المشتركات في المفترقات جدلية معصوم
الاراء 10:42 AM - 2015-05-26حسين فوزي
تكشف الزيارات التي قام بها رئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم عن منهج يتسم بجدية كبيرة في تحري مصلحة العراق، فلقد حرص على زيارة تركيا والسعودية وقطر ومصر وإيران، وليس بخاف على احد “مفترقات” سياسة هذه البلدان بشأن العراق والنفوذ في المنطقة.
وبقدر ما يحرص رئيس الجمهورية، بدماثته ودبلوماسيته الرفيعتين، على افضل العلاقات الشخصية مع السياسيين، في الداخل والخارج، فأن هذا لم يحل دون طرح قضية المياه بالنسبة للفرات مع تركيا، او شط العرب ومقترباته مع إيران. كما لم تمنع العلاقات التي ربطته شخصياً بالعديد من الزعماء، سواء في تركيا أو إيران أو قطر ومصر، من طرحه بصراحة اهمية ممارسة مواقف واضحة في مساندة العراق في حربه ضد داعش وبقية القوى الظلامية التكفيرية.
لكن المؤسف هو ان غياب المنهجية لدى العديد من المسؤولين في الدولة العراقية، بجانب “ضغط” الظروف الطارئة، وما اكثرها في حياتنا، يحول دون بناء الدولة العراقية على ما تنجزه زيارات شخصية سياسية نافذة في المجتمع الدولي مثل د. معصوم، الذي لا يختلف إثنان في الأسرة الدولية على انه رجل دولة له منهج وطني عراقي، مع كل الحرص على إلتزامه الشخصي بالطموح الكردستاني في حق تقرير المصير.
والمؤكد أن التاريخ سيكشف اية جهود بذل د. معصوم منذ بداية ولايته، وقبلها، من اجل الحفاظ على لحمة المجتمع العراقي وتقريب الزعماء السياسيين لخلق محصلة تخدم عملية ترسيخ الدولة الديمقراطية الإتحادية، سواء عشية تشكيل حكومة السيد العبادي او ما تلاها من مفترقات طرق نجح في الكشف عن مشتركاتها الوطنية.
والمؤكد ايضاً ان الوثائق تسجل إلى اي مدى يتمسك معصوم بالحفاظ على مؤسسات الدولة وعدم تمييع وضعها إلى حالة تصريف الأعمال التي يراهن عليها البعض، ضمن منهجية تريد مصادرة شرعية الدولة ومؤسساتها، وفي مقدمتها رئاسة الحكومة والقوات المسلحة. وفي هذا كله لا ينطلق رئيس الجمهورية من علاقة شخصية، التي إن اخذت بعين الإعتبار، فأنها لن تكون لصالح بعض المسؤولين إنما لغرمائهم، لكنه يرجح كفة الوعي بحاجة العراق إلى المزيد من استقرار مؤسسات الدولة بقصد منع اي اضطراب او فراغ يضر بالمعركة الوطنية العراقية في دحر الظلاميين واسترجاع فرص العمل على معالجة الأزمة الاقتصادية والخدمية القائمة. وهو طرحه الثابت في الرياض وانقرة وطهران.
استطاع د. معصوم اقناع السعوديين والأتراك والإيرانيين بضرورة دعم التصدي العراقي وحشده الوطني، لتجاوز الخرق الذي تعرضت له السيادة الوطنية.
وبقدر ما ينجح الفرع الثاني الذي يمثله مجلس الوزراء ورئيسه في العمل على المسار ذاته، بخطوات عملية تجير منجزات الفرع الأول للسلطة التنفيذية إلى خطوات عملية، بجانب ما تحققه الحكومة من تفاهمات إقليمية ودولية تشرعنها واقعاً عملياً، تظل قضيتا الاتفاق السياسي، على رأسه استكمال سريع للمصالحة الوطنية، ووضوح قيم الشرعية والنزاهة، ركيزتين للنجاح في إنجاز المهام الحيوية لفرعي السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية.
حسين فوزي
المزيد من الأخبار
-
القنصل الروسي: للاتحاد الوطني دور مهم في تعزيز السلام ولغة الحوار
09:06 PM - 2024-04-18 -
رئيس المحكمة الاتحادية يتحدث عن قرارات المحكمة حول رواتب وانتخابات كوردستان
04:48 PM - 2024-04-18 -
رئيس الجمهورية يؤكد ضرورة مكافحة التطرف لتعزيز التعايش السلمي
02:46 PM - 2024-04-18 -
المتحدث باسم الاتحاد الوطني: اقليم كوردستان يحتاج الى برلمان وحكومة فاعلين
02:33 PM - 2024-04-18
شاهد المزيد
کوردستان 06:00 PM - 2024-04-19 يوسف كوران: الانتخابات هي الطريق الوحيد لخروج اقليم كوردستان من الازمة الراهنة
استقطاع 160 مليون دينار من رواتب المتغيبين عن جلسات مجلس النواب
10:58 AM - 2024-04-19
الشفافية: واردات السليمانية وحلبجة خلال الاسبوع الماضي أكثر من 7 مليارات دينار
09:50 AM - 2024-04-19
المجلس القيادي: انتخابات نزيهة في موعدها تحمي وتعزز كيان اقليم كوردستان
05:36 PM - 2024-04-18
الرئيس بافل: نريد أن تسفر الانتخابات عن تجديد الاقليم وإنشاء حكم رشيد فيه
04:12 PM - 2024-04-18
الأكثر قراءة
-
يوسف كوران: الانتخابات هي الطريق الوحيد لخروج اقليم كوردستان من الازمة الراهنة
کوردستان 06:00 PM - 2024-04-19 -
استقطاع 160 مليون دينار من رواتب المتغيبين عن جلسات مجلس النواب
العراق 10:58 AM - 2024-04-19 -
الشفافية: واردات السليمانية وحلبجة خلال الاسبوع الماضي أكثر من 7 مليارات دينار
إقتصاد 09:50 AM - 2024-04-19