الإعلام رؤية وليس مزايدات

الاراء 09:43 AM - 2015-05-28
 حسين فوزي

حسين فوزي

هيأ المفكرون الفرنسيون وقادة النهضة لأعظم ثورة معاصرة في التاريخ بعد ثورة الإسلام، فكتبوا الكثير مما ادى للإرتقاء بالوعي الشعبي وتوجيهه لإنجاز اكبر نقلة نحو الديمقراطية في تاريخ البشرية. وبقيت طروحاتهم نافذة مؤثرة حتى يومنا هذا، في البلدان النامية، فيما بنى العالم المتقدم عليها ما عمق القيم الإنسانية ورسخها.

وفي محنة الغزو الظلامي، وبيئة لا تخلو من غلو طائفي من البعض، يطلع علينا كتاب يبدون موضوعيين، لكنهم ينفخون في نار الطائفية التي يتزايد العراقيون الرافضون لها لوعيهم للنار التي اكتوى بها مجتمعنا.

وبجانب التأجيج الطائفي، يتناولون علاقاتنا ا بالجوار، بعيداً عن تراث الدولة ومعادلة التوازن التي ارساها فيصل الأول ونوري باشا السعيد، وسبَّب خرقها “الثوري الساذج” انزلاقنا إلى كوارث عمقها النظام الشمولي ومعاركه الخاسرة بشعارات قومية مزعومة ومضامين طائفية خفية تجلت بممارسات قمع دموي.

المؤسف يدبج منظرون  مقالات يضفون عليها ثقل تاريخهم في المنفى زمن الشمولية متجاهلين حقائق الجغرافية السياسية الاجتماعية الاقتصادية التي تحكمنا ودول الجوار، فيتم التناسي المتعمد لدور إيران والسعودية وقطر والكويت والولايات المتحدة ومصر في خلع النظام الشمولي. ويجري التجاهل من كل كاتب بحسب هواه الطائفي وليس الفكري العلمي. 

وبرغم كل الشعارات الرنانة وأوهام القوة المتوارثة من الدكتاتورية، ومزاعم القدرة على محاربة “الآخرين” بمباركة سماوية، فأن بعض ركائز الدولة الباقية، في مقدمتها مفاهيم العلاقات الخارجية المتراكمة في وزارة الخارجية، لذلك سواء ايام تصعيد المرحوم اللواء عبد الكريم قاسم ضد الكويت، أو الحروب العدمية للشمولية، كان صوت الخارجية العراقية يدعو إلى الاحتكام للقانون الدولي وحل الخلافات بالحوار حرصاً على سلامة العراق وتنميته. 

وضمن هذا النهج كانت زيارات رأسي السلطة التنفيذية رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء إلى الجوار وبقية الدول المؤثرة على العراق، التي يأتي من ثمارها إعلان السعودية تعيين سفير لها في العراق. وهو تكريس للإعتراف بشرعية الأغلبية الحاكمة وبقية مؤسسات الدولة والالتزام بقيم حسن الجوار، بالتالي “التزام” سعودي رسمي اوضح في التصدي للتحريض الطائفي وفتواه المساندة للقاعدة وداعش، والحرص أكثر على التعامل مع المكون الشيعي العراقي والسعودي ايضاً، واستكمال إنهاء ما توصلت له الدولة السعودية منذ تصدي مؤسسها لـ”الأخوان” المكفرين للشيعة وهجماتهم على العراق. 

لست جاهلاً لما يتعرض له الشيعة من تمييز اجتماعي في السعودية، ولست ممن يتجاهلون البعد “الأبوي المطلق” لسلطتهم، لكن اي منصف يعرف مدى حاجتنا للسعودية على الأقل للحج إلى بيت الله، بجانب اهمية تضافر الجهود الثنائية في محاربة الإرهاب، الذي يهدد النظام السعودي كما يهدد شعبنا.

اتمنى النجاح للسفير السعودي في العراق، واهنئ الرئيسين السيدين فؤاد معصوم وحيدر العبادي والخارجية العراقية على الإنجاز، دون نسيان “فضل” العراب الأميركي.. ويظل السؤال متى سيصل حضرة السفير؟؟!

 

 حسين فوزي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket