد يعتنقونها.
 
العلم الكردي

المصادر:
-جريدة آرمانج، محمود لوندي. العدد:141. الشهر السابع، السنة: 1993م. ص6-7.السويد.
-المسألة الكردية، زنار سلوبي، السنة:1969م. بيروت-لبنان.
-مجلة هاوار، جلادت بدرخان، الأعداد: (5،8،9،11،30)، السنة:1932،1941م. دمشق.
-مذكرات احسان نوري باشا، مجلة هيفي، العدد:2، أيار 1984م،ص21-28. باريس.
-ديوان أوصمان صبري. منشورات: "بيري"،2004م، اسطنبول.
-مذكرات موسى عنتر، استانبول 1990م.
-ديوان الشاعر ملا أحمد الجزيري.
-نوبهار، الشاعر أحمد خاني.


PUKmedia دلاور زنكي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket