داعش وأهداف تجنيد الاطفال

تقاریر‌‌ 02:20 PM - 2015-06-15
صورة مؤرشفة

صورة مؤرشفة

يوجد مئات الآلاف من الأطفال المُستخدَمين بوصفهم جنوداً في النزاعات المسلحة حول العالم. وكثير من الأطفال مختطفون وقد تعرضوا للضرب لإخضاعهم، فيما ينضم آخرون إلى الجماعات المسلحة فراراً من الفقر أو من أجل حماية مجتمعاتهم أو انطلاقاً من شعور برغبة الانتقام.

مسؤولياتهم في القتال والدعم
في كثير من النزاعات يتولّى الأطفال دوراً مباشراً في القتال. ومع ذلك فإن دورهم لا يكون مقصوراً على الحرب؛ فكثير من   الفتيات والفتيان يبدأون بمهام للدعم وهي تنطوي أصلاً على خطر جسيم ومشقة بالغة. ومن الواجبات الشائعة التي يُكَلَّف بها الأطفال ما يتمثل في أن يعملوا بوصفهم حمّالين حيث ينوءون في الغالب بحمل أثقال فادحة بما فيها الذخائر أو الجنود المصابون. وبعض الأطفال يُستخدَمون كمستطلعين أو رُسُلاً أو طهاة كما ينفّذون واجبات روتينية أخرى. أما الفتيات فهن يعانين حالة الاستضعاف بصورة خاصة وغالباً ما يُجبَرن على العمل كإماء للأغراض الجنسية. وفضلاً عن ذلك فاستخدام الأطفال لأعمال الإرهاب بما في ذلك كانتحاريين نشأ كظاهرة من ظواهر الحرب الحديثة.

عملية تعاف طويلة
بصرف النظر عن كيفية تجنيد الأطفال، وعن الأدوار التي توكَل إليهم، فالأطفال الجنود هم ضحايا فيما تؤدّي مشاركتهم في النزاع إلى آثار مترتبة خطيرة بالنسبة إلى صحتهم الجسمية والنفسية. وغالباً ما يكونون خاضعين لضروب الأذى ومعظمهم يواجهون الموت والقتل والعنف الجنسي بل إن كثيراً منهم يُجبَرون على ارتكاب هذه المجازر لدرجة أن بعضهم يعاني من آثار سيكولوجية خطيرة في الأجل الطويل ومن ثم فإن عملية إعادة دمج هؤلاء الأطفال تمثل أمراً بالغ التعقيد.

الحظر بموجب القانون الدولي
تجنيد واستخدام الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر للعمل بوصفهم جنوداً أمر محظور بموجب القانون الدولي الإنساني وطبقاً للمعاهدات والأعراف، كما يتم تعريفه بوصفه جريمة حرب من جانب المحكمة الجنائية الدولية. وفضلاً عن ذلك يُعلِن قانون حقوق الإنسان سن الثامنة عشرة بوصفها الحد القانوني الأدنى للعمر بالنسبة للتجنيد ولاستخدام الأطفال في الأعمال الحربية، وتضاف أطراف النزاع التي تجنِّد وتستخدِم الأطفال بواسطة الأمين العام في قائمة العار التي يصدرها سنوياً.

تعريف الطفل الجندي
أي طفل يرتبط بقوة عسكرية أو بجماعة عسكرية هو أي شخص دون سن الثامنة عشرة من العمر ولا يزال أو كان مجنّداً أو مُستخدَماً بواسطة قوة عسكرية أو جماعة عسكرية في أي صفة بما في ذلك على سبيل المثال وليس الحصر الأطفال والغلمان والفتيات الذين يتم استخدامهم محاربين أو طهاة أو حمّالين أو جواسيس أو لأغراض جنسية.

داعش وأهداف تجنيد الأطفال
يظهر أحد أحدث تسجيلات يوتيوب لتنظيم داعش أطفالاً يقفون في تشكيلات ينشدون ويسمّعون أوامر المعلّم. ويتدرّب هؤلاء الأطفال الذين يبلغون الخامسة أو السادسة من العمر ليصبحوا مقاتلين.
يهتفون، "الله عظيم". ثمّ يظهر الفيديو الأطفال يركعون في دائرة وينصتون إلى المدرّب يفسّر لهم كيف أنّهم جزء من معهد فاروق في سوريا الذي يبدو برنامجاً تدريبياً.
ويدعو الأطفال بـ"صغار الخلافة" ويقول إنهم يتلقون التعليم حول الإسلام وتعاليم الشهادة. كما يضيف بأنّ تنظيم داعش يحضّر جيلاً صاعداً "لفداء الأقصى" وأنّ المقاتلين الجدُد سيساعدون في توسيع الخلافة لتصل إلى روما، حسب توقعاته.
وليس هؤلاء الأطفال أوّل مَن يُجنّد، وإنما هم جزء من تقليد مستمرّ تعتمده الميليشيات، تقول شارو لاتا هوغ التي تعمل للمؤسسة الدولية للجنود الأطفال، ومركزها المملكة المتحدة، للمونيتور إنّ ظاهرة الجنود الأطفال راسخة ومتجذرة وتذكر أمثلة من البلدان الأفريقية والآسيوية. ولكنّ الفارق هذه المرّة هو أنّ "تنظيم داعش توثق جيّداً العملية."
إنّ استخدام تنظيم داعش الإرهابي لوسائل التواصل الاجتماعي أمر غير مسبوق، فهي من خلال هذه الوسائل تظهر عملية قطع الرؤوس وتبث الخطابات التهديدية. والمنظمة تدرّب الأطفال اليوم.
يظهر فيديو يوتيوب الأولاد يشاركون في برامج المعسكر ويرتّلون آيات قرآنية ويُطلب منهم تسميع ما تعلّموه، بعد مرور سبع دقائق في الفيديو، يظهر الأولاد يسمّعون الدرس: يريديون قتل أعداء الخلافة أو استعبادهم، حسب قولهم.
بحسب تقرير لمرصد حقوق الإنسان صدر في عام 2014، يُستخدم الأطفال كـ"خلايا نائمة" أو جواسيس لجمع المعلومات. كما أنهم يُستعملون لتأدية أدوار قتالية أو لتنفيذ تفجيرات انتحارية. كما يكشف التقرير أنّ عدداً من أطفال الشرق الأوسط يتطوّعون لتنفيذ هذه المهمات.
في حديث للمونيتور مع فريد آبراهامز من مرصد حقوق الإنسان، قال إنّه في مثل هذه الحالات، "لا يستوعب الأطفال خطورة أفعالهم. إنّهم ليسوا راشدين ولا يستطيعون اتخاذ قرارات استناداً إلى وقائع. يتمّ التلاعب بعقلهم والضغط عليهم وإجبارهم على الانضمام إلى الميليشيات."
وتقول هوغ للمونيتور إنّه بما أنّ العديد من الأطفال في سوريا والعراق هم أيتام ويعيشون حالات حرب، يسهل التأثير عليهم. وتضيف، "عملية التجنيد لدى تنظيم داعش هي عملية قسرية. والعقائد التي يتمّ ترسيخها في أذهانهم هي بمثابة منهج بديل للأطفال لأنّ النظام التعليمي في سوريا، كأيّ بلد تدمّره الحرب، لم يعُدْ ناجعاً."
في 24 مارس/آذار، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ داعش تقدّم للأولاد الذين يبلغون 15 من العمر مناصب بأجر كمقاتلين.
وأضاف آبراهامز بأنّ الأطفال يُمنحون فرصة "للمحاربة من أجل مستقبلهم" الذي ي جسّده تنظيم داعش كمستقبل مستقرّ يؤمّن لهم "عائلة وهدفاً وإمكانية أن يكونوا جزءاً من مجموعة ويشعروا بحسّ الانتماء."
وأكمل، "يمكنني أن أفهم السبب الذي يجذب الأطفال اللاجئين إلى تنظيم داعش."
ولكن مع تزايد الأعمال العسكرية ضدّ تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، أظهرت المجموعة بأنّها ستضع الأطفال في الواجهة. وأطلقت فيديو لأولاد يشاركون في إعدامات كان آخرها إعدام أسير فلسطيني.
في مقابلة مع المونيتور، ذكر الجنرال اللبناني المتقاعد هشام جابر أنّه في القتال في الحرب، لا يستطيع الجندي دائماً تمييز عمر المحارب. نتيجة لذلك، يجب أن يستمرّ الجنود في المحاربة حتى ولو اضطُرّوا إلى توجيه سلاحهم إلى قاصر. وقال، "إذا كان الولد يحمل سلاحاً، نعم، من الطبيعي أن تقاتله لأنّه قد يكون محارباً جيداً."
وأضاف جابر بأنّ الجيش اللبناني "يبذل قصارى جهده لتفادي قتل الأطفال المقاتلين وللقبض عليهم كبديل. إنّ قتل طفل أمر صعب جدّاً، ولكنّ هذا الطفل جاء ليقتلك."
ونوّه جابر إلى أنّ بلداناً أخرى مثل الولايات المتحدة التي تملك تقنيات متطوّرة "يجب أن تكون مهيأة لمواجهة ظاهرة الجنود الأطفال. ولكن في نهاية المطاف، مواجهة طفل ليست مهمّة سهلة."
في لبنان، الأطفال الذين يلقي الجيش اللبناني القبض عليهم يوضعون في مراكز اعتقال الشباب. ثمّ تُحال القضية إلى المحكمة. يقول جابر، "إذا قتل شخص ناضج شخصاً آخر، ستتمّ محاكمته ويُطبّق القانون بحذافيره عليه. ولكن إذا كان الولد في 15 من عمره، يكون حكم السجن أخفّ بكثير."
وأضاف آبراهامز، "عندما تنتهي الحرب في سوريا والعراق، سيقع هؤلاء الأطفال في مأزق مربك، وستكون معركتهم للصمود في الحياة شاقة."
وقال إنّ المجتمعات يجب أن تفكّر في كيفية تلبية "حاجات الأطفال النفسية بعد مواجهتهم محنة عملهم كجنود."
تقول هوغ، "لا بدّ من معالجة الصدمة التي يواجهها الأطفال وسيحتاج الأطفال المقاتلون إلى التعرّف إلى محيط اجتماعي غير عنيف. وتحتاج عملية تطهير أذهان الأطفال من غسل الدماغ الذي خضعوا له إلى دعم من الحكومة والمجتمع. ويجب أن يعالج كلّ تدخل وضع كلّ ولد أو فتاة بحسب طبيعته."
وقال جابر إنّ آلاف الأطفال اللاجئين في لبنان هم "مشروع مقاتلين." وتقدّر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عدد اللاجئين السوريين في لبنان بـ2 مليون. ومن بينهم، ثمّة حوالي 75 ألف قاصر تتراوح أعمارهم بين 12 و17.
ويعتقد جابر أنّ الأزمة تستلزم جهداً تعاونياً بين الوزارات والمؤسسة العسكرية وقطاع المخابرات لمنع الميليشيات من جذب جنود جُدد. ولكنّ الأطفال الذين حُرموا حسّ الانتماء يجدون ملاذهم للعيش في صفوف الدولة الإسلامية التي يحرص قادتها على التأكيد للعالم بأنّهم يصنعون أعظم وأقوى سلاح على الإطلاق— سلاح الأطفال.

المؤتمر الدولي للحد من تجنيد (داعش) للاطفال يخرج بست توصيات
أوصت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي للحد من تجنيد (داعش) للأطفال،اليوم الاثنين، بست توصيات أبرزها مطالبة البرلمان باصدار قانون حماية الطفل العراقي واعتبار تجنيدهم "جريمة ضد الانسانية"، فيما اكدت ان عمليات تجنيد الاطفال تطال 100 دولة.
وقال عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي للحد من تجنيد تنظيم (داعش) للاطفال على العطار، في البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد في فندق الرشيد، وسط بغداد، إن "الموتمر خرج بعدة توصيات منها مطالبة الامم المتحدة بإصدار قرار لاعتبار ما قام به تنظيم (داعش) من عمليات تجنيد للأطفال في العراق عمليات ابادة وجرائم ضد الانسانية".
وأضاف العطار أن "المؤتمر طالب البرلمان بالإسراع بإصدار قانون حماية الطفل العراقي"، مشيرا الى ان "المؤتمر اوصى بتبني المجتمع الدولي الفكر المناهض للمنهج المتطرف معتمدا على الرؤية الانسانية في التعامل مع الغير".
وتابع العطار أن "من بين التوصيات تبني مبادرة التثقيف والتعليم في اطار التعايش السلمي ونشر قيم المحبة والسلام ودعوة مراكز الدراسات والبحوث المحلية والدولية لتبني دراسات معمقة لواقع الحال والحلول التفصيلية للحد من هذا الخطر"، مشيراً الى ان "المؤتمر حث حث الحكومات لوضع المزيد من التدابير التي تسهم في حماية الاطفال والحد من استغلالهم من قبل العناصر الارهابية".
واكد العطار ان "عمليات تجنيد الاطفال تتعارض مع اتفاقيات جنيف الخاصة بالقانون الدولي والانساني وتطال ما يقارب 100 دولة"، مبينا ان "العراق شخَص خطورة هذا الأمر منذ عام 2006 عندما تأسست معسكرات أشبال الزرقاوي على ارضه ونؤيد خطورته الان".
واوضح العطار أن "عصابات (داعش) قامت بفتح اربعة معسكرات في نينوى لتجنيد قرابة 1000 طفل دون سن ال18 من العمر"، مؤكدا أن "التنظيم قام بغشل ادمغتهم وتدريبهم على القتل والذبح".
وكانت لجنة المرأة والأسرة والطفولة في مجلس النواب حذرت، الاثنين، من مخاطر تنامي ظاهرة تجنيد (داعش) للأطفال العراقيين، وفيما طالبت الحكومة باتخاذ إجراءات رادعة ضد (داعش) وعدم تجريم الأطفال و"اعتبارهم ضحايا"، دعت أهالي الموصل إلى الحرص على أطفالهم وتوعيتهم من "السموم" التي يبثها التنظيم الإرهابي.

داعش يقوم بتجنيد الاطفال في 100 دولة
اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، الاثنين، ان "داعش" يقوم بتجنيد الاطفال في 100 دولة، فيما دعا الامم المتحدة الى اعتبار ذلك جريمة ضد الانسانية.
وقال العبادي في كلمة له خلال المؤتمر الدولي للحد من تجنيد "داعش" للأطفال، إن "داعش يقوم بعمليات تجنيد منظم للاطفال في 100 دولة، بحسب الاحصائيات"، معتبرا ان "استغلال الاطفال بهذا الشكل البشع من قبل داعش من اجل القتل جريمة شنعاء".
ودعا العبادي الامم المتحدة الى "اعتبار تجنيد الاطفال جريمة ضد الانسانية"، مشددا على ضرورة "ان تقوم بمساعدة العراق، لانه البلد الوحيد الذي يقاتل ابناءه بكافة اتجاهاتهم ومكوناتهم هذا السرطان الخبيث".
وطالب العبادي الامم المتحدة والمجتمع الدولي بـ"وقفة مع العراق"، مشيرا الى ان "اكثر الاعمال التي يقوم بها داعش اليوم هي نفسها التي كانت يتبعها نظام البعث السابق".
وكشفت صحيفة مصرية، في 12 كانون الثاني 2015، أن تنظيم "داعش" افتتح معهداً لتدريب الأطفال على فنون القتال والتدريبات العسكرية والعلوم الشرعية في المناطق التي يسيطر عليها.
واضاف  العبادي إن "هناك دولا كثيرة لم تمسها الحروب منذ 100 عام ويأتينا انتحاريون من هذه الدول"، مشيراً الى أن "40 إنتحارياً يدخلون العراق كل شهر".
 وتابع : "نحن نتسائل الان من الذي مكنهم من الاعلام العالمي والاعلام في المنطقة ومن الذي مكنهم في وسائل التواصل الاجتماعي؟".
وصرح العبادي أن "عدد المقاتلين الاجانب في العراق اصبح يفوق عدد المقاتلين العراقيين"، مشيرا الى أن "الصراع الاقليمي والصراعات الدولية جزء كبير من الخطر الذي يحدق في المنطقة".
واتهمت مفوضية حقوق الإنسان، (داعش) بتجنيد أكثر من ألف طفل بمدينة الموصل، وغسل أدمغتهم لتغذيتها بـ"القتل والعنف"، وفي حين عدت أن ذلك يشكل "انتهاكاً خطيراً" بحق الطفولة، دعت لإقامة مؤتمر دولي لمكافحة تجنيد الأطفال ووضع آليات لتدارك الآثار التي زرعتها تلك "العصابات" في ذاكرتهم.
يذكر أن تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، في (العاشر من حزيران 2014 المنصرم)، قبل أن يفرض سيطرته على مناطق أخرى عديدة من العراق، قد ارتكب "انتهاكات" كثيرة بحق الأهالي لاسيما من الأقليات، والمواقع الدينية والحضارية، عدتها جهات محلية وعالمية عديدة "جرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية".


PUKmedia وكالات

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket