قلق تـركـيا من دخول الكرمانج برلمانها

الاراء 01:19 PM - 2015-06-29
صلاح مندلاوي

صلاح مندلاوي

تواصلت الامور متناغمة منذ ان سمحت الحكومة التركية بمرور قوافل اسناد شعب كوباني من كردستان العراق فتبعتها انتصارات متلاحقة تجاوزت تحرير كوباني وكان الزحف جميلآ لاننا  لم نتعود على سماع هذه الاخبار الطيبة من ارض لايعترف بساكنيها الا ان يكونوا عيون مراقبة ضد تركيا والكرد فانجلت الغمامة واذا بديمرتاش في قمة النشوة الكردية داخل تركيا !!!!!!
فأنقلبت الصورة  المفرحة  لتركيا  الى  الحذر  والقلق  من  قابل  الايام  جراء  دخول ( الكرمانج )  الى البرلمان وجلوسهم على المقاعد الحمراء التي لا تليق الا بهم ككرد خاضوا غمار تحدي دموي يمتد الى 1818  حيث بدأت ثورة بدر خان الاولى .
 تركيا انتعشت أقتصاديآ بفضل التعامل البديع للرئيس اوردوغان حتى مع المطرب الكردي التركي وفرشه السجادة الحمراء لحكومة الاقليم .
  تركيا عندما خاضت حرب قبرص والتي لم تستغرق سوى عشرة ايام بقيت تعاني من اثار تلك الحرب ناهيك عن مقارعة الحزب العمال الكردستاني الى ان خمدت او كادت تخمد نيران الحرب الاهلية التي قال عنها رئيس وزراء عراقي يدعى د . عبد الرحمن البزاز لو بقي مائة شخص يقاتلون الحكومة في الجبل لاضطربت ميزانية الدولة العراقية .
طبعآ صار واضحآ العكس حين استتبت الامور للحركة الكردية لم يعد هنالك  صوت الرصاص ودوي الانفجارات وانما صارت كردستان واحة سلام استفاد منها جماهير تركيا التي انتعشت بالتجارة مع كردستان العراق  ثم جماهير العراق التي تجد في كردستان  ملجأ  للعوائل  الشاردة  من  اتون  الحرب  المنفلقة في بعض محافظات العراق  ......اذن كردستان خاتمة الاحزان  ففي وطني يموت من لايستحقون الموت على يد من لايستحقون الحياة .
الكرد يحبونك يا اورودغان لانك اليتيم الذي اعال اخوته فصار القائد الناجح للباب الذي كان عاليآ وتمنينا ان تكون كذلك في ظل قائد يحيطه جمع من الاخوة والرفاق المبتهجين بسلسلة النجاحات المتلاحقة لحزب العدالة والتنمية فلا ترتبكوا في انفعالات لاتخدم سواء تركيا الشقيقة الكبرى ام كردستان الشقيقة الاصغر نحن ايضآ سياسيون حتى منذ ان جرى استفتاء لجنة ( كنغ كرين ) التابعة لعصبة الامم 1932 فطلب اهالي السليمانية بالانضمام لتركيا فلا تجعلوا شهدائنا يتحسرون في قبورهم .
الكرد من فرط تفاؤلهم كانوا مستبشرين بارائكم السديدة بل وتفاءلوا اكثر حين طالبوا باطلاق سراح سجين جزيرة امرالي الى هنا انقلبت علينا الصورة .
 تركيا المؤيدة للكرد سواء في بلادها او بلاد الجوار تؤمن بديانة النبي محمد ( ص ) ولابد ان تكون عونآ لكل المظلومين من المؤمنين بنظريتها الدينية لانها لن تخسر لا اقتصاديآ ولا سياسيآ بل على العكس تمامآ فقد اثبتت لها السنوات القليلة الماضية ان كردستان منجم ذهب لكل من يجاورهم وعلى الاخص من نحن بصدده .
 ان انفراد مندوب صحفي بانفجار كوباني الساعة الرابعة فجرآ تثير شكوك حتى ابعد الناس عن القضية فعلى الاعلام التركي ان لا تضيع مكاسبها الضخمة فكوباني كان يراد لها ان تحول مسارات انابيب النفط السورية لصالح داعش ولذلك تستقتل كي لا تفقدها كممر بديل لميناء جيهان فمصلحة تركيا مع كردستان لا مع ( المستر نو بودي ) هذا ما على تركيا اما ما على ساستنا ان  لا يضخموا  الشك  لانه حتى في القوانين الجنائية ( الشك لصالح المتهم وليس ضده )  لست اتصور  اني افهم من الاخرين لكني اتمنى ان يكون ديدن تفكيرنا هو الامن القومي الكردي الذي نطمح ان يصبح له حيز حتى في ابسط العقول التي تدير العملية السياسية في كردستان ولا ننسى ابدآ ان الاحداث التاريخية تخلقها الشعوب المكافحة وفي صميم المناقشة تبرز الحركة الكردية كثورة متأججة في نفوس شعبنا الذي لا يتسع صدره للحقد والكراهية لانه مفعم بمحبة شعبنا واولهم شهداء كوباني .

   صلاح مندلاوي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket