دراسة: أردوغان وداعش يرتكبان مذبحة للأكراد بكوباني

جینوساید‌‌ 12:49 PM - 2015-07-03
دراسة: أردوغان وداعش يرتكبان مذبحة للأكراد بكوباني

دراسة: أردوغان وداعش يرتكبان مذبحة للأكراد بكوباني

من جديد، تعاون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع حليفه التنظيم الإرهابي "داعش" ، في تنفيذ مذبحة جديدة ضد الأبرياء المدنيين الكرد في مدينة كوباني . راح ضحيتها نحو 200 شهيدا وأكثر منهم مصابين .
المذبحة الجديدة نفذها ارهابيو تنظيم داعش ، قبل أيام عندما تسللوا إلى المدينة بمساعدة تركية واضحة ، من خلال المعبر الحدودي مرشد بينار الواقع تحت سيطرة الحكومة التركية .
دخل الإرهابيون المدينة مع ساعات فجر يوم الخميس الماضي ، وقد تم الهجوم  على ثلاثة محاور ، الأول عبر البوابة التركية مع المدينة على أساس كونهم مقاتلون من الجيش الحر ـ بالتنسيق مع السلطات التركية على البوابة ـ الذين فتحوا البوابة لهم، وبعد دخولهم فجروا سيارتين مفخختين، ووقع عشرات الضحايا هناك، وسيطروا على عدة نقاط قرب البوابة.
وهجوم آخر تم من المحور الجنوبي حيث وصل المسلحون إلى قرية برخ باطان، وذبحوا عشرات المدنيين الكرد.
كما نفذوا تسللا آخر من المحور الشرقي للمدينة على متن أعداد كبيرة من السيارات كانت ترفع الأعلام الكردية ومروا عبر الحواجز الموجودة في المنطقة باعتبار أنهم رتل من سيارات المقاتلين الكرد يحتفلون بالنصر، إلى أن وصلوا المدينة.
 ورغم النفي المتكرر من المسؤولين الأتراك لوجود تورط تركي في العملية ، إلا أن كل الشواهد تؤكد هذا التورط في المجزرة الجديدة بحق المدنيين في كوباني .
وسارع الرئيس التركي أردوغان لنفي التهمة، وهاجم ما اعتبرها جهات تحاول أن تضع اسم تركيا بجانب تنظيم إرهابي، في إشارة إلى ما نشر حول وجود تنسيق بين الأتراك وداعش في تلك العملية ، واعتبر تلك المحاولات "أكبر افتراء بحق تركيا وشعبها".
 وأكد أن بلاده "لا يمكن أن تكون في صف أي تنظيم إرهابي أياً كان".
لافتاً إلى "وجود جهات في الداخل والخارج تسعى وبكل إصرار إلى عكس صورة مخالفة لذلك".
أما رئيس وزاءه أحمد داود أوغلو فقال :"تركيا لم تتلطخ يداها بقطرة دم واحدة في سوريا ، وموقفها حيال التنظيم الإرهابي واضح ومعروف ، وكل ما قيل محض افتراءات .
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية "تانجو بيل كيج"، أن يكون مقاتلي داعش الذين شنوا العملية العسكرية ضد "كوباني" قد دخلوا المدينة من تركيا .
لكن كل الشواهد تؤكد أن يد أردوغان ملوثة بدماء الأبرياء الكرد في كوباني ، فهذه ليس المرة الأولى له ، فقد كان الدعم التركي غير محدود لتنظيم داعش خلال محاولته احتلال المدينة والسيطرة عليها العام الماضي ، ولم يبخل أردوغان على التنظيم بأي مساعدة ، وسخر أجهزة الدولة التركية لخدمة التنظيم الإرهابي فقط لإخضاع الكرد ، سواء بالمعلومات أو الأسلحة أو علاج المصابين في مستشفيات تركيا ، أو بعرقلة جهود التحالف الدولي في شن هجمات جوية على مقاتلي التنظيم ، ووصل الأمر إلى وجود معلومات مؤكدة بمشاركة جنود أتراك لعناصر التنظيم الارهابي في الهجوم على المدينة ، وعندما أيقن أردوغان أن الكرد صامدون في الدفاع عن مدينتهم وأن شبح الهزيمة يخيم على التنظيم ، سارع بفتح الحدود التركية عند نفس المعبر "مرشد بينار" أمام جحافل داعش لتنفيذ هجوم ضخم على المدينة من الجانب التركي في محاولة أخيرة للسيطرة على كوباني ، لكن الهزيمة كانت في انتظارهم . لينكسر التنظيم ويلقى هزيمة منكرة في المدينة ، ويتم تحريرها بالكامل من الإرهابيين .
وقد سرّبت أوساط عسكرية تركية تفاصيل خلاف بين رئيس أركان الجيش التركي، الجنرال نجدت أوزال ، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، في اجتماع أمني عقده أردوغان ، قبل أسبوع من الهجوم على كوباني ، حضره رئيس الوزراء ونائبه ، ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية ، ورئيس أركان الجيش . لبحث التطورات العسكرية في شمال سوريا عقب الهزائم التي تلقاها داعش على يد الكرد وتمدد الآخرين في المناطق المحاذية لتركيا. وفي الاجتماع رفض أوزال خطة لدخول الجيش إلى منطقة "جرابلس" و"مارع" من أجل وقف التمدد الكردي ، طالباً تعليمات خطية واضحة في هذا الشأن. وحذّر من حرب شاملة في حال تدخل إيران وروسيا لدعم الجيش السوري.
وأوردت صحيفة "حرييت" أن 12 ألف جندي تركي جاهزون للتدخل في سوريا لإقامة "منطقة آمنة"، لحماية الحدود التركية من تهديدات المتطرفين.
وأمام هذا الرفض ، اختار النظام التركي التعاون مع داعش في عملية عسكرية على كوباني ، تستهدف إيقاف التقدم الكردي ، وشغل قوات حماية الشعب عن خوض معارك جديدة مع التنظيم ، خاصة في مدينة جرابلس ذات الأهمية الاستراتيجية ، والتأثير في معنويات المقاتلين والمدنيين الكرد .
ولهذا جاء الهجوم الأخير على كوباني ، خاصة وأن الخطر الكردي بات يهدد تركيا وداعش معا.
فقد شكل التقدم الكبير والمتواصل للمقاتلين الكرد على جبهات القتال مع داعش ، وتحرير الكثير من المدن والقرى من سيطرة التنظيم الارهابي ، وكان آخر الانتصارات سقوط مدينة تل أبيض الاستراتيجية في أيدي المقاتلين الكرد ، وهي ذات أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لداعش ، كما أن وجود الكرد فيها رآه أردوغان بمثابة التهديد لتركيا وأمنها القومي .



الأهمية الاستراتيجية لـ"تل أبيض"

شكل سقوط مدينة تل الأبيض في يد الكرد ، ضربة قاصمة ثقيلة جديدة يتلقاها داعش على يد الكرد ، بعد هزيمتهم النكراء في كوباني ، التي شكلت بداية الانكسار للتنظيم الإرهابي . ويأتي ذلك للأهمية الاستراتيجية التي تتميز بها "تل أبيض" .
فالمدينة تقع على بعد 100 كليومتر من مركز محافظة الرقة التي يتخذها التنظيم عاصمة له، وهي تتصل شرقاً بمدينة رأس العين التي تشكل جسراً لمحافظة الحسكة والمناطق الكردية المفتوحة على إقليم كردستان، وتربط غرباً محافظة حلب بمحافظتي الحسكة والرقة.
والأهم أنها كانت تشكل بوابة استراتيجية لداعش مع تركيا، ومعظم المقاتلين القادمين عبر تركيا للالتحاق بالتنظيم الارهابي في محافظتي الرقة ودير الزور كانوا يستخدمون تل أبيض معبراً للدخول، استفادة من طول الحدود الإدارية لمناطق تل أبيض مع تركيا والتي تصل 70 كليومتراً، كما أن ذلك المعبر يشكل بوابة اقتصادية للتنظيم الإرهابي يجعله يتحكم بطرق التجارة ونقل البضائع وتهريب النفط وفرض الضرائب.
كما كانت تل أبيض وريفها المكون من نحو 400 قرية ، تفصل بين الكانتونات الكردية الثلاثة ( الجزيرة وكوباني وعفرين) ، ما يشكل تهديدا أمنيا كبيرا لهذه الكانتونات وسكانها ، وكانت تعتبر محطة لانطلاق جميع العمليات العسكرية التي يشنها داعش على المناطق الكردية ، لهذا كان الكرد يعتبرون السيطرة على هذه المدينة هدفا استراتيجيا كبيرا .



الخلاف الأمريكي التركي يتصاعد

كشفت المعارك الأخيرة وتطور العمليات العسكرية في سوريا ضد داعش خاصة على الجبهات الكردية ، مدى تزايد هوة الخلاف والتعارض في المواقف بين الولايات المتحدة وتركيا . فعقب نجاح مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل من الجيش الحر ، في تحرير مدينة تل أبيض وطرد داعش الارهابي منها بعد سيطرته عليها لأكثر من عام ، وصفت وزارة الدفاع الأمريكية ذلك بالحدث الهام والكبير، وضربة قاسية لتنظيم داعش الإرهابي.
وقال الكولونيل "ستيف وارن" المتحدث الرسمي باسم البنتاجون ، إن تحرير مدينة تل أبيض يأتي في غاية الأهمية، بذلك تم قطع طريق الإمدادات والمساعدات التي تأتي لداعش، كما أنه بذلك يكون سببا كبيرا في عدم وصول المسلحين الأجانب إلى صفوف داعش. في إشارة إلى الدور التركي في هذا المجال .
كما أكدت الخارجية الأمريكية أن القوات الكردية أثبتت أنها الأقدر لمواجهة داعش في سوريا، ولذلك تتلقى الدعم الجوي من أمريكا وحلفائها منذ معركة كوباني.
وقالت إن:" تل أبيض كانت تعتبر نقطة عبور رئيسية للمسلحين وتهريب الأسلحة والنفط".
ووصفت ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، الانتصارات الكردية على داعش بأنها نموذج للجهود المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة أراض من التنظيم الإرهابي . وقال مسؤولون بالإدارة إن هذه الانتصارات تحققت بدعم من الضربات الجوية المتزايدة التي تشنها الولايات المتحدة ، وبفضل تبادل المعلومات المخابراتية .
وقال جوش إيرنست ، المتحدث باسم البيت الأبيض :" هذا في اعتقادي مؤشر على مدى أهمية أن يكون للولايات المتحدة شريك فعال مستعد وقادر على قتال تنظيم "داعش" الارهابي على الأرض".
أما تركيا فنظرت إلى سقوط تل أبيض بانزعاج شديد رأته تهديدا لأمنها القومي ، حيث أنها فتحت الطريق أمام المقاتلين الكرد ، ووجدت تركيا نفسها جارة لكيان كردي يتشكل رأت فيه تهديد لأمنها القومي ، يمكن أن يلتحم مع كرد تركيا لتظهر الدولة الكردية التي تعارضها تركيا بشدة ولن تسمح بظهورها .
ولهذا لم يكن غريبا أن تسارع تركيا إلى الترويج لوجود تطهير عرقي يرتكبه الكرد في حق العرب والتركمان من سكان المناطق التي سيطر عليها المقاتلون الكرد وفي تل أبيض . وهي المزاعم التي ليس عليها دليل ، وحتى الولايات المتحدة نفتها . ليخرج أردوغان مهددا ومتوعدا فيقول "" لن نسمح أبدا بإنشاء دولة كوردية في سوريا، على حدودنا الجنوبية، وسيستمر كفاحنا في هذا السبيل مهما كانت التكلفة".
كما قال :" يؤسفني القول إن طائرات التحالف تساند عناصر تنظيم (PYD) الإرهابي ـ حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ـ في السيطرة على منطقة تل أبيض السورية، من خلال تنفيذ هجمات جوية، وإجبار سكان هذه المنطقة الأصليّين من عرب وتركمان وأكراد إلى النزوح تجاه الأراضي التركية كي تسنح الفرصة لعناصر هذا التنظيم الإرهابي بالسيطرة على هذه المنطقة. فكيف لنا أن ننظر بإيجابية لما تقوم به قوات التحالف في هذه المنطقة ؟. كيف لنا أن نثق بالغرب ؟".
وقد أكدت تطورات الأسبوعين الماضيين صحة ما ذكره التقرير الذي أصدره مركز سياسات الحزبين الأمريكي حول العلاقة القوية بين نظام أردوغان وكل من جبهة النصرة وداعش .
وجاء في التقرير الذي حمل عنوان "تزايد حالة اللاثقة في الحليف التركي" بعض الأدلة والحالات الموثقة حول التعاون بين المخابرات التركية والتنظيمين الإرهابيين في تهريب شحنات ضخمة من الأسلحة ، وتسهيل عبور المقاتلين إلى سوريا عبر الحدود التركية .
ووصف التقرير تركيا بأنها بوابة العبور والناقل الرئيسي للمجاهدين والمتطرفين إلى ساحة الصراع في كلٍ من سوريا، والعراق. وقال :" لذا فإن الحكومة التركية ربما لم تسع بنشاط إلى تسهيل رحلات للمتطرفين، لكنها شاركت فعلياً في مهاجمة وحصار المدافعين عن مدينة كوباني الكردية. وأي محاولات قامت بها أنقرة في الآونة الأخيرة، لسد الطريق أمام انتقال المقاتلين الأجانب عبر أراضيها، كانت محدودة وانطلقت نتيجة للمخاوف الأمنية الداخلية التركية، أكثر مما هي تنفيذ رغبة ومطالب الحلفاء الغربيين.



هنالك طريقين رئيسيين للعبور إلى سوريا:

•    الأول: يمر عبر محافظتي غازي عنتاب وهاتاي التركيتين قبل العبور إلى الجانب السوري، عبر الجبال الواقعة بين حدود البلدين في أقصى الغرب من الحدود التركية – السورية، وصولاً إلى المنطقة الواقعة تحت سيطرة المجموعات المقاتلة المعارضة والمتطرفة مثل "جبهة النصرة".
•    الثاني: يمر الطريق الثاني عبر محافظة شانلي أورفة التركية، الاقتراب من بوابة تل أبيض الحدودية والعبور إلى داخل المنطقة الواقعة تحت سيطرة تنظيم "داعش".
تقريباً كل الأشخاص الذين يرغبون بالتطوع والمشاركة في القتال يصلون إلى الأراضي التركية عبر السفر بالطائرة، وذلك من خلال الانتقال إلى عدة أماكن أخرى. معظمهم بعد ذلك يسافر نحو غازي عنتاب/هاتاي أو إلى تل أبيض عبر استخدام الحافلات المحلية. حالما يقتربوا من الحدود، يقوم المتطوعون الجدد بمقابلة شخص ما أو لديهم رقم هاتف لشخص معين سوف يساعدهم في عبور الحدود إلى الجانب السوري. العديد من هؤلاء الذين ينضمون في نهاية المطاف إلى تنظيم "داعش"، يعبرون الحدود في البداية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المجموعات الأخيرة، باستثناء المنطقة الواقعة تحت سيطرة "جبهة النصرة"، ثم يشقون طريقهم نحو المنطقة الواقعة تحت سيطرة تنظيم "داعش". هذا العبور يتم في الجهة الغربية على وجه الخصوص، وبالتحديد في العديد من القرى التي تعمل منذ زمنٍ طويل على "التهريب" مصدراً للرزق، عبور الحدود هو عملية تجارية كبيرة بالنسبة لهم.
ويضيف التقرير: " في بداية عام 2015، وعلى سبيل المثال، كان المتطرفون الإسلاميون يستخدمون أحد أكثر مقاهي شانلي أورفا ترفاً، كمكتب لإدارة شؤونهم. المتطوعون الشبان في سن المراهقة أو في العشرينات من عمرهم، في الغالب يرتدون اللباس الأسود، أو العسكري المموه، مع الأحذية العسكرية، كانوا يأتون إلى المقهى ويجتمعون مع الرجال الأكبر سناً والذين يبدو بأنهم مقيمون بشكل دائم داخل المقهى. وحسب تقرير خاص عن اللاجئين السوريين، فإن تنظيم "داعش" الارهابي، ينشط أيضاً في مدينة شانلي أورفا، وحضورها في تلك المدينة حسب المعلومات التي يشير إليها التقرير، فإنها تأخذ صيغة الاتفاق مع السلطات التركية سواء أكان صريحاً أو ضمنيا.
تركيا لم تفعل إلا القليل لقطع الطريق المفتوح على مصراعيه أمام هؤلاء المتطرفين، حتى بداية عام 2015. حيثُ أنّ التغيير الأخير يمكن رؤيتهُ، على سبيل المثال في "الهجرة إلى الدولة الإسلامية"، التي أصدرت عبر الإنترنيت في بداية العام الجاري، هذه الوثيقة كُتِبت بيد مقاتل بريطاني في صفوف التنظيم داخل سوريا، ويشرح فيها كيفية انضمام المقاتلين الأجانب إلى صفوف "داعش"، والمعلومات المتعلقة بالحاجيات والمعدات التي يجب أن يحضرها المتطوع قبل دخول سوريا، كما يعطي معلومات عن كيفية عبور الحدود التركية إلى الجانب الأخر. مضمون الوثيقة يقول وبشكل صريح بأنهُ وفي الآونة الأخيرة أصبحت مسألة الانتقال إلى سوريا عبر تركيا، صعبة جداً.
على ما يبدو فإن المحاولات التركية لتضييق الخناق على تجنيد المقاتلين الأجانب وانتقالهم عبر الأراضي التركية للقتال في كل من سوريا والعراق، لم يأتي إلا بعد أن بدأ التنظيم الارهابي يشكلُ تهديداً وخطراً على الأمن التركي.
كنتيجة لذلك، فإن تركيز حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم المرتفع والحساس فيما يتعلق بتنظيم "داعش" الارهابي، على وجه الخصوص وبشكل أكبر من تركيزها على التنظيمات الأخرى، لذا وبناء على ما سبق، هذه الجهود لا تزال أقل بكثير مما هو مطلوب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي. المقاتلون الأجانب ليسوا الوحيدين الذين يسافرون من الدول الغربية ويستخدمون تركيا باعتبارها مركزاً للعبور. تُفيد العديد من التقارير الوافرة بالمعلومات والموثوقة المصدر والمحتوى، بأن السلطات التركية تسمح للمجموعات الإسلامية المتطرفة بالدخول إلى الأراضي التركية من سوريا، وبسرعة أكبر وبنشاط، أو بهدوء لمهاجمة خصومها، سواء النظام أو الكرد السوريين.
يؤكد توران يلماز، المسؤول الحكومي عن منطقة يايلداي الحدودية مع سوريا، بأنهُ سمح لمجموعة متحالفة من القوى السورية المعارضة، من بينها جبهة النصرة، عبور الحدود إلى الأراضي السورية، لضرب مواقع النظام السوري خلال شهر حزيران 2014. وذلك عندما كان لا يزال على رأس عمله. بالإضافة إلى ذلك، فإنه تشير تقارير متزايدة من قبل الكرد في كل من سوريا وتركيا، بأن أنقرة سمحت لعناصر تنظيم "داعش"، الانتقال إلى سوريا عبر أراضيها لمهاجمة المدافعين عن مدينة كوباني من الخلف.



شحنات الأسلحة إلى الجماعات المتطرفة:

تركيا كانت على الدوام متهمة باستخدام مخابراتها المركزية في نقل الأسلحة إلى الأراضي السورية. ففي الـ 19 يناير 2014 أوقفت قوات الدرك التركية على إحدى نقاط التفتيش في محافظة أضنا، جنوبي تركيا، قافلة من الشاحنات المُحملة بالأسلحة والمَحمية من قبل عناصر الاستخبارات التركية MIT، والتي كانت في طريقها إلى سوريا. عناصر المخابرات التركية تواصلوا مع المسؤولين في أنقرة، والذين بدورهم أعطوا الأوامر بإطلاق سراح القافلة. من جانبه وفي وقتٍ لاحق، أصدر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بياناً أدعى فيه بأن الشاحنات كانت تحمل "المساعدات" إلى مجموعات التركمانية في سوريا. بالإضافة إلى قيام الحكومة وأيضا في وقت لاحق، بفرض التعتيم عن الحادث، كما أنها وجهت تهماً نحو المسؤولين عن إيقاف القافلة.
في الخامس من أبريل الماضي، أصدرت الحكومة تفويضاً بالقبض على 34 "دركي"  مشاركين في عملية إيقاف الشاحنات. تلك الشحنات الثلاث كانت تحمل الأسلحة إلى سوريا، وهذه لم تكن المرة الأولى التي تقوم بها المخابرات التركية بإرسال القوافل إلى سوريا. لا توجد منظمة تركمانية رسمية في سوريا لاستقبال الأسلحة الموجودة في الشاحنات التي تم احتجازها في محافظة آضنة، بينما يقوم البعض بدحض تلك الأقاويل بشكل مباشر، حيثُ أنهم يشيرون إلى أنه ربما الأسلحة كانت موجهة إلى بعض المجموعات الجهادية المتطرفة والمتمتعة بدعم حزب العدالة والتنمية مثل "جبهة النصرة".

PUKmedia السيد عبد الفتاح *رئيس مركز القاهرة للدراسات الكردية

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket